Adbox

وفا– في تحد رسمي وشعبي فلسطيني لقرار محكمة العليا الإسرائيلية بإخلاء وهدم قرية الخان الأحمر شرق القدس المحتلة، يواصل الأهالي ونشطاء مقدسيون من مختلف محافظات الوطن، التوافد إلى القرية المهددة بالإزالة بقرار عنصري، بهدف المشاركة في الاعتصام المفتوح الذي أعلنه رئيس هيئة مقاومة الجدار والاستيطان وليد عساف.
المعتصمون لليوم الثاني على التوالي في خيمة الاعتصام المقامة على أراضي القرية أكدوا أنهم لن يلتفتوا لقرارات المحاكم الإسرائيلية، وسيواصلون الصمود فوق أرضهم وسيتصدون بأجسادهم لأية محاولة لهدم منازل القرية.
وقال رئيس المجلس القروي في الخان الأحمر عيد أبو دهوك، إن أهالي القرية سيواصلون الصمود في قريتهم لأن ترحيل الخان الأحمر يعني استهداف القدس كاملة، واكتمال الحزام الاستيطاني الذي يقسم الضفة لقسمين، مشيرا إلى أن ما جرى يعكس العنصرية الإسرائيلية، وسنتصدى له وسنحمي قريتنا بأجسادنا.
وأضاف نحن في مرحلة العمل الجاد حاليا، والبدو لن يرحلوا من هذه القرية، ولنا في العراقيب التي هدمت 133 مرة وتم إعادة بنائها أسوة، وحتى لو هدمت قريتنا لن نرحل وسنبقى بأرضنا ومن عليه الرحيل هو المحتل الذي حضر إلى هنا ويريد أن يطردنا من أرضنا.
وقال الشيخ يوسف أبو دهوك من سكان الخان الأحمر لـ"وفا"، إن الأهالي تلقوا بالأمس قرار محكمة الاحتلال العنصري الاستعماري الاستيطان برفض التماسات المواطنين، في خطوة تشكل ضربة بعرض الحائط لكل القرارات الدولية، والقرار الصادر عنها هو قرار مشوه وعنصري ويهدف إلى تهجير السكان، وكذلك هدم مدرسة تحوي العشرات من الأطفال.
وتابع، هنا يسكن مرضى ومعاقون، هم معرضون للتهجير أيضا، ولكننا سنواصل الصمود في أرضنا رغم قرارات الاحتلال والاستيطان، وهناك تضامن شعبي كبير معنا، ونأمل أن يسهم في وضع حد لمساعي الاحتلال لهدم منازلنا.
من جانبه أكد مدير الائتلاف الأهلي لحقوق الفلسطينيين في القدس زكريا عودة لـ"وفا"، أن هذا الاعتصام هو رفض لقرار المحكمة العليا بإخلاء المواطنين، معتبرا أن القرار جزء من السياسة العامة التي تنفذها الحكومة والمؤسسات الإسرائيلية لتهجير السكان الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم.
وأضاف ان الخان الأحمر هو حلقة في مسلسل التهجير والاقتلاع الذي ينفذ في كافة أحياء القدس المحتلة، فبالأمس كان هناك هدم لبيوت في الولجة وبيت حنينا، وهذا جزء من سياسة ممنهجة تنفذها إسرائيل منذ اليوم الأول للاحتلال بهدف تهجير الفلسطينيين، وتوسيع المستوطنات، وزيادة حجم الاستيطان في المنطقة، والسيطرة على الأراضي.
ونوه إلى أن إخلاء الخان الأحمر يأتي ضمن مخط e1 الذي يقوم على بناء 6 آلاف وحدة استيطانية شرق القدس بهدف فصل الضفة الغربية شمالها عن جنوبها، وهذا الحزام هو البوابة الشرقية لمدينة القدس المحتلة.
وفي هذا السياق، قال الوزير عساف لـ"وفا"، إن شعبنا سيعمل بكل طاقته من أجل حماية الخان الأحمر من الهدم، لأنه لم يعد هناك مكان للحديث عن القانون في دولة الاحتلال، حيث سقطت المحكمة العليا الاسرائيلية في الامتحان، وتبنت موقف المتطرفين والمستوطنين، ومنحت جيش الاحتلال صلاحية الهدم والترحيل دون أية قيود.
وأضاف، يوجد مثل الخان الأحمر 225 تجمعا فلسطينيا في المناطق المصنفة (ج)، وليس لها أي وضع قانوني لدى الاحتلال، وقرار الهدم يعني تهديد هذه التجمعات بنفس المصير.
وتابع، "نواجه وضعا صعبا ليس في الخان الأحمر فحسب بل في 60% من الضفة الغربية، والاحتلال سيمارس ما يمارسه حاليا في المناطق الأخرى، لذلك يقع على عاتق المجتمع الدولي الذي رعى اتفاق أوسلو ومفاوضات السلام أن يضع حدا لعمليات التطهير التي تتعرض لها المناطق المصنفة (ج).
إلى ذلك قال محافظ القدس عدنان غيث، لـ"وفا"، إن ما يجري هو مجزرة بحق الخان الأحمر ومأساة حقيقة بكل ما تعني الكلمة.
وأضاف ان الاحتلال يفتح الحرب على مصراعيها مع شعبنا في القدس، سواء في المسجد الأقصى المبارك عبر التماس لمحاكم الاحتلال بأكبر اقتحامات، ثم الآن ما يجري في الخان الأحمر من تهديد بهدم هذه القرية الصامدة.
أحدث أقدم