Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/بالأمس أقدم المستوطنون على ارتكاب سلسلة من الجرائم والاعتداءات بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم في مناطق متعددة من الضفة الغربية المحتلة وحرقوا أو اقتلعوا عددا كبيرا من أشجار الزيتون، التي يبدو أنها باتت منذ زمن طويل ترعب هؤلاء المستعمرين نظرا لأنها ترمز فيما ترمز إلى تجذر الإنسان الفلسطيني في أرض وطنه. وليلة الجمعة-السبت كان المستوطنون قد ارتكبوا جريمة بشعة راح ضحيتها الشهيدة عائشة الرابي بعد أن رشقوا حجارة على السيارة التي استقلتها مع زوجها.
هذه الجرائم الجديدة التي ترتكب تحت سمع وبصر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الذي يوفر الحماية والسلاح لهؤلاء المستوطنين، تشكل حلقة جديدة من سلسلة الجرائم المتواصلة منذ عقود ضد أبناء شعبنا العزّل في الأراضي المحتلة، كما تشكل تصعيدا خطيرا ينضم ويتناغم مع التصعيد الخطير للحكومة الإسرائيلية المتطرفة، سواء في الضفة الغربية أو على حدود قطاع غزة المحاصر، وسط تهديدات إسرائيلية بشن عدوان جديد على قطاع غزة بعد أن سدت هذه الحكومة المتطرفة الطريق أمام أي جهد لإطلاق عملية سلام حقيقية.
وقد تزامنت جرائم المستوطنين الجديدة أمس مع مصادقة حكومة اليمين المتطرفة على مخطط استيطاني في قلب مدينة الخليل، وتمويل تنفيذ هذا المخطط، وهو ما يعني بوضوح أن هذه الحكومة ومستوطنيها يشنون عدوانا شاملا على الشعب الفلسطيني وحقوقه، معتقدين أو واهمين أن بإمكانهم، عبر كل هذه الجرائم وهذا التعسّف والعدوان، كسر إرادة شعبنا أو القفز عن هذا الرقم الفلسطيني الصعب في معادلة المنطقة.
إن ما يجب أن يقال هنا بوضوح إن بيانات الشجب والتنديد التي اعتادت فصائل العمل الوطني على إصدارها، وكذا المسؤولين الرسميين والتي تتكرر عند كل عدوان جديد ثبت أنها لا تقدم ولا تؤخر، وأن المطلوب اليوم هو رد رسمي وشعبي وفصائلي بمستوى هذه التحديات الخطيرة التي تهدد شعبنا وقضيته.
كما أن ما يجب أن يقال، إن ردا كهذا لن يكون ممكنا إلا إذا نهض الجميع واستفاقوا من دوامة هذا الانقسام المأساوي وسارعوا إلى استعادة الوحدة الوطنية، وأدركوا أن هذا الكل الوطني مستهدف، لا فرق بين فتح أو حماس أو أي فصيل، تماما كما هو شعبنا بأسره مستهدف بوجوده وحقوقه وقضيته.
ولهذا نقول: كفى انقساما، كفى صراعا على لا شيء، كفى حرفا للأنظار عن الخطر الحقيقي الذي يتهدد الجميع، وكفى تشويهاً للنضال الفلسطيني، وكفى ما توفره أجواء الانقسام من أفضل وضع لهذا الاحتلال ومستوطنيه لاستمرار عدوانهم وإيغالهم في دماء شعبنا ومحاولتهم تصفية قضيته العادلة.
أحدث أقدم