وفا- تجري، اليوم الثلاثاء، انتخابات بلدية الاحتلال في مدينة
القدس المحتلة، وسط مقاطعة شاملة من أهالي المدينة المقدسة، رغم كل محاولات
التحفيز.
وكان رئيس بلدية الاحتلال الحالي "نير بركات" من
المرشحين، الذي بدأ حملته في الوسط المقدسي مبكراً بزيارة مخيم شعفاط وسط القدس،
سبقها بإرسال فريق تنظيفات للتأكيد على قرار حكومته بعدم تبعية المخيم لوكالة غوث
وتشغيل اللاجئين "الأونروا".
المقدسيون - كما في الانتخابات السابقة- ينشطون في توعية المواطنين
من خطر الانزلاق في هذه الانتخابات (ترشحا وانتخابا)، وعززوا من موقفهم بفتوى صدرت
عن مجلس الافتاء الفلسطيني بتحريم المشاركة فيها، كونها تشرعن سيادة الاحتلال على
المدينة المقدسة.
وشرع نشطاء الليلة الماضية بإلصاق يافطات في مدينة القدس تدعو
لمقاطعتها.
من جانبها، جدّدت القوى الوطنية والهيئات والمرجعيات الدينية
المقدسية رفضها المطلق للمشاركة في هذه الانتخابات، كونها تعطي الاحتلال شرعية
لوجوده في المدينة، ولما يمارسه من سياسات التطهير العرقي.
وأكدوا على الفتوى الصادرة عن مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين
بأن المشاركة في انتخابات بلدية الاحتلال سواء بالترشّح أو الانتخاب حرام شرعاً.
شادي مطور أمين سر حركة فتح في اقليم القدس أكد أن مقاطعة
انتخابات البلدية واجب وطني، مؤكداً في تصريح لمراسلنا بأن "أصواتنا هي
للقدس، وليس لمن احتلّها، وقتل أبناءها، ولن نُعطي أي شرعية للاحتلال بتلك
الأصوات".
وأضاف أن أهل المدينة يحرصون على أن يبقى الاحتلال غريباً مهما
فعل وقدّم وروّج وادّعى بأن يفعل للمقدسيين، فهم على دراية بحجم الكذب الذي يقوده
الاحتلال في دعايته الانتخابية.
وأوضح مطور أن البلدية هي أحد أذرع الاحتلال في المدينة، وتعمل
على هدم منازل المقدسيين، وتشريدهم، وتهجيرهم من أرضهم، ولا تسمح لهم بالحصول على
تراخيص بناء، وهذه سياسة ستبقى تتبعها البلدية.
في الوقت ذاته، كثف نشطاء من القدس حملاتهم عبر مواقع التواصل
الاجتماعي لتوعية المواطنين، وتحذيرهم من المشاركة في هذه الانتخابات، وذكّروا
بالقوانين العنصرية للبلدية بحق المقدسيين، والملاحقات الضرائبية، ومئات إخطارات
الهدم لمنازل المقدسيين، وفرض ملايين الشواقل على أصحابها؛ بحجة البناء غير
المرخص، فضلاً عن هدم المنازل، والمتاجر، وتجريف أراضٍ، واستهداف المقابر
التاريخية قرب المسجد الأقصى، وغيرها من ممارسات تستهدف تهويد المدينة المقدسة
بشكل كامل.
وحسب سجلات الانتخابات "الإسرائيلية"، فإنه يحق لـ
320 ألف مقدسي ممن يحملون الهوية "الإسرائيلية" (الزرقاء)، المشاركة في
الانتخابات، إلا أنهم يرفضون المشاركة فيها منذ احتلال المدينة عام 1967م.