Adbox

رصد المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية- مدار، بالتعاون مع دائرة شؤون المفاوضات التابعة لمنظمة التحرير، تقريرا نصف شهري أصدره، الأربعاء، أهم التصريحات التحريضية والعنصرية في إسرائيل ذات الصلة بالفلسطينيين والقضية الفلسطينية.
وأوضح التقرير الذي يغطي القسم الثاني من شهر تشرين الأول 2018، أنها برزت التصريحات المتعلقة بالتحريض العنصري ضد فلسطينيي 1948، وعلى منظمة "بتسيلم"، كذلك استمرار التحريض على الفلسطينيين عامة، وقطاع غزّة خاصة.
وينقسم الرصد إلى أربعة أبواب رئيسية: الباب الأول يتناول التحريضات في مستواها الرسمي، حيث برز فيه التحريض ضد فلسطينيي الداخل في "المدن المختلطة" عشية انتخابات السلطات المحلية، وعلى حجاي إلعاد مدير "بتسيلم" على أثر خطابه أمام مجلس الأمن، وعلى الشعب الفلسطيني عموما وقطاع غزّة المحاصر تحديدا.
أما الباب الثاني فيتناول التحريض في مستواه الإعلامي والمؤسسات العامة، حيث برز تجنّد عدد من الإعلاميين ووسائل الإعلام لجوقة التحريض في القضايا أعلاه، وبرز التحريض على الفلسطينيين في غزة، وبالأخص نزع الصفة الإنسانية عن ثلاثة أطفال استشهدوا في المواجهات مع جيش الاحتلال، وتم التعامل معهم إعلامياً على أنهم "مخربون"، كما استمر التحريض على الطالبة الفلسطينية- الأميركية لارا القاسم.
 ويخصّص الباب الثالث لرصد التحريض على مستوى الشارع الإسرائيلي، والاعتداءات العنصرية، أما الباب الأخير فيتابع أهم السياسات التحريضيّة.

التحريض في المستوى الرسمي
يعرض هذا الباب أهم ما تمّ رصده من تحريض في المستوى الرسمي في إسرائيل، كما جاء وظهر من خلال حديث، تصريحات وكتابات السياسيّين الإسرائيليّين.

تحريض عنصري ضد فلسطينيي 48 في "المدن المختلطة" عشية الانتخابات المحلية
شهدت انتخابات السلطات المحلية في إسرائيل، والتي عقدت بتاريخ 30.10.18 تعاظما في العنصرية تجاه المواطنين العرب، خاصة فيما يسمى "البلدات المختلطة" التي تضم أغلبية يهودية وأقلية عربية فلسطينية. حيث قامت قوائم اليمين بالتخويف مما يدعون أنه تزايد لتعداد العرب وقوّتهم، يهدد هذه المدن وطابعها اليهودي. على المستوى القُطري، نشرت جمعية تدعى "المنتدى العمومي"، التي ترأسها شخصية مقربة من وزير التعليم الإسرائيلي، فيديو يدعو إلى عدم التصويت لمرشحين مدعومين من "صندوق إسرائيل الجديد"، لكون الصندوق، بحسبهم، يريد تقويض الطابع اليهودي لدولة إسرائيل. يسرد الفيديو سيناريو سوف يحدث في العام 2048، سيتم بحسبه تبديل اسم إسرائيل ليصبح "إسراطين"، وسوف يرأس الحكومة نائب عربي يحظر كتب الدين اليهودية. وتدور أحداث الفيديو في مدرسة على اسم الشهيد ياسر عرفات، وتظهر لافتة على مدخل المدرسة كُتِبَ عليها إنها أقيمت بدعم من "صندوق إسرائيل الجديد"، بجانبها صورة لعرفات.
أما على المستوى المحلي، فقد رصد التقيرير التحريض على العرب في المدن المختلفة من قبل قوائم اليمين، التي استلهمت حملاتها من حملة الليكود وبنيامين نتنياهو في انتخابات الكنيست عام 2015:

اللد والرملة
رفع حزب "البيت اليهودي" المتطرف في دعايته الانتخابية، شعار "فقط البيت اليهودي قادر على حماية الرملة وإبقائها يهودية"، مضيفا عبارة أخرى "غدا قد تكون هذه ابنتك" على صورة تظهر فيها فتاة محجبة ذات ملامح "غربية"، في إشارة إلى أن زواج العرب من يهوديات، يؤدي إلى أسلمتهن. تتعامل الحملة مع العرب الفلسطينيين على أنهم يشكلون خطرا على الرملة، على الرغم من أنهم أقلية هناك.
كما تلقى سكان الرملة اليهود فيديو على تطبيق واتساب، يظهر فيها رئيس البلدية ميخائيل فيدال، وهو من حزب الليكود، وفوقه مكتوب "ابو فيدال. الرملة سوف تتحول إلى رام الله"، وفي الخلفية يظهر أعضاء عرب ويهود من القائمة المشتركة وصوت المؤذن في الخلفية. في إشارة إلى أن هذا المرشح إذا ما نجح مرة أخرى "سيعطي العرب كل ما يريدون"، ولن يقوم بإسكات الأذان. بالإضافة إلى رسائل عديدة تلقاها السكان على هواتفهم النقالة تقول إن فيدال عقد اتفاقات سرية مع العرب، وأنه "سيقوم ببيع الرملة للعرب".

يافا
استخدم حزب "الليكود" في دعايته الانتخابية، عبارات وشعارات عنصرية صممت على شكل شعارات متعددة، بينها "إما نحن وإما هم"، "المدينة العبرية أو منظمة التحرير الفلسطينية"، و"المدينة العبرية أو الحركة الإسلامية في يافا"، و"المدينة العبرية أو المتسللون"، وجميعها تدعو للوهلة الأولى للحفاظ على الطابع اليهودي الصهيوني لتل أبيب من "خطر" العرب والمسلمين والأجانب، وامتلأت صورها بالرموز الفلسطينية والإسلامية. وتم تقديم التماسين ضد هاتين الدعايتين الانتخابيتين ما أدى إلى إزالتهما، لكن قبل شطبهما، كانت الرسالة قد وصلت للجمهور الإسرائيلي.

نتسيريت عيليت
خاضت الانتخابات في بلدة نتسيريت عيليت، المحاذية لمدينة الناصرة، قائمة عنصرية اسمها "نتسيرت عيليت اليهودية"، وهي مؤلفة من "البيت اليهودي" والمتدينين، ومدعومة من قبل الحاخامات، بنت برنامجها الانتخابي على أن تكون نتسيرت عيليت مدينة يهودية، بمفهوم أن تكون خالية من العرب.

حيفا
على الرغم من تراجع القائمة التابعة لـ"البيت اليهودي" رسميا، عن حملتها العنصرية ضد التجار العرب في سوق "تلبيوت"، والتي قامت من خلالها بتصوير أكشاك التجار اليهود ودعوة الجمهور إلى الشراء منها فقط؛ فإن الدعوة العنصرية انطلقت فعلا ووقعت على الآذان التي يجب أن تقع عليها، وحققت بذلك الغرض العنصري منها، والمتمثل بمقاطعة التجار العرب في السوق البلدي الكائن في المدينة قبل قيام دولة إسرائيل.
كما يدعو برنامج القائمة التابعة لـ"البيت اليهودي" إلى صهينة حيفا وتهويدها وفرض سيادة الدولة ورموزها على جميع أحيائها، وإلى منع العرب من التظاهر في شوارعها.
بالإضافة لذلك، بعثت قائمة البيت اليهودي رسائل لمواطني حيفا تخيفهم من ظاهرة هجرة الشباب من قرى الجليل إلى مدينة حيفا. وجاء نص إحدى الرسائل: "حيفاوي! هل تقلقك ظاهرة سيطرة سكان الوسط (العربي) وهروب الشباب اليهود؟ بعد أربعة أيام من الآن يمكنك تغيير هذا الوضع إذا صوتت للبيت اليهودي وإشارته "ط.ب".
يضاف إلى ذلك حملة المرشح الرئاسي دافد عتسيوني، وهو متحالف مع حزب البيت اليهودي في حيفا. بنى عتسيوني جزءا كبيرا من حملته الانتخابية حول التحريض على العرب، مدعيا بأنه سوف ينهي ظاهرة "استيلاء العرب على حيفا". ومما نشره منشور على صفحته على فيسبوك ضد العرب وضد حرية التعبير في حيفا جاء فيه إنّ "المتطرّفين من القرى يسيطرون على المدينة"، وإنّ العرب ينظمون مظاهرات غير قانونية ويرفعون أعلام فلسطين ويدعون لتدمير الدولة ويهاجمون رجال الشرطة، متهمًا رئيس البلدية السابق يونا ياهف بالإخلال بالوضع القائم، وبأنّ سياسته "تخلّ بالتعايش في حيفا".

العفولة
خاض أحد مرشحي الرئاسة في مدينة العفولة شمالي البلاد، ويدعى "آفي الكاباتس"، حملته الانتخابية مستعملا التحريض العنصري ضد فلسطينيي الداخل، حيث اقترح أن يكون دخول الحدائق العامة في العفولة مقابل رسوم لمن هو ليس مقيما في العفولة، في إشارة للفلسطينيين من القرى الذين يذهبون للتنزه في الحديقة العامة للعفولة، وذلك من أجل منع "احتلال المكان"، ووعد مصوّتيه بأنه سوف يحافظ على "الطابع اليهودي للمدينة وسوف يحارب تحوّلها لـ"مدينة مختلطة"". وقام هذا المرشّح، باستعمال دعاية ضد منافسه إسحق ميرون يتهمه فيها أنه يريد تغيير طابع المدينة من يهودي إلى مختلط، حتى أنه أضاف في أحد ملصقاته خبرا سابقا في صحيفة محلية يقول ميرون فيه إن عربا ويهودا يمكنهم العيش في بلدة واحدة.
يذكر أن هذا المرشح، والذي نجح في الانتخابات، كان قد شارك في مظاهرات مناهضة لفوز عرب من قرى ومدن الجليل في مناقصات لشراء بيوت في العفولة.

كفر سابا
وصل التحريض في هذه الانتخابات إلى السّلطات المحلية اليهودية "غير المختلطة"، حيث حرّضت جهات يمينية على اليسار الإسرائيلي، فقد رصدنا تلقي مواطنين في مدينة كفر سابا في مركز البلاد، رسالة تطالب المقترعين بالتصويت لتطهير البلد من اليساريين: "غدا نطهر كفر سابا من اليساريين! سكان كفر سابا، لا تصوتوا لأحزاب اليسار."

التحريض على حجاي إلعاد مدير "بتسيلم" على أثر خطابه أمام مجلس الأمن
تعرّض مدير عام "بتسيلم" -مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة- المحامي حغاي إلعاد، إلى تحريض عنيف من عدة جهات رسمية في إسرائيل على أثر إلقائه خطابا أمام مجلس الأمن، وصف فيه الفلسطينيين بالأبطال، وأضاف انه "حان الآن وقت الفعل" من أجل وقف الممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة وإنهاء الاحتلال.
نشر عضو الكنيست عن حزب الليكود أورن حازان صورة على صفحته على فيسبوك يظهر فيها حغاي جلعاد وحوله عبارة "مطلوب حيا أو ميتا".
وأجاب السفير الإسرائيلي في الأمم المتحدة داني دانون، على مداخلة جلعاد بأن "بتسيلم تتلقى تمويلا من الاتحاد الأوروبي، وتمت دعوة إلعاد لمجلس الأمن من قبل سفير بوليفيا، الدولة التي تنتهك حقوق الإنسان، من أجل تشويه صورة إسرائيل، والأصل في مثل هذه الحالة أن يكون مصير هذا المتحدث هو السجن، لأنه مواطن إسرائيلي يخدم أعداءنا". واتهم دانون العاد بالتعاون مع العدو وخاطبه قائلا: "جنود الجيش الإسرائيلي يدافعون عنك، وأنت هنا تعمل على التحريض عليهم، اخجل من نفسك أيها المتعاون مع العدو".
وقال السفير السابق لإسرائيل في الأمم المتحدة دوري جولد، إن خطاب العاد هو بمثابة "طعنة بالظهر" وأنه "لا يوجد لأعداء إسرائيل أفضل من اقتباس إسرائيلي يهاجم إسرائيليا آخر".
 وهاجم وزير الإعلام الإسرائيلي أيوب قرا العاد قائلاً: "مدير بتسيلم يتحدث على الأقل مثل ممثل حماس في الأمم المتحدة. يدعو لخطوات ضد إسرائيل؟ أنا أدعو لخطوات ضد بتسيلم. لقد حان الوقت لإخراج منظمات مثل بتسيلم عن القانون. هذه المنظمات تتعاون مع اعداء إسرائيل ويشهرون ضدنا في العالم، ويعملون على مقاطعتنا ولا يساندون جنودنا."
واتهم وزير الزراعة الإسرائيلي المستوطن أوري اريئيل بأنه ومن يموّله يدعمون اللاسامية في العالم: "مدير بتسيلم حجاي العاد المحرَض الرئيسي، يبث الأكاذيب من على منصة مجلس أمن الأمم المتحدة. لم نتوقع منك أكثر من ذلك. تحريض برعاية جهات خارجية لاسامية تقوّي اللاسامية في العالم كله".
رئيس الكنيست يولي ادلشطاين قال: "أكاذيب مدير بتسيلم تثبت مجدداً أنه لا توجد أي شرعية لهذا التنظيم. يوم واحد بعد أن قام مخربون فلسطينيون بإطلاق صاروخ على بيت فيه ثلاثة أولاد صغار، يجد حجاي العاد أنه من الصحيح بث الأكاذيب بمحاولة للنيل من شرعية إسرائيل للدفاع عن نفسها".
وكتبت وزيرة الثقافة الإسرائيلية ميري ريغيف على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "كم هذا مخجل. كم هذا حقير. حاجاي العاد، اليوم انضممت رسمياً إلى مجموعة أحصنة طروادة من القائمة المشتركة، التي وضعت هدفاً لها المس بجنود الجيش والإضرار بدولة إسرائيل."
وتوجهت عضو الكنيست عن الليكود، نافا بوكير، برسالة للمستشار القضائي للحكومة لكي يعلن عن "بتسيلم" منظمة خارجة عن القانون، وذلك لأنها تعمل "لتقويض إسرائيل كدولة يهودية وديمقراطية".

نتنياهو يحرَض على السلطة الفلسطينية
في كلمته في افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، في حديثه عن الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، إنه لم يسمع منه أي إدانة لعملية "بركان" التي قتل فيها مستوطنان. وتابع أن "السلطة الفلسطينية تواصل كل الوقت تمويل القتلة". وأضاف "أبو مازن الذي يطالب بدولة قومية خالية من اليهود يهاجم قانون القومية. أبو مازن الذي يتحدث عن السلام والتعايش يتبنى قوانين بموجبها فإن من يبيع أرضا لليهود سيتم إعدامه، ومن يقتل يهودا يكافأ".


المؤسسات الإعلامية والعامة
يعرض هذا الباب أهم ما تم رصده من مظاهر تحريض وعنصرية صدرت عن شخصيات إعلاميّة، ومؤسسات إعلاميّة، ومؤسّسات عامة وشخصيات عامّة.
استمرار التحريض على لارا القاسم
انشغلت الساحة السياسية والاعلامية الإسرائيلية في قضية الطالبة لارا القاسم التي احتجزت في مطار "بن غوريون" الإسرائيلي، ومنعت من دخول البلاد حتى سمحت لها المحكمة العليا الإسرائيلية، بعد عدة أيام من الاحتجاز. وتعود الخلفيّة إلى قرار سلطات المطار احتجاز الطالبة القاسم، بعد قدومها من الولايات المتحدّة الأميركية لبدء الدراسة الجامعيّة للقب الثاني في الجامعة العبريّة، وقد رصدنا في التقرير السابق تحريض السياسيين والإعلاميين بحقها، بسبب مواقفها السياسية المناهضة للسياسات الإسرائيلية وتأييدها لحركة المقاطعة العالميةBDS .
إلا أن هذا التحريض استمر حتى بعد السماح لها بالدخول للبلاد والدراسة في الجامعة العبرية. فقد أعلنت جمعية "ام-ترتسو" الفاشية في بيان لها لوسائل الإعلام أنها سوف تستمر في "تعقب" خطوات لارا القاسم "عن قرب"، لتتأكد أنها تلتزم بشروط السماح لها بدخول البلاد.
كما حضرت الحركة "استقبالا" للارا القاسم في الجامعة العبرية، وقامت بطباعة وإلصاق مئات المنشورات التحريضية ضدها، والتي تحمل صورا لها، وتحذر منها ومن مواقفها. تومي سانيس عضو "إم ترتسو" قال لوسائل لإعلام "نحن نوضح للارا القاسم أنها غير مرغوب بها هنا. وأننا نذكر الأمور التي قالتها في كامبوس فلوريدا ضد طلاب إسرائيليين ويهود، وسوف نتعامل معها على الأقل كما تعاملت مع الطلاب هناك (..) يجب أن نفهم أن هذه الفتاة التي تمتلك وجهاً بريئاً، قادت حملات لدعم الإرهابيين في الولايات المتحدة".

عارضة إسرائيلية تخلع النقاب في إعلان ملابس مسيء
ظهرت عارضة الأزياء الإسرائيلية الدولية، بار رفائيلي، قبل أسابيع في الصحف الإسرائيلية، وهي منقبّة، وتحت صورتها كتابة تقول: "هل هنا إيران"؟ وتساءل كثيرون عن غاية الصورة والحملة الدعائية التي وراءها، هل هي دعاية تسويقية أم أنها دعاية تنادي إلى قبول الآخر؟ إلا أن الحقيقة وراء الدعاية ظهرت منذ عدة أيام، ليظهر أن رفائيلي تسوق شركة ملابس تملكها تدعى "هوديس" تحت شعار "الحرية شيء أساسي"، مستخدمة خلع النقاب من أجل هذه الرسالة. فتقوم عارضة الأزياء في الدعاية بخلع النقاب بقوة و"تتحرر" منه، ثم تظهر بملابس عادية ووجها وشعرها ظاهران، وتقول "الحرية شيء أساسي". تلقى هذا الإعلان انتقادات لاذعة بوصفه مهينا للنساء المحجبات والمنقبات.

صناعة الأخبار الكاذبة حول "الإرهاب الزراعي"
تزعم جهات عديدة في إسرائيل وجود ما يسمى "الجريمة الزراعية" أو "الإرهاب الزراعي"، وأن هذه ظاهرة واسعة، منذ منتصف العقد الماضي واستفحلت في السنوات الأخيرة. وقد قمنا في مركز مدار برصد صناعة الأخبار حول ما يسمى "الإرهاب الزراعي"، من خلال تقارير رصد التحريض العنصري، التي رصدت أخبار تتحدث عن أن "الزراعة الإسرائيلية تنهار، الجريمة مستفحلة، التخلي عن أراض". وان المتهم الرئيسي في هذه "الجرائم" و"الإرهاب" هم فلسطينيون من كلا جانبي "الخط الأخضر". لكن تقريرا مطولا نشره المدون الإسرائيلي المعروف بكنيته "إيشتون" في موقع صحيفة "هآرتس" الالكتروني مؤخرا، أكد أن الحديث يدور في هذه الحالة عن ظاهرة مزعومة، وهي أقرب ما تكون إلى مؤامرة، أطرافها هم منظمات المزارعين وسياسيون وصحافيون.
يفند "إيشتون"، من خلال تحقيق شامل، كافة ادعاءات ومزاعم هذه الأطراف الواحدة تلو الأخرى. وشدد "إيشتون" على أن كل هذه المزاعم حول "الجريمة الزراعية" و"الإرهاب الزراعي"، هي في الواقع "كانت وما تزال كذبا"، وأنه "في إسرائيل لا يوجد "إرهاب زراعي" أبدا"، ويكشف عن أن "مصدر هذه القصة كلها بتنظيمات المزارعين، التي تحاول الحصول على ميزانيات من خزينة الدولة. والسياسيون الذين قالوا لكم إن هذه هي الحقيقة، اعترفوا في الوقت نفسه أن هذه هي القصة التي يجب روايتها، من أجل الحصول على ميزانيات وإرضاء اللوبي الزراعي. وأن مئات الصحافيين الذين نشروا عشرات آلاف التقارير الإخبارية وقالوا إن هذه الظاهرة هي حقيقة، لم يكلفوا أنفسهم عناء التدقيق في المعطيات".

التحريض على حجاي إلعاد مدير بتسيلم على أثر خطابه أمام مجلس الأمن
نشر الإعلامي يوتام زيمري حملة بعنوان "أبطال" يحرّض بها على حجاي إلعاد، تشمل صور لقتلى عمليات نفذها فلسطينيون، منها صورة لعائلة فوجل التي قتلت في إيتامار، عليها اقتباس من كلمات إلعاد أمام مجلس الأمن أن "الفلسطينيون هم الأبطال".
نشر موقع "بروفيكاتور" استطلاع رأي حول خطاب العاد في مجلس الأمن جاء فيه: "هل تعتقد أن حجاي العاد مدير بتسيلم خائن تجب محاكمته؟" شارك في الاستطلاع، حتى لحظة كتابة التقرير، 1666 شخصا، أجاب 96% منهم أن العاد "خائن يجب تقديمه للمحاكمة".
تقدّمت منظمة "عاد كان" برسالة لمسجّل الجمعيّات لكي يقوم بشطب جمعية بتسيلم، في أعقاب خطاب مديرها أمام مجلس الأمن. وجاء في الرسالة، التي وصلت نسخة منها لوسائل الاعلام، إن المادة 121 من قانون العقوبات تنص على أن الشخص الذي يرتكب جريمة بقصد الإضرار بالعلاقات بين إسرائيل ودولة أو منظمة أو مؤسسة أخرى يعاقب بالسجن لمدة عشر سنوات.
استمرّ الإعلام الإسرائيلي، المحسوب على اليسار وعلى اليمين، في شيطنة فلسطينيي غزة العزّل الذين يتظاهرون على السياج الفاصل لرفع الحصار. وقد برز هذا الأسبوع تعامل الإعلام الإسرائيلي مع مقتل 3 أطفال فلسطينيين في سن 12-14 من عمرهم على أنهم "خلية إرهابية". فعلى سبيل المثال كتب موقع "والا": "جيش الدفاع ضرب خلية مخرّبين وضعت لغماً؛ 3 فلسطينيين قتلوا".
استمر الإعلامي والمغني الإسرائيلي يوآف إلياسي المعروف بلقبه "الظل" بالتحريض اليومي، وعلى مدار الساعة، عبر صفحته على فيسبوك على الفلسطينيين وعلى اليسار الإسرائيلي. في أحد منشوراته وضع صورة لمتضامنين من اليسار الإسرائيلي وكتب عليها: "اضغطوا لايك إذا كنت تعتقدون أن كل إسرائيلي يأتي لأماكن التماس مع العدو يجب توقيفه، وتقديمه للمحاكمة بتهمة الخيانة في زمن الحرب".

عنصريّة في الشارع الإسرائيلي
يعرض هذا الباب مظاهر التحريض والعنصرية كما جاءت في مستواها الشعبي، أي في الشارع الإسرائيلي.

يافة الناصرة: جريمة "تدفيع الثمن" واعتداءات على منازل وسيارات
أقدم متطرفون من عصابة ما يسمى "تدفيع الثمن" على كتابة عبارات عنصرية معادية ومسيئة للعرب والفلسطينيين ومنها "تدفيع الثمن" و"انتقام"، ورسم "نجمة داود" على منازل و20 سيارة في حي مراح الغزلان بقرية يافة الناصرة. هذه ليست المرة الأولى التي يعتدي فيها متطرفون على يافة الناصرة وغيرها من البلدات العربية في الداخل، فقد أقدم متطرفون يهود في تاريخ 10.06.2016 على حرق سيارتين وكتابة عبارات عنصرية على شاحنات في حي مراح الغزلان بيافة الناصرة.


اعتداءات مستوطني الضفة على الفلسطينيين.
مستوطنون يقتحمون مناطق أثرية في دورا جنوب الخليل.
مستوطنون يهاجمون مركبة جنوب نابلس، تعود لعائلة السدة من بلدة جيت شرق قلقيلة.
مستوطنون يهاجمون منازل المواطنين في عوريف جنوب نابلس. هاجم مستوطنون، منازل سكان بلدة عوريف جنوب نابلس، الذين أشاروا الى إن مجموعة من مستوطني "يتسهار" هاجمت منازل المواطنين في عوريف، الأمر الذي أدى لتحطيم نوافذ بعضها.
مستوطنون يغلقون المدخل الغربي لبلدة تقوع جنوب شرق بيت لحم.
مستوطنون يقيمون "حديقة تلمودية" وسط الخليل.
مستوطنون يهاجمون قاطفي الزيتون في الخليل. هاجمت مجموعة من المستوطنين قاطفي الزيتون في منطقة تل الرميدة بمدينة الخليل، وحاولوا منعهم قطف الزيتون في الأرض المحيطة لمستوطنة "رمات يشاي" ومعسكر الاحتلال بجانب منزل عائلة أبو عيشة.
مستوطنون يستولون على منزلين في الخليل. استولت مجموعة من المستوطنين على منزلين لعائلتي عرفة والحموز في منطقة "خرق الفار" في البلدة القديمة في الخليل، وذلك بحماية قوات من جيش الاحتلال الإسرائيلي.
مستوطنون يهاجمون مزارعي نابلس. هاجم مستوطنون المزارعين وقاطفي الزيتون في قرية بورين جنوب نابلس بالضفة. وأفاد شهود عيان في القرية بأن مجموعة من المستوطنين هاجموا المزارعين بالحجارة أثناء عملهم في أراضيهم، حيث تصدى لهم الأهالي، كما هاجموا منزل المواطن بشير الزبن، واقتلعوا سياجاً يحيط بالمنزل، وذلك بحماية جيش الاحتلال.
كما استمر المستوطنون في اقتحاماتهم المتكررة للمسجد الأقصى.



التحريض من خلال السياسات
يتناول هذا الباب التحريض الكامن من خلف السياسيات العنصريّة الإسرائيليّة وعلى مستوياتها المختلفة.
المتطرف غليك يتقدم اقتحامات مجموعات المستوطنين للأقصى
أقتحم عضو الكنيست عن حزب الليكود، اليميني المتطرف، يهودا غليك، منتصف شهر تشرين الأول، ساحات المسجد الأقصى من جهة باب المغاربة برفقة قوات معززة من الوحدات الخاصة التي وفرت الحماية له ولعشرات المستوطنين الذين اقتحموا الحرم. وبحسب مسؤول العلاقات العامة والإعلام في دائرة الأوقاف، فراس الدبس، فإن عناصر من شرطة الاحتلال معززة بوحدات التدخل السريع اقتحموا المسجد الأقصى، حيث انتشرت القوات في ساحات الحرم وقامت بإبعاد عشرات الفلسطينيين لتأمين الحماية لاقتحامات مجموعات المستوطنين والمتطرف غليك، الذين قاموا بجولات استفزازية في ساحة الحرم. وقدم غليك شرحا للمستوطنين خلال قيام مجموعات منهم بتنظيم جولات استفزازية في ساحات المسجد، وصحن قبة الصخرة.

مشروع قانون: السجن 7 سنوات على نشطاء مقاطعة إسرائيل
بحثت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع في اجتماعها الأسبوعي مشروع قانون يقضي بفرض عقوبة السجن مدة سبع سنوات على من يمارس نشاطا في إطار حملة مقاطعة إسرائيل أو منتجاتها. وتعتبر حكومة اليمين الإسرائيلية المنتجات المصنوعة في المستوطنات في الضفة الغربية وهضبة الجولان المحتلين، مصنوعة في إسرائيل. وينص مشروع القانون، الذي تطرحه عضو الكنيست عنات بيركو، من حزب الليكود، على فرض هذه العقوبة على من ينشط "من أجل الإضرار بمصالح دولة إسرائيل، والعلاقات بين إسرائيل وبين دولة أو منظمة أو مؤسسة... أو باهتمامهم بإسرائيل". وتطالب بيركو من خلال مشروع القانون توسيع قانون العقوبات بحيث لا يشمل فقط المخالفات التي تمس بإسرائيل، وإنما أن يشمل أيضا "الأفعال التي من شأنها الإضرار بمصالح دولة إسرائيل أو العلاقات بين إسرائيل وبين دولة أو منظمة أو مؤسسة".

الكنيست يصادق تمهيديا على قانون منع الزيارات عن أسرى حماس
صادق الكنيست بالقراءة التمهيدية على مشروع قانون "تعديل أنظمة سلطة السجون"، الذي ينص على حرمان بعض الأسرى من الزيارات، خاصة أسرى حركة حماس، إذ يتطرق القانون للأسرى ممن ينتمون للفصائل التي تحتجز رهائن إسرائيليين. ووفقا لمشروع القانون الذي قدمه عضو الكنيست عن حزب الليكود، أورن حازان، فإن "القانون يهدف لمعالجة عدم التوافق بين الشروط التي تحتجز بها إسرائيل الأسرى الذين يمسون بأمنها والظروف التي تحتجز فيها المنظمات "الإرهابية" رهائن إسرائيليين".

"الوزارية للتشريع" تصادق على قانون "الولاء في الثقافة"
صادقت اللجنة الوزارية الإسرائيلية للتشريع، في اجتماعها الأسبوعي، على مشروع قانون تقدمت به وزيرة الثقافة والرياضة، ميري ريغيف، بشأن ما أسمته "الولاء في الثقافة"، والذي يمنحها صلاحيات المس بميزانيات مؤسسات ثقافية تتجاوز "قانون النكبة"، فيما صوت وزير المالية، موشيه كحلون، لصالح مشروع القانون. ويتيح مشروع قانون "الولاء في الثقافة"، الذي يعتبر تعديلا على قانون الثقافة والفنون، للسلطات الإسرائيلية، خفض ميزانية المؤسسات الثقافية أو إلغائها بالكامل، وفقا لاعتبارات ريغيف في تطبيقها لـ"قانون النكبة".

الكنيست تناقش خطة بركات لإنهاء عمل "أونروا" في القدس
بحثت لجنة الداخلية في الكنيست، خطة أعدها رئيس بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدس، نير بركات، لطرد وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين (أونروا) من المدينة. ونقل بيان للمكتب الإعلامي للكنيست، عن بركات قوله: "المال ليس عذرا، والميزانية ليست ذات اعتبار عندما نخرج ونقول: في القدس لا يوجد لاجئون وإنما مواطنون". وأضاف بركات، متحدثا عن "أونروا": "السيادة في القدس لنا". وزعم بركات أن الوكالة الأممية "تحرض الطلاب في مدارسها على العنف" وتابع أنه "لقد حان الوقت لإزالة أونروا من القدس، واستبدالها بالتعليم والرعاية والرفاهية والتنظيف بخدمات تقدمها البلدية". واعتبر أن "قرار الرئيس الأميركي ترامب خفض الدعم لأونروا، خلق فرصة لتنفيذ الخطة ووضع حد لهذا التشويه". وادعى أنه "حان الوقت لوقف هذه الكذبة حول وجود لاجئين في القدس، إنهم ليسوا لاجئين، بل سكان يحتاجون الحصول على خدمات من البلدية مثل أي مقيم آخر. المال ليس عذرا".

شاكيد تسعى لـ"تأميم" أراض للكنيسة الأرثوذكسية بالقدس
أعلنت وزيرة القضاء الإسرائيلية، أييليت شاكيد، أنها ستسعى إلى سن قانون يهدف إلى مصادرة أراض تابعة للكنيسة الأرثوذكسية في القدس، بادعاء "حماية" مبان أقيمت فيها ويسكنها إسرائيليون، وأن البطريركية الأرثوذكسية في القدس باعت هذه الأراضي لمقاولين إسرائيليين. وقالت شاكيد إنها تعتزم تمرير مشروع قانون أعدته عضو الكنيست راحيل عزاريا، من حزب "كولانو". وجاء في مشروع القانون أن هدفه "حماية" السكان في أراضي الكنيسة، علما أن المقاولين استأجروا هذه الأراضي من "كيرن كييمت ليسرائيل" الذي كان قد استأجرها لمدة 99 عاما من البطريركية في القدس.
ملخص
قدّم التقرير الحالي مضافا للتقارير السابقة رصدا لأهم المظاهر التحريضيّة العنصريّة في مستويات أربع: مستوى رسميّ، ومستوى إعلامي وعام، ومستوى العنصرية في الشارع ومستوى السياسات التحريضية العنصرية.
برز في الباب الأول التحريض العنصري ضد فلسطينيي 48 في "المدن المختلطة" عشية الانتخابات المحلية، والتحريض على حجاي إلعاد مدير "بتسيلم" على أثر خطابه أمام مجلس الأمن الذي أدان فيه الممارسات الإسرائيلية ودعا لاتخاذ خطوات اتجاهها، بالإضافة تحريض نتنياهو ضد السلطة الفلسطينية واستمرار التحريض الرسمي تجاه الفلسطينيين عامة وقطاع غزة خاصة.
على مستوى الجانب الإعلامي والشخصيات والمنظمات العامة، استمر التحريض ضد الطالبة الفلسطينية-الأميركية لارا القاسم وبرز إعلان تجاري مسيء لعارضة إسرائيلية تخلع فيه النقاب.
على المستوى الشعبي، أي العنصرية في الشارع الإسرائيلي، فقد برزت مظاهر العنصرية الفاشية لقطعان اليمين التي استمرت في انتهاكاتها تجاه الفلسطينيين في الضفة الغربية، بالإضافة لعملية تدفيع الثمن في يافة الناصرة في الجليل.
أما الجانب الأخير فقد برز من خلاله استمرار السياسات التحريضيّة الإسرائيلية من خلال مجموعة من اقتراحات القوانين العنصرية وخطة إنهاء عمل "اونروا" في القدس.
أحدث أقدم