Adbox

وفا- رصدت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا"، التحريض والعنصرية في وسائل الإعلام الإســـرائيلية، في الفترة ما بين 25/11/2018 – 01/12/2018.
وتقدم "وفا" في تقريرها الـ (75)، رصدا وتوثيقا للخطاب التحريضي والعنصري في الإعلام العبري المرئي، والمكتوب، والمسموع، وكذلك على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لشخصيّات سياسيّة واعتباريّة في المجتمع الإسرائيليّ.
ويعرض التقرير جملة من المقالات الإخبارية التي تحمل تحريضا وعنصرية ضد الفلسطينيين، وأبرز الأخبار، التي تمحورت بشكل أساسي حول اعتقال محافظ القدس عدنان غيث، وما طال السلطة الفلسطينية من تحريض.
وكتب الصحفي بن درور مقالا تحريضيا يتطرّق من خلاله للإنجاز الذي حققته حركة المقاطعة الفلسطينية ويفسّر هذه الظاهرة من خلال التطرّق لاستفتاء العداء للسامية الذي نشرته قناة "سي ان ان الأمريكية".
وقال: "وصل استفتاء العداء للسامية فورا بعد قرار شركة Airbnb بإخراج الأراضي خارج الخط الأخضر من خدمات الشركة. الجواب الفوري كان: عداء للسامية. المنظمات والمؤسسات اليسارية في العالم، خصوصا اليسار المتطرف، يحتفلون. بحسبهم، نتحدث عن انتصار. من الصحيح ان التأثير على اقتصاد إسرائيل يقارب الصفر، ولكن يمكننا ان نفهمهم. انه انتصار رمزي. حتى عندما تلغي مغنية او فرقة موسيقية عرضها في إسرائيل – التأثير الاقتصادي يقارب الصفر. ولكن الانتصار الدعائي بالتأكيد واضح. حركة الـ BDS هي حركة معادية للسامية على الإطلاق، وليس من دواعي مطالبتها بمقاطعة ومعاقبة إسرائيل. هي معادية للسامية لكون قائديها يرفضون حق وجود دولة إسرائيل وحق اليهود بتقرير المصير. هي معادية للسامية لكونها تستخدم ذات الأدوات المعادية للسامية القديمة – شيطنة إسرائيل. هي معادية للسامية حتى لو شملت في صفوفها يهودا، وذلك لان التاريخ يعلّمنا انه لطالما انضم بعض اليهود إلى صفوف الدعاية المعادية لليهودية".
تحليل المقال: يتطرّق بن درور يميني في مقاله إلى استفتاء العداء للسامية الذي أجرته قناة سي ان ان الأمريكية وإلى قرار شركة Airbnb بإخراج المستوطنات خارج خدماتها.
يدّعي يميني ان حركة المقاطعة BDS هي حركة معادية للسامية وتنفي حق الشعب اليهودي في تقرير مصيره، وذلك بالرغم من ان حركة المقاطعة تنادي بإقامة الدولة الفلسطينية ولا تتطرّق إلى وجود أو عدم وجود دولة إسرائيل ككيان، انما تنادي بإنهاء الاحتلال.
بالنسبة ليميني ولكثيرين غيره، كل صوت يوجّه انتقاد على سياسة إسرائيل ونهجها أمام الفلسطينيين يدرج بشكل فوري تحت المعاداة للسامية. تستعمل إسرائيل المعاداة للسامية كدرع واقٍ يحميها من ناقديها.
وفي مقال آخر، للصحفي نداف هعتساني، حول قضية اعتقال عدنان غيث، وبعضٍ من سكان شرقي القدس، ادعى: "الآن تذكروا في إسرائيل انه يوجد قانون وقاموا باعتقال أصحاب عصابة الخاطفين، لتشكيل ضغط على أبو مازن وبالتالي اطلاق سراح عقل، والمحبوب من قبل الأمريكيين. لا شك انه كان عليهم أخذ هذه الخطوة منذ زمن، وبكل الأحوال أخذ هذه الخطوة في سياق محاولة التمركز والتمؤسس الفلسطيني في القدس. ولكن، من غير المفهوم لما يتم اتخاذ هذه الخطوات ضد منفّذي الأوامر فقط، وليس ضد مرسليهم أيضا، أولئك الجالسون في رام الله. كيف هذا ان الجيش والشاباك لا يدخلون ويخلصون عقل. لماذا لا يعتقلون غيث الذي أمر باختطاف عقل. لماذا لا يفرضون حظر تجول على رام الله حتى يتم اطلاق سراح غيث. لماذا لا يلاحقون كل من له شأن في هذا الموضوع، من آخر المتنمرّين حتى أبو مازن نفسه".
وأضاف: "بدأ توغل رجال السلطة الفلسطينية في القدس فور التوقيع على اتفاقيات أوسلو. عرف هذا التوغل مرتفعات ومنخفضات، إلا انها تميّزت دائما بالتحريض على السيادة الإسرائيلية في المدينة، من خلال السيطرة على حياة سكانها العرب واجبارهم على اطاعة رام الله، بدلا من إسرائيل. وعلى هذا الأساس عيّنت السلطة الفلسطينية شخصية تسمّيها «حاكم القدس»، وهكذا هي تحرّض قصدا في جبل الهيكل وتدير سياسة ترهيب وترغيب تجاه سكان المدينة العرب".
تحليل المقال: يتطرّق نداف هعتساني في مقاله إلى قضية اعتقال محافظ القدس، عدنان غيث، من قبل السلطة الفلسطينية واعتقال بعض الفلسطينيين من سكان شرقي القدس بدعوى انضمامهم إلى جهاز الأمن الفلسطيني، الامر الذي يخرق أحد بنود اتفاقيات أوسلو، بحسب الصحفي.
يخلط هعتساني بين هاتان القضيتين وبين فعالية السلطة الفلسطينية في شرقي القدس وعملها الدؤوب للمحافظة على الممتلكات الفلسطينية وعدم بيعها لليهود. فهو يتساءل لما لا يتم ملاحقة واعتقال من دفع بأولئك الاشخاص لملاحقة كل من يبيع ممتلكاته لليهود، إشارة منه لاعتقال رجال السلطة الفلسطينية وعلى رأسهم الرئيس الفلسطيني. بالإضافة إلى كل هذا، هو يوجّه انتقادا لعمل الشرطة الإسرائيلية في هذا الصدد والتي لم تحرّك ساكنا حتى تحرّك السفير الأمريكي وطالب بإطلاق سراح عقل، والمحتجز لدى السلطة الفلسطينية منذ شهر بتهمة بيع ممتلكاته لليهود.
يدّعي هعتساني ان السلطة الفلسطينية تعمل في القدس الشرقية على تأجيج الأوضاع الامنية والتحريض ضد اليهود بكل ما يتعلق بالمسجد الأقصى، وفرض طاعة الفلسطينيين سكّان القدس للسلطة الفلسطينية بدل طاعتهم لإسرائيل. 
وزيرة الثقافة والرياضة ميري ريغف، نشرت صورة على "الفيسبوك"، لشخص يحاول حرق علم إسرائيل ويسحب نقودًا من الصراف الآلي التابع لوزارة الثقافة، وكتبت: "قانون "الولاء في الثقافة" يوقف الطريق إلى الصراف الآلي.
الصحفي شاي جولدين، كتب محرضا على الفيسبوك، "لست قادرًا على فهم هذه الحكومة. لماذا تقرر الذهاب إلى ولاء في الثقافة فقط؟ لماذا ليس ولاءً في الزراعة؟ لماذا لا نحدد اكواب مياه فقط للمزارعين الموالين لإسرائيل؟ ويمكن ايضًا التفكير في ولاء بالمواصلات، سلطة قطار إسرائيل وشركات المواصلات "دان" و"ايجد" عليها السماح فقط لليهود الصهاينة بالسفر عبرها. ما يعني، لا يوجد أي منطق بالسماح لشخص ينوي المشاركة في حلقة بيتية للقائمة المشتركة، بالسفر عبر شارع 6 او في القطار".
"لماذا ايضًا ليس ولاءً في الصحة؟ كيف يعقل أنّ تقوم وزارة الصحة بتمويل مستشفيات وغرف عمليات لأشخاص يعتقدون أنّ حماس هي حركة تحررية وليست تنظيمًا إرهابيًا؟".
"هل يعقل ايضًا أنّ نقوم بإيصال قرى عربية كاملة، يعرف سكانها انفسهم كفلسطينيين، بالكهرباء؟ لا يوجد أيّ منطق بتصرفنا هذا".
"لماذا ليس ايضًا ولاءً في الرياضة، عذرًا، لكن كيف يعقل انّ تقوم الشركات "هبايس" و"توتو" بتمويل مشاريع بناء قاعات رياضة لكرة السلة لأشخاص لا يكنون الولاء لإسرائيل؟ هل سنساعد الخائنين بالحفاظ على لياقة بدنيّة؟ انها فعلا مسخرة".
"يمكن الإضافة إلى ذلك ولاءً في تلقي الخدمات الاجتماعية، للأطفال والمسنين. وايضًا ولاءً في العلوم، ايعقل أنّ تقوم إسرائيل بتمويل ابحاث لعرب لا يقومون بخدمة العلم والجيش؟ هذا لا يمكن استيعابه اصلا".
عضو الكنيست عن الليكود عنات بيركو، كتبت على الفيسبوك محرضة على الخان الاحمر: "لن نصمت، سأعمل على منع أي بناء غير قانوني يهدد سيادة إسرائيل! ملزمون بإخلاء الخان الأحمر، سريعًا".
وأضافت: "اليوم، قمت بجولة واطلعت على ما قام به سكان الخان الأحمر من استيطان عشوائي على المحور المركزيّ للقدس، عاصمتنا الأبدية. السلطة الفلسطينية تقوم باستغلال بؤرة الخان الأحمر لمنع أي تواصل جغرافيّ بين المستوطنات اليهودية والقدس، وتعمل على ارهاب السكان البدو في الخان وتمنعهم من قبول أي حلّ ملائم".
"من المؤسف القول إنّ الاتحاد الأوروبي يعمل ضدنا في هذه الحالة العينية، حيث يقوم بتزويد السكان بأبنية غير شرعية، وبذلك يمس بسيادة إسرائيل. حان الوقت ليقوم الاتحاد الأوروبي بالعمل ضد الإيرانيين، والذين بالأمس فقط قاموا بنعت إسرائيل على أنها سرطان في قلب الشرق الأوسط".
عضو الكنيست عن الليكود ميكي زوهر، غرد على تويتر محرضا على النائب أحمد طيبي، وقال: "حان الوقت لتستوعب، هذه دولة الشعب اليهوديّ. خلال مواجهة إعلاميّة مع طيبي، هذا المساء، على القناة الثانية، كان لي الشرف أنّ أوضح له لمن هذه البلاد. اقترحت عليه أنّ يقوم بفحص بدائل له كسوريا، أو لبنان، أو العراق أو ايران. من الواضح أنه يرفض أن يترك هذه دولة الديمقراطيّة الرائعة. نحن هنا لنبقى إلى أبد الأبدين، رغم رغبتك، ومن المــهم أن تستوعب ذلك".
يبدو أن قناة 20 تنفخ على نيران الحرب الباردة بين السلطة الفلسطينيّة والحكومة الإسرائيليّة حول قضية القدس  (بحسب وصفهم)، حيث أن القناة تلاحق موضوع اعتقال المواطن المقدسي عصام عقل، واعتقال المحافظ عدنان غيث ردًا على ذلك، وتدّعي أن مواطني شرقيّ القدس يخالفون القانون ويحاولون خلق قانون جديد تحت كنف السلطة الفلسطينيّة وسيادتها في شرقي القدس وتحويلها لذراع عسكريّ تابع لها هناك. ويشرعنون بذلك الاعتقالات المكثفة والمحاكمات المتتالية ضد الفلسطينيّين في القدس، كذلك فإنّهم طالوا قائمة المخاتير ويحاولون نزع الشرعية عنهم والتحريض عليهم قانونيًّا لأنه لم يتم تعيينهم عن طريق الحكومة، ويحاولون اظهارهم بمظهر المجرمين والمخالفين للقانون لتتم ملاحقتهم وإزاحتهم عن مناصبهم. 
يتفرغ السفير الإسرائيلي السابق في الكونجرس الأمريكي يورام اتنغير، في الآونة الأخيرة من خلال برنامجه، من نظرة ثانية، على موقع القناة "20"، إلى انتهاج نزع الشرعية المطلق عن الفلسطينيّين وحقهم في أراضيهم وبلادهم، بل ويطال بهذا أراضي الضفة الغربية ولم يكتف بالداخل. كذلك فإنه يحاول من خلال هذا الفيديو والسلسلة السابقة من مقاطعه شيطنة الشعب الفلسطينيّ، وبالأخص السلطة الفلسطينيّة وإظهارهم أنهم سبب كل شر يحصل، وأنهم المعيق للسلام، وانهم المخالفون للقوانين، وانهم يحاولون السيطرة على أراض اسرائيليّة بالقوة وضد القانون.
أحدث أقدم