Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ منذ اعتراف إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المتصهينة بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال مخالفة بذلك كافة القرارات والأعراف والقوانين الدولية التي تعتبر القدس الشرقية مدينة محتلة، منذ ذلك الوقت، تصاعدت الحرب الشاملة على السيادة وترسيخ الجود بين السلطة الفلسطينية ودولة الاحتلال خاصة وان دولة الاحتلال تحاول طمس أي مظاهر أو وجود فلسطيني في المدينة المقدسة.
ومن هنا جاءت الإجراءات الاحتلالية الأخيرة التي استهدفت اعتقال محافظ القدس وكوادر من حركة فتح إلى جانب إجراءاتها وممارساتها الأخرى مستمرة الدعم من الإدارة الأميركية التي هي كما يقول المثل الشعبي ملكية أكثر من الملك.
غير أن دولة الاحتلال ومعها إدارة الرئيس ترامب لا تستفيدان من مواقف ونضالات شعبنا الذي من خلالهما وضع قضيته على الخارطة السياسية وكذلك دولته التي اعترفت بها الأمم المتحدة بصفة مراقب.
والمقدسيون هم جزء أصيل من هذا الشعب لا يمكنهم ولا بأي من الأحوال الرضوخ للإجراءات والإملاءات والانتهاكات الإسرائيلية بحق مدينتهم وممتلكاتهم ومقدساتهم.
فقد أثبتوا عبر الكثير من المواقف والإجراءات التي استهدفتهم أن بمقدورهم إفشال ما يخطط له الاحتلال بحقهم وبحق أرضهم ومقدساتهم وعقاراتهم.
وليس بعيدا عنا صمودهم الأسطوري عندما أرغموا الاحتلال على التراجع عن وضع بوابات وكاميرات على أبواب المسجد الأقصى، كما أن صمودهم ودفاعهم الذي لا يزال مستمرا لمنع دولة الاحتلال من هدم التجمعات البدوية في الخان الأحمر هو دليل آخر على أن إجراءات وانتهاكات الاحتلال لن تثبت عزيمتهم ولن تجعلهم يرضخون، بل على العكس من ذلك، فان مثل هذه الممارسات تجعلهم أكثر تمسكا بقدسهم وبفلسطينيتهم التي يعتزون بها ويرفعون رؤوسهم لأنهم فلسطينيون ومقدسيون يجابهون إجراءات الاحتلال وانتهاكاته بصدورهم العارية إلا من الإيمان بعدالة قضيتهم وبأن القدس الشرقية لن تكون إلا عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة القادمة لا محالة.
فالمقدسيون هم حماة الأقصى وكنيسة القيامة وبقية المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة، ولن يساوموا أو يرفعوا الراية البيضاء أمام طغيان الاحتلال الذي يعتقد بأن تصعيده ضدهم قد يجعلهم يتساوقون مع مخططاته.
وعلى الاحتلال بدلا من زيادة حالة العداء بين الشعبين وتصعيد الأمور ظنا منه بأن إدارة الرئيس ترامب وسواها ستبقى إلى أبد الآبدين، فإنه مخطىء وعليه الاعتراف بحقوق شعبنا والرحيل عن أرضنا إن هو أراد السلام والأمن في المنطقة والعالم.
كما على الاحتلال أن يعرف جيدا أن ولاء المقدسيين لمدينتهم وبلدهم وقيادتهم الفلسطينية وانهم لم ولن يغيروا هذا الولاء والانتماء مهما تصاعدت إجراءات الاحتلال ضدهم.
فالقيادة الفلسطينية والمنبثقة عن منظمة التحرير الفلسطينية هي ممثلهم الشرعي والوحيد وهو الأمر الذي يعترف به العالم قاطبة بما فيهم دولة الاحتلال التي اعترفت بالمنظمة كممثل شرعي وحيد لشعبنا في كافة أماكن تواجده.
فمحاولات الاحتلال طمس أي مظاهر أو وجود فلسطيني في القدس ستبوء بالفشل مثلما باءت بالفشل العديد والكثير من إجراءاته وانتهاكاته.
أحدث أقدم