Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ قلنا وما زلنا نقول ونحذر من ان المجتمع الاسرائيلي اصبح في غالبيته مجتمعا متطرفا، فهو يختار دائما اليمين المتطرف والعنصري لدخول الكنيست في الانتخابات ، خاصة في انتخابات الكنيست الثلاثة او الاربعة الاخيرة، ويدعم تشكيل حكومة يمين متطرف كما هو الحال في الحكومات الثلاث الاخيرة التي شكلها بنيامين نتنياهو والتي تعتبر الحكومة الحالية من اكثر الحكومات يمينية وتطرفا وتحظى بتأييد شبه مطلق في المجتمع الاسرائيلي، خاصة الاحزاب والكتل البرلمانية ذات التاريخ العنصري واليوم يعمل نتنياهو على توحيد اليمين الاسرائيلي المتطرف من اجل مواصلة رئاسته للحكومة القادمة بعد انتخابات الكنيست في نيسان القادم، وفي هذا السياق عمل نتنياهو على ابرام تحالف بين حزبي البيت اليهودي وعظمة اسرائيل الذي تمتد جذوره الى حركة كاخ العنصرية اليمينية التي كانت تطالب بابعاد الفلسطينيين للخارج وضم فلسطين التاريخية لاسرائيل تحت ادعاء ومزاعم انها ارض اسرائيل.
وحزب البيت اليهودي معروف بتطرفه وعنصريته وعندما كان بينت رئيسا له عمل كل جهوده من اجل اسرلة التعليم في القدس الشرقية من خلال الاغراءات المادية تارة، وتضييق الخناق على المدارس التي تتشبث بالمنهاج الفلسطيني الى جانب تحريضه المستمر على المنهاج الفلسطيني واتهامه له بأنه يحرض ضد دولة الاحتلال، وغيرها من الاجراءات التهويدية ، ومحاولة شطب مقررات وصفحات من المنهاج الفلسطيني واستبدالها باخرى اسرائيلية.
والحزب اليوم بعد خروج بينت الذي شكل حزبا جديدا ، لا يزال يؤمن بنفس الافكار ويعمد على اسرلة التعليم، بل وعلى تهويد كل ما هو فلسطيني، وهو يدعو ايضا الى الضم والتوسع الاستيطاني وغيرها من الافكار المتطرفة والعنصرية.
اما حزب عظمة اسرائيل فهو امتداد لحركة كاخ العنصرية التي هدفها ضم جميع الاراضي المحتلة عام ١٩٦٧م الى دولة الاحتلال وطرد المواطنين الفلسطينيين اصحاب الارض الى الخارج، كما انها تؤمن بضرورة تصفية الفلسطينيين وتدعم منظمات تدفيع الثمن وشباب التلال في عملياتهم الاجرامية ضد الفلسطينيين.
فهو على سبيل المثال ايد احراق عائلة دوابشة على يد المتطرفين اليهود، بل دافع ويدافع عنهم ، كما انه يؤيد القيام بمثل هذه العمليات الاجرامية ويدعمها، ويعمل على توسيعها من خلال التحريض على الفلسطينيين وضرورة قتلهم باية وسيلة.
وقيام نتنياهو بتوحيد هذين الحزبين لا يعني فقط، انه يعمل لمصلحته الشخصية من اجل الوصول مرة اخرى لرئاسة الحكومة بل هو ايضا يدعم التطرف والعنصرية اليهودية، الامر الذي يكشفه ويكشف المجتمع الاسرائيلي على حقيقته ويفند مزاعمه بأن دولة الاحتلال هي الدولة الوحيدة الديمقراطية في الشرق الاوسط.
فأي دولة ديمقراطية هذه التي تحتل شعبا اخر وتمارس بحقه كل الممارسات والانتهاكات الممنوعة المحرمة دوليا. بل وتسمح لاحزاب عنصرية بل وفاشية لخوض انتخابات الكنيست الى جانب الاحزاب اليمينية الاخرى بل والاشد يمينية وتطرفا.
ان علي العالم خاصة الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الانسان العمل من اجل تحقيق هذه المبادئ وعدم الابقاء عليها كشعارات، خاصة وان هذه الدول هي التي دعمت ولا تزال دولة الاحتلال على حساب شعبنا وحقوقه الوطنية.
فالمجتمع الاسرائيلي يسير باندفاع شديد نحو المزيد من اليمينية المفرطة والعنصرية، واذا لم يعمل المجتمع الدولي، على وقف هذا الاندفاع، فإن الاوضاع تزداد تدهورا في المنطقة .
وعلى الجانب الفلسطيني توحيد صفوفه وانهاء الانقسام الاسود لمواجهة ماهو اسوأ في قادم الايام.
أحدث أقدم