Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ تأكيد الرئيس محمود عباس امس مجددا في كلمته أمام القمة العربية - الأوروبية الأولى المنعقدة في شرم الشيخ إن أية خطة للسلام لا تنسجم مع قرارات الشرعية الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية وفي مقدمتها إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية لن يكتب لها النجاح، وهو ما اكده أيضا العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وتأكيدهما أيضا إن القضية الفلسطينية هي قضية العرب وان السلام والاستقرار في المنطقة لن يكون ممكنا دون حلها، مما يعني أن هناك توافق عربي كامل حول ثوابت حل القضية الفلسطينية التي أكدتها القمم العربية المتتالية وقرارات الشرعية الدولية، وهو ما يضع النقاط على الحروف ويوجه ضربة قوية لما يسمى «صفقة القرن» الأمريكية التي تتجاهل كل هذه الثوابت والقرارات وتنحاز تماما للاحتلال الإسرائيلي وتسعى لتصفية القضية.
إن ما يجب أن يقال هنا أيضا إن هذا الموقف العربي الموحد الذي يطرح أمام الأوروبيين في شرم الشيخ كما طرح في مختلف المحافل الدولية يعني وضع حد للشائعات التي طالما حاولت إسرائيل ترويجها حول التطبيع قبل حل القضية الفلسطينية أو حول تساوق بعض الأنظمة العربية مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وصفقته، وهو ما يدعو الى التفاؤل خاصة وان هذا الموقف العربي الراسخ يدعم بوضوح الموقف الفلسطيني الذي طالما عبر عنه الرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية في كافة المحافل، كما انه يشكل عاملا قويا في إحباط هذه الصفقة ومحاولات تصفية القضية الفلسطينية أو الانتقاص من الحقوق الوطنية المشروعة لشعبنا.
ومما لا شك فيه أن هذه القمة التي تجمع العرب وأوروبا يمكن أن تشكل عاملا مهما في التحرك الفلسطيني - العربي على الساحة الدولية، لصالح القضية والمطالب العادلة لشعبنا، خاصة وان أوروبا تتبنى مواقف تختلف عن مواقف هذه الإدارة الأمريكية وتدعم حق شعبنا في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967.
المـؤسف حقا، أن تطفو على السطح في هذا الوقت تحديدا، ونحن نواجه هذا الكم من التحديات وفي الوقت الذي يبذل فيه الرئيس محمود عباس كل جهد ممكن دفاعا عن شعبنا وقضيته وحقوقه، مثل هذه المهاترات كالتشكيك في شرعية الرئيس أو شرعية تمثيل منظمة التحرير لشعبنا وان نعود مجددا إلى دوامة الاتهامات المتبادلة التي لا تخدم القضية بل تخدم أعداء شعبنا وفي مقدمتهم الاحتلال وحليفته الكبرى الولايات المتحدة.
إن ما يجب أن يقال هنا إن من واجب كل الفصائل والقوى أن تقف موقفا داعما لهذه المواقف المشرفة والشجاعة التي يتخذها الرئيس في مواجهة الاحتلال وفي مواجهة الإدارة الأمريكية وصفقتها المشؤومة.
ومن النافل القول هنا إن قوتنا تكمن في وحدتنا والتفافنا حول الشرعية الفلسطينية وحول الثوابت الخاصة بحقوق شعبنا المشروعة ، ولذلك نقول مجددا إن المطلوب إنهاء هذا الانقسام المشؤوم والمأساوي والالتفات إلى التحديات الحقيقية الماثلة أمام شعبنا وقضيته.
وفي المحصلة، تشكل هذه القمة العربية - الأوروبية فرصة أخرى ليس فقط لتأكيد الموقف العربي الموحد أمام أوروبا بخصوص القضية الفلسطينية وباقي القضايا العربية بل تشكل أيضا فرصة لتعزيز التعاون العربي الأوروبي على قاعدة الشرعية الدولية وقراراتها بما يدعم القضية الفلسطينية والقضايا العربية وبما يدهم السلام والاستقرار في المنطقة.
أحدث أقدم