Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ التقرير نصف الشهري الذي اصدرته امس الاول «اوتشا» حول انتهاكات قوات الاحتلال وقطعان المستوطنين في الاراضي الفلسطينية المحتلة والتي في غالبيتها ترتقي الى جرائم حرب، خاصة قتل الاطفال وقطع الاشجار والهجمات التي يشنها المستوطنون على القرى والبلدات الفلسطينية وغيرها من الاعتداءات تدلل بصورة واضحة وجلية ان هذه الاعتداءات والانتهاكات في تصاعد مستمر وان سهولة اطلاق جنود الاحتلال والمستوطنين النار القاتل على المواطنين، يعني ان هناك اوامر عليا بذلك لايقاع اكبر الخسائر في الجانب الفلسطيني، خاصة في عدد الشهداء والجرحى.
ففي تقرير «اوتشا» نصف الشهري اشار الى ان عدد الشهداء في ١٥ يوما فقط اي منذ ١٦/١/٢٠١٩ وحتى ٣١/١/٢٠١٩ وصل الى ١١ شهيدا بينهم على الاقل ٤ اطفال دون سن الثامنة عشرة، الى جانب عشرات بل مئات الجرحى سواء بالرصاص الحي والمطاطي والقنابل الغازية، وهذا الامر يؤكد ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي هي التي توافق، بل تدفع قادة الجيش لاطلاق النار على كل فلسطيني، سواء كان في نيته القيام بعملية طعن ام لا، وان هذه الاوامر تحمل في طياتها عدة اهداف.
ومن ابرز هذه الاهداف بث الرعب في صفوف الاطفال والفتية، كما حصل في قرية المغير قبل ايام وتحديدا في ٢٦/١/٢٠١٩، عندما حاصر قطعان من المستوطنين احد المنازل في القرية واطلقوا الرصاص باتجاه سكانه ومن بينهم، بل اكثرهم من الاطفال والنساء وكبار السن، وكذلك قتل هؤلاء لاحد المواطنين في القرية بدم بارد.
وبدلا من ان يقوم جيش الاحتلال بحماية المواطنين بناء على الاعراف والقوانين والمعاهدات الدولية ، قام هو الاخر بالاعتداء على اهالي القرية، مما ادى الى وقوع اصابات في صفوفهم الى جانب اصابات قطعان المستوطنين.
ان هذه الاعتداءات الهمجية تستهدف ايضا محاولة ارغام المواطنين على الرحيل عن ارضهم وبلدهم، وهو ما تسعى اليه حكومة الاحتلال الاسرائيلي التي تعتبر الاراضي الفلسطينية المحتلة اراض اسرائيلية حسب زعمهم وان من حق اليهود الاستيطان فيها، وان الفلسطينيين عليهم الرحيل عنها اما بارادتهم او من خلال مثل هذه الانتهاكات التي وصلت الى حد لا يطاق ولا يمكن السكوت عليه.
واشرنا في حديث سابق الى ضرورة مواجهة اعتداءات قطعان المستوطنين من خلال اعادة احياء لجان الحراسة الليلية وكذلك خلال ساعات النهار، والتنسيق مع القرى والبلدات المجاورة ليكون الرد على قطعان المستوطنين جماعيا، خوفا من ان يستفرد القطعان بقرية قرية او بلدة بلدة.
وما كان لقوات الاحتلال وقطعان المستوطنين التجرؤ على القيام بمثل هذه الانتهاكات لولا صمت المجتمع الدولي الذي لم يتخذ اي اجراء عقابي ضد دولة الاحتلال بل على العكس من ذلك فان سكوته واكتفاءه باصدار بيانات الشجب والاستنكار يشجعها على التمادي في ممارساتها وانتهاكاتها بحق شعبنا وقضيته وممتلكاته بما في ذلك، بل وعلى رأسها مقدساته خاصة المسجد الاقصى المبارك والحرم الابراهيمي الشريف، وكنيسة القيامة وغيرها من المقدسات.

كما ان الانقسام الفلسطيني البغيض يساعد دولة الاحتلال على مواصلة تنفيذ مخططاتها التصفوية وانتهاكاتها لكافة القرارات والقوانين والاعراف الدولية، وتستغل ذلك بل وتعمل على تعميق هذا الانقسام بمنع اقامة دولة فلسطينية كما اعلن اكثر من مسؤول اسرائيلي . ان شعبنا وقضيتنا في خطر حقيقي ومن الواجب تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والشخصية ففلسطين يجب أن تكون فوق الجميع.
أحدث أقدم