جريدة
القدس - حديث القدس / قالت ممثلة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فريدريكا
موغيريني كلاماً إيجابياً وصريحاً وواضحاً خلال أعمال الدورة الاستثنائية لمؤتمر
المانحين في العاصمة البلجيكية بروكسل، حيث أكدت على تمسك الاتحاد الأوروبي بحل
الدولتين والعيش معاً بسلام، والإشارة الى الممارسات الإسرائيلية حيث قالت انه
يجري تفكيك وتدمير أي احتمال للدولتين بسبب الاستيطان والعمل على إزالة الآليات
الدولية التي تحمي الفلسطينيين، كما أنها تطرقت أيضاً الى استمرار الانقسام
الفلسطيني الذي يتسبب بأضرار كثيرة.
موغيريني
لم تكتف بوصف الواقع ولكنها أشارت الى ان الاتحاد الأوروبي مستمر في مساعيه لجعل
حل الدولتين أكثر واقعية وبتقديم الدعم المالي والسياسي للسلطة الفلسطينية لأن
الفلسطينيون يستحقون ذلك، وسيواصل اتصالاته مع كل الأطراف بالمنطقة من أجل تحقيق
ذلك.
هذا
كلام واضح للغاية، حيث ان إسرائيل وممارساتها هي العائق الحقيقي والوحيد أمام
تحقيق السلام وحل الدولتين بما تقوم به من مصادرة للأرض وتهجير للمواطنين وتهويد
للقدس ورفض أي انسحاب الى حدود 1967 وتسريع الاستيطان بحيث يلتهم أكبر مساحة من
أراضي الضفة ما يجعل الحديث عن حل الدولتين مجرد أمنيات وكلام سياسي بلا مضمون
حقيقي قابل للتنفيذ.
وهذا
الموقف الأوروبي الايجابي يتطلب عدة أمور عملية في مقدمتها الضغط الحقيقي على
اسرائيل لكي توقف سياسة التهويد والتوسع وقتل كل احتمالات السلام، ولدى الاتحاد
الاوروبي إمكانات وسبل متعددة لمثل هذا الضغط.
النقطة
الثانية المطلوبة من أوروبا هي العمل معاً ضد السياسة الأميركية المنحازة انحيازاً
أعمى لإسرائيل، مما يشجع على إضعاف احتمالات وفرص أية حلول مقبولة يطالب بها
الاتحاد الأوروبي نفسه وليس نحن وكل دعاة السلام فقط.
النقطة
الثالثة والمهمة جداً المطلوبة هي استمرار تقديم وزيادة حجم المساعدات للسلطة
الوطنية التي تعاني من ضائقة مالية خانقة خاصة بعد سرقة إسرائيل ملايين الشواكل من
مقاصات الضرائب التي هي حقوق فلسطينية وليست منحة إسرائيلية، مما أدى الى اقتطاع
أجزاء من الرواتب أيضاً وألحق بآلاف الموظفين مصاعب معيشية كبيرة.
اننا
نعرب عن التقدير لهذا الموقف الأوروبي ونعتبره خطوة إيجابية هامة من أجل تحقيق
السلام والاستقرار بالمنطقة، ونأمل بالمزيد من الخطوات والتحرك السياسي.