Adbox
وفا - دون سابق إنذار وكعادتها، شرعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الأربعاء، بعمليات هدم لخيام سكنية وحظائر أغنام في منطقة الرأس الأحمر بالأغوار الشمالية، بالإضافة لهدم بئر لتجميع المياه في منطقة العقبة شرق طوباس، في ثالث عملية هدم خلال يومين.
ويرى باحثون أن عمليات الهدم في الأغوار الشمالية تشهد ازديادا ملحوظا عن العام الماضي.
ورافقت عملية الهدم هذه المرة، تدمير الجنود كل ما وقعت عليه أعينهم لإلحاق أكبر ضرر ممكن بالأهالي.
يقول المواطن علان بني عودة في حديث لـ"وفا"، إن جرافات الاحتلال داهمت المنطقة فجأة وشرعت بهدم أربع خيام سكنية وحظيرتين للمواشي يملكها، بالإضافة لتكسير وتخريب 20 برميلا للمياه يستخدمها للأغراض اليومية ولري المواشي، كما تم تدمير معدات للطاقة الشمسية يستخدمها الأهالي لإيصال الكهرباء لخيامهم، ويضاف لذلك هدم حظيرة للأغنام وخيمة سكنية للمواطن بكر بني عودة.
وعلى مقربة من المواطن علان بني عودة يجلس المواطنان جميل بني عودة ونجله سليمان، واللذان هدم الاحتلال لهما ثلاث حظائر لتربية الماشية مساحة كل منها مئة متر مربع، وخيمة سكنية بمساحة 60 مترا مربعا، بالإضافة لتخريب 25 برميلا للمياه.
وفي قرية العقبة هدمت سلطات الاحتلال بئرا لتجميع المياه بسعة 15 مترا مكعبا يعود للمواطن محمد يوسف دبك.
وتتعرض منطقة الرأس الأحمر في الأغوار الشمالية لعمليات هدم متواصلة، فقبل أسبوعين هدمت قوات الاحتلال منشآت وخيام سكنية في المنطقة تعود للمواطن جهاد بني عودة، علما أن ممتلكات المواطنين تعرضت خلال العامين الماضيين للهدم 13 مرة، كما أن معظم منازل ومنشآت القرية مهددة بالهدم بذريعة أنها منطقة عسكرية، فضلا عن مصادرة حوالي ألفي دونم من أراضيها.
يقول دبك في حديث لـ"وفا"، إن البئر الذي هدمه الاحتلال يستوعب 15 مترا مكعبا من المياه، ويعتمد عليه بشكل كامل في ري الأشجار المثمرة والمحاصيل التي يزرعها ويعتاش هو وعائلته منها.
ويضيف دبك الذي لا يكاد يقوى على الوقوف نتيجة الصدمة مما أقدمت عليه سلطات الاحتلال، "بعد هدم البئر أصبحت كل محاصيلي التي أعتمد عليها كمصدر رزق أساسي مهددة بالجفاف"، داعيا كافة المؤسسات الحقوقية والصحفية لتوثيق ما يتعرض له أهالي الأغوار من محاولات يومية للاقتلاع والتهجير.
عمليات الهدم المتواصلة منذ ساعات الصباح تأتي امتدادا لعمليات هدم أخرى قامت بها قوات الاحتلال أمس في منطقة "أم كبيش" التابعة لبلدة طمون، حيث تم هدم بئر لجمع المياه، بالإضافة لاقتلاع عشرات أشجار الزيتون من المنطقة.
وفي هذا السياق أشار الباحث في مركز عبد الله الحوراني للدراسات محمد الحروب إلى أنه من الملاحظ تصعيد الاحتلال لكافة أشكال انتهاكاته بالأغوار الشمالية منذ بداية العام الحالي، فنسبة الانتهاكات هذا العام تعتبر أعلى من الانتهاكات خلال العام الماضي.
وأوضح الحروب أن نسبة الزيادة في عمليات الهدم هذا العام عن نفس الفترة خلال العام الماضي 2018 تقدر بـ 500%، فخلال النصف الأول من العام الماضي بلغ عدد المنشآت المهدومة في الأغوار الشمالية سبع منشآت، بينما بلغت 34 منشأة وبيتا خلال النصف الأول من العام الحالي.
ونوّه إلى أن الاحتلال يهدف من وراء ذلك إلى تفريغ المنطقة من سكانها والسيطرة عليها بشكل كامل، كونها منطقة استراتيجية من ناحية موقعها الحدودي، وأراضيها الخصبة ومصادر المياه فيها، وبالتالي هي ذات أهمية زراعية واقتصادية كبيرة.

ووفقا لتقرير خاص أصدره مركز عبد الله الحوراني للدراسات حول هدم البيوت والمنشآت في حصاد العام 2018 كاملا، فإنه في محافظة طوباس والأغوار الشمالية "هدمت سلطات الاحتلال (11) بيتا، و(34) منشأة، ومن أبرز عمليات الهدم التي تمت، هدم (8) بيوت في خربة الحديدية، وهدم بيتين في قرية بردلة، وبيت واحد في خربة أم الجمال، وشملت عمليات الهدم مناطق الساكوت، والفارسية، والرأس الاحمر، وكردلة، وسمرا، وأم العبر، وحمصة الفوقا، وابزيق، كما أخطرت سلطات الاحتلال بهدم (63) بيتاً ومنشأة شملت معظم تجمعات الأغوار الشمالية".
أحدث أقدم