Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ الانتهاكات الاحتلالية بحق الصحفيين الفلسطينيين أصبحت لا تعد ولا تحصى، حيث لا يكاد يمر أي يوم دون أن يتم الاعتداء على الصحفيين أو المؤسسات الصحفية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
ووفقا لتقارير المؤسسات التي ترصد هذه الانتهاكات فقد تم خلال الشهر الماضي تسجيل ٢٥ انتهاكا بحق الصحفيين والمؤسسات الإعلامية والتوثيقية على يد القوات الاحتلالية في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وتشمل هذه الانتهاكات إصابات بالرصاص الحي والمطاطي وتدمير مقار مؤسسات إعلامية واعتقالات وتحطيم ومصادرة كاميرات الى جانب الاعتداءات بالأيدي وأعقاب البنادق على الصحفيين خاصة أثناء تغطيتهم لمسيرات العودة في قطاع غزة، والمسيرات الأسبوعية في الضفة الغربية.
فعلى سبيل المثال تم الشهر الماضي تدمير مكتب وكالة الأناضول التركية ومركز عبد الله الحوراني للدراسات والتوثيق ومكتب إعلام الأسرى ومؤسسة «هلا فلسطين» للتدريب الإعلامي في مدينة غزة، لدى استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي لبنايتين يضمان هذه المكاتب.
وتهدف قوات الاحتلال من خلال هذه الانتهاكات إرهاب الصحفيين ومنعهم ممارسة عملهم في كشف الممارسات والاعتداءات ضد شعبنا وأرضة وممتلكاته ومقدساته وإبرازها للعالم ليعرف الكثير عن قوات ودولة الاحتلال وانتهاكاتها التي ترقى في كثير من الأحيان الى مستوى جرائم الحرب التي يعاقب عليها القانون الدولي ومحكمة الجنايات الدولية.
ولولا الدعم الأميركي لدولة الاحتلال لما تجرأت قوات الاحتلال التي هي الذراع الضارب لدولة الاحتلال القيا بمثل هذه الانتهاكات التي يندى لها جبين الإنسانية، خاصة وان القانون الدولي ينص على ضرورة حماية الصحفيين أثناء الحروب وتغطيتهم للفعاليات الجماهيرية المناهضة للاحتلال والقمع الذي يمارس بحق شعوبهم.
وهذا الدعم الاميركي يشجع دولة الاحتلال على مواصلة ممارساتها وانتهاكاتها والضرب بعرض الحائط بالقرارات والقوانين والأعراف الدولية خاصة وان الولايات المتحدة الاميركية تمارس الضغوط والتهديد لأي مؤسسة دولية تحاول إدانة دولة الاحتلال على انتهاكاتها واعتداءاتها ليس فقط على الصحفيين وإنما ايضا على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم ومقدساتهم.
فقد مارست وتمارس إدارة الرئيس الاميركي ترامب الضغوط والتهديد وقطعت المساعدات عن مؤسسات عدة كاليونسكو ومنظمة العفو الدولية وتهدد محكمة العدل الدولية في لاهاي إن هي أقدمت على إدانة الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية
إن المطلوب من المنظمات والمؤسسات التي تعنى بحقوق الصحفيين، مواصلة وتفعيل تضامنها مع الصحفيين الفلسطينيين الذين يتعرضون لممارسات بشعة من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وعلى اتحادات الصحفيين في العالم، وفي مقدمتها الاتحاد الدولي للصحفيين ليس فقط التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين، بل رفع قضايا على سلطات الاحتلال في محاكم بلدانهم وأمام محكمة العدل الدولية في لاهاي.
إن دولة الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية أصبحتا لا تهتمان ببيانات الشجب والتنديد وتتعايشان معها، لذا فمن الواجب الإنساني والأخلاقي ضرورة رفع قضايا ضد الاحتلال وجنوده لينالوا العقاب الرادع، خاصة وان هذه الانتهاكات في تصاعد مستمر في ضوء المسيرات المندد ة بالاحتلال وبممارساته والمطالبة برحيله.
أحدث أقدم