Adbox
جريدة القدس- حديث القدس/ تزايدت وتعالت في الآونة الأخيرة في إسرائيل الأصوات التي تدعو الى تهجير الفلسطينيين من وطنهم وتقديم محفزات لدفعهم للهجرة، خاصة من قطاع غزة الذي يعيش حصارا إسرائيليا ظالما منذ سنوات طويلة.
ومثل هذه الأصوات لم تعد تقتصر على مجموعة متطرفة هامشية بل إنها تصدر عن وزراء وأعضاء كنيست وعن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفسه بنيامين نتنياهو الذي صرح مؤخرا أنه درس تسهيل مغادرة فلسطينيين من قطاع غزة الى عدة دول. هذا التوجه الإسرائيلي رغم انه ليس جديدا إلا أن خطورته تكمن سواء في توصيته أو في طرحه علنا من قبل المستوى الرسمي الإسرائيلي.
ومن الواضح والمعروف أن إسرائيل التي قامت عام ١٩٤٨ على أنقاض المئات من المدن والقرى التي دمرتها العصابات الصهيونية، وعملت عبر سلسلة من المجازر على تهجير أكبر قدر من الفلسطينيين، من وطنهم فلسطين، هي نفس إسرائيل التي عملت منذ ذلك الوقت حتى اليوم على تهجير الفلسطينيين من وطنهم بطرق ووسائل مختلفة سرية وعلنية. ويكفي إلقاء نظرة على بعض المنشورات في إسرائيل نفسها بمافي ذلك كتاب لمؤلفه توم سيغيف بعنوان {(١٩٦٧)} لإثبات سعي إسرائيل الرسمية حكومة وأجهزة مخابرات بما في ذلك الموساد لطرد أكبر عدد من الفلسطينيين أو تسهيل هجرتهم عبر مغريات مختلفة.
إن ما يجب أن يقال هنا أن شعبنا الفلسطيني الصامد المناضل منذ عقود من أجل انتزاع حريته واستقلاله وإنهاء هذا الاحتلال الإسرائيلي البشع قد أفشل واحبط سلسلة المخططات الإسرائيلية تلك بما في ذلك الصمود في مواجهة الظروف القاسية التي فرضها هذا الاحتلال على مواطني الأراضي المحتلة خاصة في القدس لدفعهم للمغادرة، واليوم تتركز الأنظار الإسرائيلية على قطاع غزة والقدس في هذا المخطط الإسرائيلي المتواصل.
كما ان ما يجب أن يقال إن توقيت الإعلان الإسرائيلي عن هذه المخططات لم يكن صدفة في الوقت الذي تسعى فيه هذه الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة بالتعاون والتنسيق مع حليفها ترامب المعادي للشعب الفلسطيني الى تصفية القضية الفلسطينية وضم أكبر قدر ممكن من الأراضي المحتلة لإسرائيل مع أقل قدر ممكن من المواطنين الفلسطينيين.
كما ان ما يجب أن يقال لنتنياهو وايليت شاكيد التي ترأس أكثر الأحزاب تطرفا في إسرائيل وحليفه الليكود التي أعربت عن تبنيها لفكرة تهجير مواطني غزة، ولليبرمان الذي طالما طرح تهجير فلسطينيي الداخل في إطار «حل سياسي» ولكل متطرفي إسرائيل، نقول لهم ما قاله الشاعر الكبير المرحوم توفيق زياد «هنا باقون كأننا عشرون مستحيل» ليس فقط في القدس وغزة وإنما أيضا «في اللد والرملة والجليل».

ليس هذا فحسب، فان الايغال بهذه الغطرسة الإسرائيلية وهذا النهج العنصري الفاشي له تداعياته الخطيرة، فالشعب الفلسطيني الذي أحبط كل محاولات اقتلاعه من وطنه فلسطين لن يقف مكتوف الأيدي وسيدافع عن وجوده وحقوقه ووطنه، وعلى نتانياهو وشاكيد وليبرمان أيضا أن يتمعنوا فيما قأله المرحوم توفيق زياد «أفضل أن يراجع المضطهد الحساب ... من قبل أن ينفتل الدولاب ... إقرأوا ما جاء في الكتاب».
أحدث أقدم