Adbox
إضافة شرح
جريدة القدس - حديث القدس/ التصريحات العنصرية ضد العرب بما في ذلك الفلسطينيين، التي ادلى بها كل من يارون لندن وقال فيها «العرب متوحشون وقتلة» ثم اضطر للاعتذار بعد ان طالبته القناة التي يعمل بها - «كان» - بذلك، وبني تسيفر الذي يحرر ملحق «ثقافة ورياضة» في (هآرتس) وقال فيها «ان القتل لدى الفلسطينيين نوع من الرياضة او المتعة»!.. وان «هذا الشعب السيء الذي يعيش بين ظهرانينا - اي الشعب الفلسطيني - يجب ان نتمنى له فقط ان تلفظه الارض».
هذه التصريحات العنصرية البغيضة لم تصدر عن حزب يميني اسرائيلي متطرف ولا عن زعماء يمينيين متطرفين وانما صدرت عن يارون لندن الذي يصنف في اسرائيل على انه «يساري» وعن تسيفر الذي اعتبر ايضا بانه يساري، بل ويعمل لدى صحيفة «هآرتس» التي تصنف على انها يسارية، وهو ما يعني بوضوح ان العنصرية الاسرائيلية لا تقتصر على اليمين المتطرف واليمين والوسط، بل انها باتت جزءا من نهج وثقافة بعض من تطلق عليهم صفة اليسارية.
ان ما يجب ان يقال هنا ليارون لندن وبني تسيفر وامثالهما من اسرائيليين: القتلة الحقيقيين والمتوحشين الحقيقيين هم الاسرائيليين الذين يمارسون ابشع احتلال في التاريخ ضد الشعب الفلسطيني والذين قتلوا عشرات الآلاف من ابناء الشعب الفلسطيني وغالبيتهم من المدنيين العزل، اطفالا ونساء وشيوخا، على مدى سنوات الصراع الطويلة، لا لشيء سوى ان الشعب الفلسطيني يرفض هذا الاحتلال غير الشرعي ويناضل من اجل حريته واستقلاله.
ويكفي ان نذكر لندن وتسيفر وامثالهما بعشرات المجازر الرهيبة التي ارتكبتها العصابات الصهيونية والاسرائيليون منذ عام 1948 وحتى اليوم والتي راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الفلسطينيين العزل، بما في ذلك مجزرة دير ياسين ومجزرة ام الصفصاف وتدمير اكثر من اربعما ية قرية فلسطينية ومحوها عن وجه الارض عام 1948 ومجزرتي قانا وصبرا وشاتيلا ومجزرة الحرم الابراهيمي واحراق مدنيين فلسطينيين احياء مثل عائلة دوابشة في دوما والشهيد الفتى محمد ابو خضير في القدس وغير ذلك الكثير من المجازر.
ولو اجرينا احصاء بسيطا بعدد المدنيين الفلسطينيين الذين قتلتهم حكومات اسرائيل المتعاقبة وجيشها ومستوطنوها وعدد المدنيين الاسرائيليين الذين قتلوا في عمليات فلسطينية مناهضة للاحتلال غير المشروع فإن اسرائيل «الوادعة» التي ينتمي اليها لندن وتسيفر وعنصريي اسرائيل تفوق كثيرا بعشرات بل مئات الاضعاف من القتل الوحشي.
فمن هم القتلة المتوحشون؟ نحن ام اسرائيل التي اقيمت على انقاض مئات القرى والمدن الفلسطينية وعبر مجازر يندى لها جبين الانسانية ولا زالت تمارس احتلالا غير شرعي، تقتل وتنهب الثروات وتعتقل وتهدم المنازل الفلسطينية وتصادر الاراضي وتبني المستعمرات وتسلح وتحمي المستوطنين وتغض الطرف عن جرائمهم ضد الفلسطينيين؟.
ان ما يجب ان يقال هنا، ان من الاجدر بلندن وتسيفر وامثالهما دراسة تاريخ الصراع والاطلاع على حجم الضحايا التي سببها الاحتلال الاسرائيلي في صفوف الفلسطينيين بل ان الضحايا الاسرائيليين تتحمل مسؤوليتهم حكومات الاحتلال المتعاقبة التي تصر على اطالة امد الصراع وتواصل التنكر للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال التي يعترف بها العالم اجمع، وتواصل نهج القتل والعدوان لاخماد تطلع الفلسطينيين المشروع للحرية والاستقلال.
كما ان ما هو مستغرب ان تواصل صحيفة مثل «هآرتس» التي تعتبر نفسها يسارية الصمت ازاء عنصرية ما ادلى به احد عامليها ضد الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه فاننا نحيي شجاعة الصحافي جدعون ليفي الذي اكد في مقال له امس ردا على لندن وتسيفر ان ثقافة القتل موجودة في اسرائيل وان الشعب الفلسطيني هو من احد الشعوب الاكثر انضباطا في معارضته للاحتلال والظلم، وان اسرائيل قتلت منذ عام 2009 حتى اليوم 3500 فلسطيني مقابل مقتل 190 اسرائيليا، وان لندن وتسيفر ينشران الاكاذيب، وان ثقافة القتل الاسرائيلية تنبع من الخوف والكراهية وانعدام الانسانية.

واخيرا، فان ما يجب ان يقال لهذا الاحتلال الاسرائيلي وعنصرييه ان شعبنا الفلسطيني المناضل المسالم لن ترهبه مثل هذه الاكاذيب ولا مثل هذه العنصرية وسيواصل وسيظل شعبنا اخلاقيا وحضاريا وسيواصل نضاله العادل حتى انتزاع حقوقه.
أحدث أقدم