Adbox
جريدة القدس - حديث القدس/ رغم المعاناة التي يعيشها شعبنا الفلسطيني في الداخل الفلسطيني جراء الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية، إلا انه بقي صامدا وشامخا ومناضلا في مواجهة دولة العنصرية واليمينية المتطرفة، محافظا على هويته الوطنية ومدافعا عنها وعن فلسطينيته، ورفض الاندماج القسري في المجتمع اليهودي، وبقي يعتز بفلسطينيته ويدافع عن حقوقه الوطنية.
وازاء ذلك عمدت الدولة الاسرائيلية الى اتخاذ سلسلة اجراءات وممارسات ضده، كان من أبرزها سن قانون القومية سيء الصيت والذي ينم عن عنصرية مفرطة ومقززة الى جانب التضييق عليهم في كل شيء بما في ذلك مصادرة الاراضي وهدم المنازل واحاطة مدنهم وقراهم بالمستوطنات ومحاولات تهويد الجليل وغيره الكثير من الممارسات التي هدفها ترحيلهم عن بلادهم.
ولما فشلت في كل هذه الوسائل والاساليب والقرارات العنصرية، بدأت منذ سنوات بمحاولات اقتحام القلعة من الداخل. بهدف النيل منهم ومن وطنيتهم وفي محاولة للنيل من هويتهم الوطنية التي حافظوا عليها كحفاظهم على حدقات عيونهم.
واقتحام دولة الاحتلال لقلعة الصمود الوطني الفلسطيني في الداخل الفلسطيني جاء من خلال اغداق الاسلحة على المناطق الفلسطينية، ليقتل بعضهم الاخر واتهامهم بأنهم هم المسؤولون عن ذلك واظهارهم امام العالم بان القتل يسري في عروقهم، وان الدولة بريئة من ذلك في حين الكل يعرف ان الدولة واجهزتها هي المسؤولة عن الجرائم التي ترتكب داخل المجتمع الفلسطيني، في الداخل الفلسطيني، وان جميع التبريرات التي تحاول دولة اسرائيل واجهزتها التملص من مسؤولياتها عن هذه الجرائم عديمة الجدوى، وهدفها تضليل العالم.
وقد جاءت المظاهرات والاضرابات الشاملة التي شهدتها المدن والقرى والبلدات الفلسطينية في الداخل لتعري دولة اسرائيل واجهزتها القمعية، فهي المسؤولة عن هذه الجرائم التي ترتكب في الداخل الفلسطيني وهي تغذيها وتقف متفرجة على ذلك دون ان تحرك ساكنا.
فجهاز الشرطة الاسرائيلية لا يقوم بواجباته تجاه هذه الجرائم بل على العكس من ذلك يقوم بتشجيعها ولا يعمل على جمع الاسلحة، بل يعمل على زيادتها، ليقوم ابناء شعبنا بتقتيل بعضهم الاخر ليسهل على دولة اسرائيل تمرير مخططاتها في النيل من صمودهم وتحويلهم الى مجرد اشخاص بدون هوية او قومية تجمعهم.
ان هذه المظاهرات والاضرابات يجب ان تتواصل، لانها عبارة عن رسائل ليس فقط لدولة اسرائيل المسؤولة عن حفظ الامن والامان لجميع مواطنيها، بل للعالم اجمع كي يزيد من معرفته بدولة اسرائيل القائمة على التطرف واليمينية والعنصرية والتي تعتبر فلسطينيي الداخل بانهم مواطنون من الدرجة الخامسة او السادسة وانه لا مستقبل لوجودهم في دولة العنصرية التي تعتبر نفسها زورا وبهتانا بانها الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط في حين هي دولة عنصرية من الطراز الاول.
ان دولة الاحتلال هي وراء هذه الجرائم في الداخل الفلسطيني، ولكنها لن ولم تنجح في مساعيها للنيل من هوية شعبنا في الداخل وسيكون مصيرها الفشل.
أحدث أقدم