وفا- "هو حلم إبليس
بالجنة، لن نستسلم، لن نترك أرضنا لهم، سنبقى شوكة في حلوقهم"، رسالة
السبعينية رسمية محمد عودة، للاحتلال، الذي يحاول بكل قوته وجبروته، اقتلاع تجمع
"عرب الخولي"، وتهجير قاطنيه، لصالح مشروعه الاستيطاني الاستعماري.
في
الجهة الشمالية الشرقية من بلدة كفر ثلث جنوب شرق قلقيلية، يأسر الاحتلال تجمع
"عرب الخولي" ويعزله عن محيطه بعدة مستوطنات: "معالي شمرون"
من الشمال، والبؤرة الاستيطانية "ايل متان" من الشرق،
و"نوفييم" و"يكير"، و"عمانوئيل"، و"كارني
شومرون" من الجنوب، وحتى الجهة الغربية التي تعد المتنفس والطريق الوحيد
للتجمع، تقع بين مستوطنتي "متان"، و"معاليه شمرون".
أوضحت
السبعينية عودة أن بقاءهم في التجمع، يمثل دفاعا عن هوية الأرض والوطن، ورمزا من
رموز المقاومة الفردية الفلسطينية، ودحرا للاستيطان والجدار الذي يحاصر الأرض،
وينهبها شيئا فشيئا.
وتضيف:
"صحيح أن الشباب تركوا التجمع، إلا أننا غرسنا فيهم أن بيوت التجمع وأراضيه
أمانة برقابهم، فلم يقاطعونا قط، بل تعلقوا وتغنوا ببيئتهم، وتجدهم دائما يسعون
لتقديم ما يستطيعون للتجمع وأهله، وهم من ينظمون الوقفات الاحتجاجية ضد ما نواجهه
من اعتداءات احتلالية".
وبينت
عودة أن أكثر ما يرهق أهالي التجمع هو افتقارهم للرعاية الصحية، إضافة إلى عدم
توفر وسيلة نقل سريعة ومريحة تساعدهم على نقل مرضاهم أو جلب دواء لهم بسرعة.
فالحرمان من الخدمات، ومن مواصلة علاقاتنا الاجتماعية مع عائلاتنا في فرحهم
وترحهم، لا يمثل شيئا أمام هذه الخدمات.
المتحدث
باسم التجمع فريد مقبل عودة، يقول: "رغم معاناة الأهالي جراء قسوة الحياة
البدائية وحرمانهم من الخدمات الاساسية والتعليم والصحة، بسبب اجراءات الاحتلال
العنصرية، إلا انهم يصرون على البقاء على أرضهم وحمايتها".
ويضيف:
"لا يترك الاحتلال طريقة للتنغيص على أهالي التجمع، فتارة يغلق الطريق
الوحيدة المؤدية اليه بالسواتر الترابية، وتارة أخرى ببوابة حديدية، حتى أن
الاهالي محرومون من التنقل بواسطة المركبات، ما يضطرهم إلى التنقل من وإلى التجمع
سيرا على الاقدام".
"اغلاق
طريق التجمع ليس المنغص الوحيد، بل يمنع الاحتلال الأهالي من بناء المنازل فيعيشون
داخل مساكن من الطين والصفين، في حين ينعم المستوطنون في محيط التجمع بالابنية
الحديثة وكل ما من شانه توفير الرفاهية والراحة لهم"، يتابع عودة.
"وتحرم
سلطات الاحتلال أهالي تجمع "عرب الخوالي" من الخدمات الأساسية كالماء
والكهرباء، فيعتمدون على مياه النبع الشحيحة للحصول على الحد الأدنى من حاجتهم،
فيما يستخدمون المولدات للحصول على التيار الكهربائي"، بحسب عودة.
ويقول
المتحدث باسم التجمع، إن عدم توفر الخدمات في تلك المنطقة، دفع بالكثير من الشباب
إلى الرحيل والاستقرار في البلدات والقرى المجاورة. ويشير إلى أن 80% من سكان
التجمع من كبار السن حاليا.
المربية
المتقاعدة فاطمة بسام الخولي، تقول إن اجراءات الاحتلال شلت العملية التعليمية في
التجمع، ودفعت الأهالي إلى الرحيل برفقة أبنائهم، الى القرى والبلدات القريبة
لتعليم اولادهم في مدارسها، كما أن معظم الشباب غادروا إلى مناطق قريبة من أماكن
عملهم، لتخفيف مشقة السفر.
رئيس
بلدية كفر ثلث حسني عودة، يقول إن مواطني التجمع، الذين ينحدرون من عائلتي الخولة
وعودة يتعرضون لمحاولة تهجير ثانية بعد ان هجروا قسرا من أراضيهم عام 1948.
ويضيف:
ان الاهالي يعتمدون على الزراعة وتربية الماشية لتوفير احتياجاتهم الاساسية من
خلال بيع منتوجاتهم للقرى المجاورة، لكن بسبب تضييقات الاحتلال اصبح الامر صعبا.
مسؤول
ملف الاستيطان في محافظة قلقيلية محمد أبو الشيخ، يشير إلى ان المحافظة تبذل جهودا
كبيرة للنهوض بواقع التجمع، إلا ان الاحتلال يعرقل ذلك.
ويضيف:
مؤخرا استولت قوات الاحتلال على "جرافة"، تابعة لبلدية كفر ثلث، كانت
تعمل لصالح مشروع تعبيد طريق داخل التجمع، ومد خط مياه وكهرباء بالمنطقة.
ويتابع:
"الاحتلال لا يكتفي بعرقلة تنفيذ المشاريع التي نقدمها للتجمع، وإنما يعزز من
التوسع الاستيطاني في محيطه. العام الماضي شُق طريق لصالح المستوطنات المحيطة
بالتجمع، وخلف دمارا كبيرا في الاشجار المثمرة واستولى على مساحات كبيرة من
الارض".
ويختم
قائلا: "لا حول لنا ولا قوة، وعزاؤنا فقط بأهالي التجمع بمواصلة صبرهم
وثباتهم في الأرض، وهو ما عرف عنهم".