Adbox
استيقظ أهالي قصرة جنوب نابلس، صباح اليوم الثلاثاء، على لوحة معلقة على مدخل البلدة، كتب عليها بثلاث لغات: "قف! أنت تدخل منقطة الدولة الفلسطينية. هذه المنطقة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية وفقا لـ"صفقة القرن".
بعد وقت قصير أزال أهالي قرية قصرة اللوحة التي علقها مجموعة من المستوطنين.
على أرض الواقع يحاول رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ارضاء المستوطنين، لكسب أكبر عدد من الأصوات، مع اقتراب الانتخابات الاسرائيلية الثالثة، من خلال المضي قدما بمشاريع استيطانية جديدة وشق طرق خاصة بالمستوطنين على حساب الاراضي الفلسطينية وقتل حلم الدولة المستقلة.
مسؤول ملف الاستيطان شمال الضفة، غسان دغلس، أكد لمراسل "وفا"، أن عصابة من المستوطنين تطلق على نفسها" ريجيفام" وضعت ما يقارب 33 لوحة على مداخل القرى في أراضي الضفة الغربية، والتي تحذر الاسرائيليين من دخولها كونها مناطق فلسطينية وفقا لـ"صفقة القرن".
وأضاف، "ان المستوطنين في عهد نتنياهو حصلوا على أكثر مما يحلمون، وهم يحاولون كسب المزيد ايضا واستغلال الفرصة الذهبية لوجوده كرئيس للحكومة؛ من خلال التصعيد الذي نشهده حاليا في المزيد من البناء الاستيطاني والاستيلاء على الاراضي وشق المزيد من الطرق".
وأشار دغلس الى أن المستوطنين بدأوا بترسيم حدود الدولة اليهودية؛ بعد الضوء الأخضر من قبل الادارة الاميركية والاعلان عن "صفقة القرن"، واستغلال الفرصة قبل خسارة نتنياهو المتوقعة في الانتخابات المقبلة، بعد فشله في تشكيل الحكومة لمرتين.
وأكد أن حكومة الاحتلال تحاول جاهدة السيطرة على المزيد من أراضي الفلسطينيين، خاصة في المناطق المصنفة "ب"، وحرمان الفلسطينيين البناء فيها، وتعزيز الاستيطان ومد البؤر الاستيطانية بالخدمات، موضحا أن جرافات الاحتلال شرعت بشق الطريق الاستيطاني "التفافي حوارة"، الذي يصل طوله الى سبعة كيلومترات، وسيتم الاستيلاء على نحو 406 دونمات من أراضي سبع قرى جنوب نابلس، وقبلها شق طريق يربط مستوطنات جنوب نابلس بالأغوار بطول 8 كم.
مجموعات شبابية فلسطينية اطلقت دعوات لاقامة صلاة الجمعة فوق اراضي جبل العرمة شمال شرق بيتا جنوب نابلس، تزامنا مع اعلان المستوطنين اقتحام هذه الاراضي، ولاسقاط مشروع "صفقة القرن".
الناشط في المقاومة الشعبية في قصرة، عبد العظيم وادي، أكد أن العمل الجماهيري والشعبي والتواجد في الأراضي المهددة؛ هو ما سيسقط اطماع المستوطنين ويوقف زحفهم نحوها، بعد الضوء الاخضر من قبل الادارة الاميركية واعلانها عن "صفقة القرن".
وقال وادي: "إن المستوطنين يصعدون من محاولات البناء خاصة على امتداد خط "آلون" من شرق رام الله وجنوب نابلس وصولا الى الاغوار، ببناء المزيد من البؤر الاستيطانية التي تبدأ بالخيام لتصبح بعد ذلك مستوطنة، كما حدث قبل ايام، حيث وضعوا خياما على احدى التلال بين بلدات المغير ودوما وقصرة، وقبلها عنما حاولوا بناء بؤرة استيطانية في العام 2011 اطلق عليها اسم "علي عين"، وجرى اخلاؤها بعد قرار من المحكمة وكان الرد قيامهم بحرق احد المساجد في قرية قصرة".
وأضاف نلحظ انتشارا واسعا للمستوطنين على شكل مجموعات خاصة في ساعات الظلام، بعد اقتلاع آلاف اشجار الزيتون التي زرعها المواطنون في اراضي المواطنين جنوب نابلس.

يشار الى أن حكومة الاحتلال باشرت بشق طرق كبرى تربط عددا من المستوطنات ببعضها البعض وصولا الى الاغوار، اضافة الى شق طريق "التفافي حوارة"، وذلك يندرج تحت خطة يغئال ألون، وزير العمل في الحكومة الإسرائيلية في العام 1967؛ التي تهدف الى تقطيع اوصال الضفة الغربية وتعزيز سياسة الفصل.
أحدث أقدم