
*
كانت راشيل كوري عضوا في حركة التضامن العالمية (ISM) وسافرت لقطاع غزه بفلسطين المحتلة أثناء انتفاضة 2000 حيث قتلت
بطريقة وحشية من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي عند محاولتها إيقاف جرافة عسكرية
تابعة لقوات الاحتلال كانت تقوم بهدم منازل لفلسطينيين في مدينة رفح جنوب قطاع
غزة.
عرفت
كوري منذ صغرها بانحيازها للمظلومين وبحبها للسلام، وبدفاعها عن حقوق الفلسطينيين
في العيش بسلام والاعتراف بدولتهم، وبثت العديد من الرسائل المصورة التي تتحدث
خلالها عن انتهاكات سلطات الاحتلال الاسرائيلي بحق هذا الشعب الفلسطيني.
*
في ذلك اليوم الـ16 من مارس/ آذار، ارتدت الناشطة سترتها البرتقالية واعترضت إحدى
الجرافات الإسرائيلية ممسكة بمكبر صوت في محاولة لمنعها من هدم بيت مواطن
فلسطيني وتجريف الأراضي الزراعية بحي
السلام بمدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
*
شهود عيان (متضامنون وصحافيون أجانب كانوا يغطون عملية هدم منازل المواطنين
الفلسطينيين التعسفية) اكدوا في شهاداتهم أن سائق الجرافة الإسرائيلية تعمد دهس
راشيل والمرور على جسدها بالجرافة مرتين أثناء محاولتها لإيقافه قبل أن يقوم بهدم
منزل لمدنيين. في حين يدعي الجيش الإسرائيلي أن سائق الجرافة لم يستطع رؤية راشيل.
*
مما جاء في رسالتها الأخيرة التي أرسلتها لأهلها في الولايات المتحدة قبل
استشهادها: " أعتقد أن أي عمل أكاديمي أو أي قراءة أو أي مشاركة في مؤتمرات
أو مشاهدة أفلام وثائقية أو سماع قصص وروايات لم تكن لتسمح لي بإدراك الواقع هنا،
ولا يمكن تخيل ذلك إذا لم تشاهده بنفسك، وحتى بعد ذلك تفكر طوال الوقت بما إذا
كانت تجربتك تعبر عن واقع حقيقي".
وكأنها
كانت تريد شيئاً أكثر من وجودها ونشاطها مع "هيئة التضامن من أجل
الشعوب" داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة. كأنها كانت تعتقد أن استشهادها
سيؤكد للعالم معنى المأساة التي يعيشها الفلسطينيون ومعنى التعذيب اليومي الذي
تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلية عليهم.

وبررت
المحكمة المركزية في حيفا قرارها برد الدعوى المقدمة من عائلة راشيل كوري -التي
دهستها جرافة إسرائيلية من الحجم الضخم بالزعم:" ان راشيل هي التي
"ورطّت نفسها في الحادث".
وقال
القاضي أن راشيل كوري فتاة يهودية قدمت من الولايات المتحدة للتضامن مع الشعب الفلسطيني،
وقد أدخلت نفسها في "حالة خطيرة" يوم حاولت الدفاع عن بيت في رفح تقرر
هدمه، ووقفت في وجه جرافة الاحتلال.