
والأنكى
أن يجد هذا اليمين الاستعماري الدعم والتشجيع من الادارة الأميركية التي دعا
سفيرها لدى اسرائيل، ديفيد فريدمان، حكومة الاحتلال للمسارعة الى ضم أجزاء من
الضفة الغربية متعهدا ان الولايات المتحدة ستدعم هذا الضم وانها لا تشترط على
اسرائيل الموافقة على قيام دولة فلسطينية مقابل دعمها للضم، وذلك في تصريحات ادلى
بها خلال مقابلة شاملة مع صحيفة اليمين الاسرائيلي «اسرائيل اليوم» وتنشر كاملة
اليوم.
إن
ما يجب ان يقال هنا لهذا اليمين الاستعماري وداعميه في الادارة الاميركية أمثال
فريدمان وغيره اولا انهم يطلقون مواقف ويتخذون قرارات بشأن أراض لا يحق لهم
التصّرف بها لا لجهة الضم ولا لدعم هذا الضم، وأي موقف أو خطوة أو قرار بهذا
الاتجاه يبقى غير شرعي وباطل سواء في نظر المجتمع الدولي أو الشعب الفلسطيني الذي
لن يقف مكتوف الايدي بالتأكيد إزاء استمرار هذا النهب الاستعماري وهذه الغطرسة
الاحتلالية وهذا الولاء الاميركي للاحتلال والتوسع والعنصرية.
كما
أن ما يجب ان يقال ان على فريدمان وإدارته ان يفهما ان احتلال اراضي الغير بالقوة
الغاشمة ومحاولة تكريس الاحتلال غير المشروع وتجاهل الحقوق المشروعة لشعب بأكمله
هو منطق استعماري عفا عليه الزمن لا تقبل به الشعوب المتحضرة التي عبرت عن ذلك عبر
الامم المتحدة بمواثيقها وقراراتها وإعلاناتها برفض كل اشكال الاستعمار معلنة عهدا
جديدا للبشرية.
إن
ما يجب ان يفهمه بينيت وفردمان وأمثالهما ان شعبنا الفلسطيني الصامد المناضل من
اجل حقه في الحياة والحرية مدعوما بالغالبية الساحقة من دول وشعوب العالم، سيواصل
نضاله الدؤوب لانتزاع حقوقه المشروعة وفي مقدمتها حقه في انهاء هذا الاحتلال
الاسرائيلي البشع وتحرير اراضيه واقامة دولته المستقلة على كامل ترابه الوطني
وعاصمتها القدس.
وإذا
كانت الادارة الاميركية والاحتلال الاسرائيلي فضّلا العزلة عن المجتمع الدولي
قاطبة وعن الشرعية الدولية وقراراتها فعليهما ان يدركا ان وصمة عار ستظل تلاحق كل
من يتنكر لحقوق الشعوب في تقرير مصائرها وفي مقدمتها شعبنا الفلسطيني ويواصل
العدوان على حقوق وأراضي الغير، ولن يشفع له تشدّقه بالديمقراطية وحقوق الإنسان
ومبادىء الحرية التي داستها الادارة الاميركية والاحتلال الاسرائيلي الذي تدعمه
منذ وقت طويل.