أكد
تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف"، ومؤسسة إنقاذ الطفل، أن
جائحة كورونا المستجد "كوفيد-19" لا تهدد حاضرنا فحسب، بل أجيال
المستقبل.
وسلّط
التقرير الضوء على المشقّات المالية التي تتسبب بها الجائحة وتداعياتها على
الأطفال خاصة في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل.
وحذر
التقرير من احتمالية أن تدفع التداعيات الاقتصادية للجائحة ما يصل إلى 86 مليون
طفل إضافي إلى الفقر بحلول نهاية 2020، وهو ارتفاع بنسبة 15%، ويصل عدد الأطفال
الإجمالي ممن يعيشون تحت خط الفقر في البلدان منخفضة ومتوسط الدخل إلى 672 مليون
مع نهاية العام، أي أن نحو ثلثي هؤلاء الأطفال يعيشون في جنوب الصحراء الكبرى
وجنوب آسيا.
وحول
منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والتي تضمّ أكبر عدد من الأطفال المحتاجين بسبب
النزاع، أوضح التقرير أنه لديها أعلى معدل بطالة بين الشباب، في حين أن نحو نصف
الأطفال في المنطقة يعيشون في فقر متعدد الأبعاد، أي أنهم لا يحصلون على الرعاية
الصحية والتعليم أو التغذية المناسبة أو السكن اللائق.
وبالنسبة
للأطفال الذين يعيشون في البلدان التي تأثرت بالفعل بالنزاع والعنف، فإن تأثير هذه
الأزمة سيزيد من خطر عدم الاستقرار ووقوع الأسر في الفقر المدقع.
وقالت
المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسيف هنرييتا فور: إن الجائحة تسببت في أزمة
اجتماعية واقتصادية غير مسبوقة، تستنزف الموارد التي تعتمد عليها العائلات في جميع
أنحاء العالم.
وأضافت:
"يهدد حجم وعمق الصعوبات المالية بين العائلات بتراجع سنوات من التقدم في
الحد من فقر الأطفال ويحرم الأطفال من الخدمات الأساسية"، مشددة على أنه بدون
تضافر للجهود، فإن العائلات التي بالكاد تتدبر حياتها يمكن أن تنزلق في براثن
الفقر ومستويات من الحرمان لم نشهدها منذ عقود
وحذرت
كل من مؤسسة إنقاذ الطفل واليونيسف من تأثير الأزمة الاقتصادية العالمية الناجمة
عن الجائحة، وسياسات الاحتواء ذات الصلة. وأوضحت المنظمتان أن خسارة الدخل المباشر
يعني أن الأسر غير قادرة على تحمل تكاليف الأساسيات، من بينها شراء الطعام والماء،
وتقل قدرة الأسر على الحصول على الرعاية الصحية أو التعليم، وتصبح أكثر عرضة لزواج
الأطفال والعنف والاستغلال والإساءة.
وأشار
التقرير إلى أنه بالنسبة للأسر الفقيرة، فإن عدم الحصول على خدمات الرعاية
الاجتماعية أو التعويض يحدّ من قدرتها على الالتزام بتدابير الاحتواء والتباعد
البدني، وبالتالي يزيد من تعرّضها للعدوى.
وقالت
مديرة مؤسسة إنقاذ الطفل إنغر آشينغ: إن الآثار الفظيعة لجائحة كوفيد-19 على الدخل
والمستوى الاقتصادي ستؤثر بشدة على الأطفال، مضيفة: "إذا تحرّكنا اليوم وبشكل
حاسم، فبإمكاننا أن نمنع ونحتوي تهديد الجائحة الذي يحدّق بالدول الأفقر وببعض من
أشد الأطفال ضعفا. يجب أن يكون هذا التقرير بمثابة صحوة للعالم، الفقر ليس حتميا
للأطفال".
وقبل
الجائحة، لم يحصل ثلثا الأطفال حول العالم على أي شكل من أشكال الحماية
الاجتماعية، ما جعل من المستحيل على الأسر تحمّل الصدمات المالية عندما تعصف بها،
الأمر الذي يعزز الحلقة المفرغة للفقر بين الأجيال. ويحصل 16% فقط من الأطفال في
أفريقيا على الحماية الاجتماعية وفق التقرير.
وتطرق
تقرير المنظمتين إلى الفقر متعدد الأبعاد، إذ أن مئات الملايين من الأطفال لا
يحصلون على الرعاية الصحية والتعليم أو التغذية المناسبة أو السكن اللائق، ويرى
التقرير أن ذلك هو في أغلب الأحيان انعكاس للاستثمارات غير العادلة التي تقدمها
الحكومات في مجال الخدمات الاجتماعية.
ولمعالجة
وتخفيف تأثير فيروس كـورونا على الأطفال الذين يعيشون ضمن أسر فقيرة، دعت منظمتا
إنقاذ الطفل واليونيسف إلى توسع سريع وواسع النطاق في أنظمة وبرامج الحماية
الاجتماعية، بما في ذلك التحويلات النقدية والوجبات المدرسية واستحقاقات الأطفال،
وتقديم كل الاستثمارات الحاسمة التي تعالج الاحتياجات المالية العاجلة، ووضع
الأساس للبلدان للاستعداد للصدمات المستقبلية.
وحثّت
المنظمتان الحكومات على الاستثمار في أشكال أخرى من الحماية الاجتماعية والسياسات
المالية والتوظيف والتدخلات في سوق العمل لدعم الأسر.