Adbox


 وفا- على مقربة من منازل المواطنين في بلدة دير بلوط غرب مدينة سلفيت، تعاني أكثر من 20 عائلة موزعة على 50 منزلاً، من مياه الصرف الصحي المتدفقة من مستوطنة "ليشم" التي أقيمت على جبل مطل على البلدة من الجهة الشرقية، ضمن المنطقة المعروفة بباب المرج.

خلال موسم قطف الزيتون تزداد معاناة الأهالي في الوصول إلى أراضيهم الغارقة بالمياه العادمة، والتي يتعمد الاحتلال الإسرائيلي أن يفتحها خلال موعد القطاف من كل عام.

وقال المواطن داود عبد الله، لـ"وفا": يوجد في المنطقة مئات أشجار الزيتون المعمرة يعتمد عليها الأهالي لتأمين مؤونتهم السنوية من زيت الزيتون، تضررت جميعها من المياه العادمة، وأصبح من المستحيل جني ثمارها خلال هذا العام بفعل الروائح الكريهة والتربة الملوثة.

وأضاف عبد الله، تبعد سيول المياه العادمة عن منازلنا حالياً 50 متراً فقط، ومع قدوم فصل الشتاء تزداد الروائح الكريهة وتغرق منازلنا، وقد يصل الضرر إلى أكثر من 800 شجرة زيتون.

"أجدادنا زرعوا الأشجار وقاموا بالعناية بها، وإنتاجها السنوي يكفي لكل العائلة، حتى جاء الاحتلال والمستوطنون فدمروا الأرض وأحرقوا الأشجار والتي كان آخرها قبل نحو أسبوع، حيث قام المستوطنون بحرق 16 شجرة زيتون، و10 أشجار لوز" قال المزارع مِعرّف افتيح (58 عاماً)، مضيفا أن معاناتهم مع مستوطنة "ليشم" بدأت منذ التسعينات، عند قيام قوات الاحتلال بمصادرة أراضيهم واقتلاع مئات اشجار الزيتون المعمرة، وضمها للمستوطنة لصالح إنشاء طرق التفافية للمستوطنين وإقامة وحدات استيطانية.

مدير مكتب سلطة جودة البيئة في محافظة سلفيت مروان أبو يعقوب، ذكر أن كافة المستوطنات المقامة على أراضي محافظة سلفيت تحتوي على شبكات صرف صحي "مجاري" ولا يوجد محطات تنقية خاصة بها، بالتالي يتم ضخ مياه الصرف الصحي من المستوطنات إلى الأودية وأراضي المواطنين المجاورة، موضحا أنه في الكثير من الحالات يتم انسداد مناهل الشبكات أو فتحها بشكل متعمد، وبالتالي يتم إغراق الأراضي الزراعية والمشجرة بالزيتون، وذلك للحيلولة دون قطف ثمارها وموت الأشجار.

وعن الآثار البيئية الناتجة، شدد أبو يعقوب، على أن هناك سياسة استيطانية ممنهجة لتخريب الأراضي الزراعية والغطاء النباتي والتنوع الحيوي.

أمين سر حركة فتح اقليم سلفيت عبد الستار عواد، أشار من جانبه إلى أن المنطقة تتعرض للعديد من الانتهاكات اليومية، من هدم الغرف الزراعية وحرق أشجار الزيتون واغلاق المحال التجارية المقامة على الشارع الرئيسي.

وأكد عواد على ضرورة التدخل من كافة جهات الاختصاص لوقف هذه الانتهاكات التي تصب في مصلحة المستوطنين في السيطرة على آلاف الدونمات الزراعية.

وبحسب  معهد الأبحاث التطبيقية - أريج، فإن بلدة دير بلوط تشتهر بزراعة الخضراوات البعلية، وخاصة الفقوس والبامية والثوم والقمح والزيتون، ويوجد فيها نبع ماء يقع في وادي العين في الجزء الجنوبي من البلدة، ويعتمد السكان على مياه الشركة القطرية وآبار تجميع مياه الأمطار، فيما يلتهم جدار الضم والتوسع العنصري مساحات شاسعة من أراضي البلدة الغربية، بينما ساهمت مستعمرات (ليشم، وبدوئيل، وعيلي زهاف) في عزل البلدة عن محيطها الفلسطيني من الجهة الشرقية، مما أصبح يشكل تهديداً حقيقياً على الوجود الفلسطيني في المنطقة كلها.

الجدير بالذكر أن مستعمرة " ليشم" قد أقيمت في أيلول 2013، على أراض بلدتي كفر الديك، ودير بلوط،  وجرى تجريف ما لا يقل عن 240 دونماً من أراضي المنطقة، تحديداً ضمن منطقة دير سمعان الأثرية، ويوجد بها ما يزيد عن 56 وحدة سكنية استعمارية.

أحدث أقدم