جريدة القدس - حديث
القدس/ إعلان رئاسة الوزراء أمس الاول عن اعتماد مشاريع بقيمة 5.7 مليون دولار
لصالح عدد من المؤسسات والجمعيات الخيرية في القدس المحتلة، في مجالات الصحة
والثقافة والتنمية والتعليم، بتمويل من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي
والاجتماعي في الكويت، بالرغم من أهميته، إلا انه يشكل نقطة في بحر من احتياجات
المدينة التي تواجه عمليات تهويد وأسرلة وتزييف لتاريخها العربي والاسلامي من خلال
ما يقوم به الاحتلال من اجراءات على الارض، ضارباً بعرض الحائط بكل القرارات
الدولية التي تعتبر المدينة محتلة.
ونقول
يعتبر هذا المبلغ رغم اهميته، جزءا يسيراً، لا يقاس بالمبالغ الطائلة التي ترصدها
حكومة الاحتلال وبلدية القدس، من أجل تغيير طابع المدينة، وطمس معالمها وتحويلها
الى يهودية تحت مزاعم مختلفة.
وقد
زاد الانفاق على تحويل المدينة الى يهودية في أعقاب اعتراف الادارة الاميركية
بالمدينة عاصمة لدولة الاحتلال متحدية بذلك جميع قرارات الامم المتحدة سواء قرارات
الجمعية العامة للمنظمة الدولية أو مجلس الامن الدولي الذي باتت قراراته حبراً على
ورق، لأنه لا يستطيع تنفيذها على الارض، بسبب هيمنة الولايات المتحدة الاميركية
عليه التي تحول دون تنفيذه للقرارات، خاصة المتعلق منها بالقضية الفلسطينية.
ولمواجهة
ما تقوم به دولة الاحتلال من اجراءات وخطوات تهويدية وأسرلة للمدينة، فإنه يقع على
الجانب الفلسطيني ككل ليس فقط اعتماد وتنفيذ مشاريع بمبالغ باهتة، بل عليه مسؤولية
اقامة وتنفيذ مشاريع كبرى تحول دون تهويد المدينة المقدسة والتي تضم المسجد الاقصى
المبارك مسرى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واولى القبلتين وثاني المسجدين وثالث
الحرمين الشريفين.
فالتمسك
بالقدس واعتبارها عاصمة الدولة الفلسطينية القادمة لا محالة، يتطلب اغداق الاموال
على المشاريع التي تساعد اهلها على الصمود في وجه عمليات القمع والعدوان التي تقوم
بها قوات الاحتلال وقطعان مستوطنيه، بهدف ارغامهم على ترك مدينتهم التي تضم أيضاً
كنيسة القيامة والكثير من الاماكن الدينية الاسلامية والمسيحية.
كما
يتطلب تقديم الدعم المادي والمعنوي لأهل المدينة الذين يتصدون بصدورهم العارية
لإجراءات واعتداءات الاحتلال التي تتواصل وتتصاعد يومياً.
فصمود
المقدسيين في المدينة هو الذي يحول دون نجاح المخططات الاحتلالية في تهويدها
وتغيير وطمس معالمها، ويحول دون اقامة الهيكل المزعوم مكان المسجد الاقصى المبارك
الذي تجري محاولات هدمه من خلال الحفريات أسفله وفي محيطه والتي باتت تهدده بصورة
جدية لا يمكن السكوت عليها أو الاكتفاء بإصدار بيانات الشجب والاستنكار.
فحتى
تبقى القدس عربية واسلامية فإنها تتطلب انفاق المليارات عليها فهي ليست فلسطينية
فقط بل هي عربية واسلامية الامر الذي يتطلب من هذه الدول دعمها بالمليارات وليس
بمبالغ بسيطة بين الحين والآخر.
فالاحتلال
ينفق مليارات الشواكل ويتلقى الدعم المادي من يهود وصهاينة العالم، ونحن نتلقى
بضعة ملايين لا يمكنها ان تساعد في صد الاحتلال عن اجراءاته.
صحيح
ان المقدسيين يتصدون لمحاولات النيل من الاقصى وسواه، ولكن هذا التصدي يحتاج للدعم
والمساندة على كافة المستويات لكي لا تضيع القدس وعندها لا ينفع الندم.