جريدة
القدس - حديث القدس/ بات من الضروري الآن التعجيل في إنهاء الانقسام المدمر وتحقيق
مصالحة حقيقية، خاصة بعد نجاح بايدن في انتخابات الرئاسة الأميركية، وتأييده لحل
الدولتين لشعبين، وفق الرؤية الدولية المتمثلة بالرباعية الدولية، وقرارات الأمم
المتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
فليس
من المقبول ولا المعقول الابقاء على هذا الانقسام في ضوء التطورات على الصعيدين
الأميركي والعالمي، الذي تنفس الصعداء في أعقاب فوز بايدن في انتخابات الرئاسة
الأميركية وتصريحاته بالعمل على اعادة امريكا لعلاقاتها واتفاقاتها مع دول العالم،
التي ألغاها وانسحب منها الرئيس الحالي دونالد ترامب.
فحلّ
الدولتين لشعبين يتطلب من الجانب الفلسطيني أن يكون موحدا على الصعيدين السياسي
والجغرافي، حتى لا نظهر أمام العالم وان لنا قيادتين، لأن من شأن ذلك عدم تحقيق
أية انجازات لشعبنا، خاصة وان دولة الاحتلال تلعب على مسألة الانقسام وتعمل بكل
الوسائل من أجل الإبقاء عليه لتزعم أمام العالم، بأنه لا توجد قيادة موحدة للشعب
الفلسطيني، الأمر الذي يعني حسب ادعاءاتها ان الشعب الفلسطيني لا يستحق دولة، وانه
غير مؤهل لذلك.
كما
أن شعبنا مل من الاجتماعات واللقاءات والتصريحات حول قرب انهاء الانقسام، وإعادة
اللُّحمة للساحة الفلسطينية، في حين انه لا يرى أي شيء، يتم تحقيقه على أرض الواقع،
بل أن المواقف بين الطرفين تزداد تباعدا نظرا لعدم تغليب المصلحة الوطنية العليا
على المصالح الشخصية والحزبية.
ولذا،
فإن شعبنا أصبح لا يأخذ هذه التصريحات عن قرب المصالحة الوطنية محمل الجد، وبات
على قناعة تامة، بأن المصالح الحزبية والشخصية، هي وراء مواصلة الانقسام، وعدم
تحقيق الوحدة الوطنية التي هي السبيل الوحيد لمواجهة التحديات والانتصار عليها،
والتي هي أيضا الطريق نحو الضغط على الرئيس الأميركي المنتخب من أجل الوفاء
بتصريحاته ووعوده بشأن حل الدولتين والضغط على دولة الاحتلال لوقف اجراءاتها
وممارساتها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، في محاولة منها لمنع إقامة دولة
فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967م.
إن
الظروف السابقة قد تغيرت بانتخاب بايدن رئيسا للولايات المتحدة، الأمر الذي يدعو
طرفي الانقسام الى استغلال ذلك واستعادة الوحدة الوطنية للتحدث أمام العالم بلسان
واحد، خاصة أمام الادارة الأميركية الجديدة.
صحيح
اننا لا نتوقع الكثير من إدارة الرئيس بايدن، إلا انه يمكننا دعوته والطلب منه
الضغط على دولة الاحتلال من أجل تحقيق حل الدولتين، لأن ذلك هو السبيل الوحيد
لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، وبدون ذلك فإن المنطقة والعالم سيبقيان على
فوهة بركان قابل للانفجار في أية لحظة.