Adbox



جريدة القدس - حديث القدس/ المبادرة الصينية لتحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، والتي أعلن عنها يوم الخميس الماضي ونشرتها «ے» في عددها الصادر يوم الجمعة هي مبادرة تنم عن حرص الصين الشعبية على إخماد بؤر التوتر المتصاعدة في المنطقة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي لم يقم المجتمع الدولي منذ نشوئها على حلها، رغم ان الأمم المتحدة جرى انشاؤها من أجل حل الصراعات بالطرق السلمية، وليس بالحروب والدمار الذي عانت منها شعوب العالم قاطبة خاصة الحربين العالميتين الأولى والثانية، حيث اثارهما ما زالا حتى اليوم.

فالصين هي دولة كبرى رائدة، وهي من خلال هذه المبادرة وغيرها من المبادرات الأخرى على اصعدة مختلفة، ترى ان الأوضاع في الشرق الأوسط على حافة الانفجار بسبب عدم ايجاد حل عادل وعاجل للقضية الفلسطينية، بسبب تقاعس المجتمع الدولي عن تنفيذ قرارات الأمم المتحدة ذات العلاقة والصلة بالقضية الفلسطينية، خاصة وان تداعيات القضية الفلسطينية لها انعكاسات ليس فقط على منطقة الشرق الأوسط، بل على العالم قاطبة الذي سيطاله اي انفجار في المنطقة.

كما ان جميع بؤر التوتر في المنطقة هي نتيجة حتمية لعدم ايجاد حل حتى الآن للقضية الفلسطينية، وأن الصين أدركت وتدرك من خلال مبادرتها الخلاّقة ان حل القضية الفلسطينية هو الطريق الوحيد لحل جميع بؤر التوتر في الشرق الأوسط، وان استمرار عدم حلها سيؤدي عاجلا أم آجلا الى تفجر الوضع في الشرق الأوسط والى تهديد الأمن والسلم العالميين، الأمر الذي دعاها لطرح مبادرتها قبل أن تنفجر الأوضاع وعندها لا يمكن التكهن بنتائج هذا الانفجار أو حتى الانفجارات وكذلك عدم التكهن بامكانية السيطرة عليه، وعدم تفجره من جديد ما دامت الأسباب قائمة.

وقد جاء الترحيب الفلسطيني بهذه المبادرة مباشرة ليدلل على ان شعبنا وقيادته هي مع السلام العادل والدائم والذي يعيد الحقوق الوطنية الثابتة لشعبنا بما فيها حق العودة وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.

ومن هنا فإن على المجتمع الدولي تبني هذه المبادرة الى جانب مبادرة الرئيس محمود عباس بعقد مؤتمر دولي للسلام في المنطقة وتجسيد الرؤية بحل الدولتين والذي أكدته المبادرة الصينية، والضغط على دولة الاحتلال من أجل احترام الارادة الدولية في ايجاد حل عادل ودائم وشامل للقضية الفلسطينية التي هي أم القضايا في المنطقة.

أحدث أقدم