"القدس" دوت كوم - رصد مركز فلسطين لدراسات الأسرى،
إقدام سلطات الاحتلال على تنفيذ 1300 حالة اعتقال بحق فلسطينيين خلال الربع الأول
من العام الجاري.
وقال
المركز في تقرير له، الأحد، إن سلطات الاحتلال صعدت خلال العام الحالي من سياسة
الاعتقالات التي تنفذها بحق الفلسطينيين، واستهدفت كل شرائح وفئات الشعب، مع
التركيز على القيادات الوطنية والإسلامية خاصةً بعد الإعلان عن تنظيم الانتخابات
التشريعية.
واعتبر
رياض الأشقر مدير المركز أن الاعتقالات أضحت استنزافًا للشعب الفلسطيني، وأداة من
أدوات القمع التي يلجأ إليها الاحتلال لمحاربته، والتأثير على مقاومته، فلا تكاد
تمر ساعة إلا وينفذ الاحتلال خلالها عملية اعتقال لأحد المواطنين أو أكثر، وفي بعض
الأيام تكون حالات الاعتقال بالعشرات.
وبين
الأشقر أن حالات الاعتقال بين الأطفال ما دون 18 عامًا، خلال الربع الأول من العام
الجاري وصلت إلى (230) حالة، غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة بعضهم جرحى، إضافة
لاعتقال أطفال مرضى يحتاجون إلى رعاية طبية مستمرة.
وبلغت
حالات الاعتقال بين النساء (30) حالة غالبيتهم من مدينة القدس المحتلة، بينهن عدد
من المرابطات، وتم إطلاق سراحهن بعد إبعادهن عن المسجد الاقصى.
بينما
شهد قطاع غزة في نفس الفترة من العام 16 حالة اعتقال، 14 منها لشبان اقتربوا من
الحدود الشرقية وأطلق سراح غالبيتهم بعد التحقيق معهم.
فيما
استمر الاحتلال في استغلال حاجز بيت حانون/ايرز كمصيدة للفلسطينيين، واستغلال
حاجتهم الإنسانية للمعبر سواء للعلاج أو التجارة، حيث اعتقل الشاب ولاء الرفاعي 35
عامًا، من مخيم المغازي، خلال توجهه لمستشفى المقاصد بالقدس لإجراء عملية جراحية
لزوجته التي تعاني من سرطان في الدماغ، واعتقل المواطن كرم أبو حدايد، من سكان
خانيونس خلال إجراء مقابلة مع مخابرات الاحتلال.
وأشار
الأشقر إلى أن الاحتلال نفذ حملة اعتقالات واسعة منذ بداية العام الجاري استهدفت
القيادات الوطنية والإسلامية إضافة الى مداهمة منازل آخرين وتوجيه تهديدات لهم
بشكل واضح بعدم المشاركة في الانتخابات التشريعية القادمة.
ولفت
مدير مركز أسرى فلسطين للدراسات، إلى أن الحدث الأبرز خلال الربع الأول من العام
الجديد هو انتشار فيروس كورونا بين الأسرى بشكل كبير، وارتفاع أعداد الأسرى
المصابين من 140 أسيرًا نهاية العام الماضي، إلى 368 أسيرًا حتى نهاية مارس/ آذار،
وذلك نتيجة استهتار الاحتلال بحياة الأسرى وعدم اتخاذ الإجراءات الكفيلة بمنع
انتشار جائحة كورونا بين الأسرى أو الحد منها.
ونوه إلى أن نفس الفترة شهدت تدهور صحة عدد من الأسرى إلى حد الخطورة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد بحقهم، وتم نقل بعضهم إلى مستشفيات الاحتلال أبرزهم الأسير جمال عمرو (49 عامًا) من الخليل، والذي يعاني من ورم سرطاني في الكبد والكلى، ومشاكل في الأعصاب، والأسير معزوز بشارت (45 عامًا) من طوباس، والذي يعانى من آلام حادة في الظهر ولا يستطيع المشي، والأسير إبراهيم غنيمات (42 عامًا) من الخليل، والذي يعانى من انسداد في الشرايين وضعف عضلة القلب، ويحتاج لتركيب بطارية للقلب بشكل عاجل، إلى جانب أسرى آخرين.
بينما
شهدت هذه الفترة استشهاد الأسير المحرر محمد صلاح الدين 20 عامًا من بلدة حزما
قضاء القدس نتيجة معاناته من مرض السرطان الذى أصيب به خلال اعتقاله لدى الاحتلال،
حيث كان يقضى حكمًا بالسجن لمدة عامين، وبعد مرور 14 شهرًا على اعتقاله تراجعت
صحته بشكل كبير، واضطر الاحتلال لنقله إلى مستشفى الرملة حيث تبين أنه مصاب بمرض
السرطان في النخاع في مرحلة متقدمة نتيجة عدم رعايته أو إجراء فحوصات عاجلة له.
وقد
أطلق الاحتلال سراحه بعد مرور 16 شهرًا على اعتقاله بشكل استثنائي بعد تراجع وضعه
الصحي بشكل كبير نتيجة تغلغل مرض السرطان في جسده، وفشلت كل محاولات علاجه إلى أن
استشهد بعد 4 أشهر من اطلاق سراحه.
وأصدرت
محاكم الاحتلال (280) قرارًا إداريًا خلال الربع الأول من العام الجاري ما بين
جديد وتجديد من بينها (201) قرار تجديد اعتقال إداري لفترات إضافية تمتد ما بين
شهرين إلى 6 أشهر، ووصلت إلى (5) مرات لبعض الأسرى، بينما (79) قرارًا اداريًا
صدرت بحق أسري لأول مرة، معظمهم أسرى محررين أعيد اعتقالهم.