"الأيام": كُشف النقاب، أمس، عن شروع سلطات الاحتلال بتنفيذ
مشروع استيطاني في الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، في الوقت الذي شنّت فيه قوات
الاحتلال حملة هدم واسعة في بلدة يعبد طالت منشآت تجارية وخزانات مياه زراعية،
وواصلت عمليات التجريف في أراضي قرية كيسان، تزامن ذلك مع تصعيد المستوطنين
اعتداءاتهم في القرية نفسها، وأقدموا خلالها على التنكيل بمواطن وأبنائه وزراعة
أشجار ونصب أعمدة كهرباء في أراضيها تمهيداً للاستيلاء عليها، إلى جانب اقتحامهم
الموقع الأثري في بلدة سبسطية.
فقد
شرعت سلطات الاحتلال امس، بتنفيذ مشروع تهويدي يشمل ممرات وساحات ومصعداً لتسهيل
اقتحام المستوطنين للمسجد الإبراهيمي في الخليل.
ويهدف
الاحتلال إلى الاستيلاء على ما يقرب 300 متر مربع من ساحات المسجد ومرافقه، وقد تم
تخصيص 2 مليون شيكل حتى الآن لتمويل المشروع التهويدي.
وينفذ
المشروع التهويدي قسم الهندسة والإنشاءات بوزارة الدفاع الإسرائيلية وتحت إشراف ما
تسمى بـ"الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال، ومن المتوقع أن يستمر حوالى
ستة أشهر.
ويشمل
المشروع التهويدي إقامة ممر وطريق لتسهيل وصول المستوطنين مشاة وبسياراتهم إلى
المسجد الإبراهيمي، إضافة إلى جانب إقامة مصعد لذات الغرض.
ورفضت
محكمة الاحتلال في نيسان الماضي، طلباً فلسطينياً بتجميد بناء مصعد كهربائي في
المسجد الإبراهيمي.
وسبق
أن حصل المخطط على مصادقة السلطات القضائية، ورئيس الحكومة الإسرائيلية السابق
بنيامين نتنياهو.
ويهدد
المشروع الاستيطاني بوضع يد الاحتلال الإسرائيلي، على مرافق تاريخية قرب المسجد
الإبراهيمي وسحب صلاحية البناء والتخطيط من بلدية الخليل ومنحها لما تسمى
بـ"الإدارة المدنية" التابعة للاحتلال.
وفي
بلدة يعبد، جنوب غربي جنين، هدمت قوات الاحتلال منشآت تجارية وخزانات مياه زراعية،
في عملية أعقبها اندلاع مواجهات بين الأهالي وقوات الاحتلال والتي أطلقت قنابل
الصوت والغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابة عدد من المواطنين بحالات اختناق.
وقال
رئيس بلدية يعبد الدكتور سامر أبو بكر: إن قوات الاحتلال انتشرت في ساعة مبكرة
بشكل مكثف على المدخل الجنوبي للبلدة والمناطق المؤدية إلى حاجز "مافو
دوتان"، وشرعت بهدم المنشآت التجارية التي عرف من بين أصحابها المواطنون محمد
خالد عطاطرة، وعمر عبد الرازق زيد الكيلاني ومحمد الشاعر، إضافة إلى بركة وخزان
مياه.
وأكد
أبو بكر أن عملية الهدم هذه جاءت استمراراً لسياسات الاحتلال في تضييق الخناق على
المواطنين في بلدة يعبد، التي تعتبر بمثابة المنطقة الوحيدة التي توجد فيها
مستوطنات في محافظة جنين.
وزعمت
قوات الاحتلال، أن عملية الهدم تمت لعدم حصول أصحاب المنشآت المستهدفة على
التراخيص اللازمة، واعتدت بالضرب على عدد من الشبان على الحاجز، في وقت أكد فيه
شهود عيان أن الجنود أوقفوا المركبات المارة وفتشوها واعتدوا بالضرب على عدد من
المواطنين.
وأفادت
مصادر محلية، بأن المنشآت التجارية التي استهدفها جيش الاحتلال تقع على المدخل
الجنوبي لبلدة يعبد، مشيرة إلى أن عملية الهدم طالت خزان مياه يستخدم في ري
المحاصيل الزراعية على الشارع الواصل بين بلدتي يعبد وعرابة، يعود لمواطن من عائلة
الشاعر، مشيرة إلى أن عملية الهدم طالت ملحمة ومطعماً وبسطة.
وفي
قرية كيسان، شرق بيت لحم، واصلت قوات الاحتلال أعمال التجريف في أراضي المواطنين
المحيطة بمستوطنة "ايبي هناحل" المقامة على أراضي القرية من أجل
توسيعها.
وأفادت
مصادر محلية بأن جنود الاحتلال هاجموا أهالي القرية الذين حاولوا التصدي لعمليات
التجريف، ومنعوهم من الوصول إليها.
وفي
القرية نفسها، اعتدى مستوطنون بالضرب على مواطن وأبنائه.
وقال
نائب رئيس مجلس قروي كيسان أحمد غزال إن مجموعة من مستوطني "ايبي
هناحل"، اعتدوا بالضرب على المواطن حسين عبد الله عبيات وأبنائه، لدى وجودهم
في أرض استأجروها لفلاحتها وزراعتها، بمحاذاة المستوطنة المذكورة.
وأشار
إلى أن قوات الاحتلال حضرت إلى المكان، واحتجزت المواطن عبيات وأبناءه.
في
الإطار، أشار غزال إلى أن مستوطنين، استجلبوا اشجاراً كبيرة من الزيتون والصنوبر،
وزرعوها في منطقة جبلية غرب قرية كيسان، ونصبوا أعمدة كهرباء في المكان.
وأكد
أن قرية كيسان تتعرض لهجمة استيطانية تتمثل بالاستيلاء على أراضيها وشق طريق
استيطانية فيها، ومنع أصحابها من الوصول إليها وفلاحتها.
في
بلدة سبسطية، شمال نابلس، اقتحم مستوطنون، مساء، الموقع الأثري.
وقال
رئيس بلدية سبسطية محمد عازم: إن نحو 50 مستوطنا اقتحموا الموقع الأثري في البلدة،
بحماية جيش الاحتلال.
وأكد
عازم أن سلطات الاحتلال تصعد من هجماتها وانتهاكاتها بحق البلدة وإرثها التاريخي،
وتحاول فرض أمر واقع من خلال اقتحامات المستوطنين المتكررة.