Adbox

 


وفا - اجبرت الظروف الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، آلاف الشباب وخريجي الجامعات والكفاءات العلمية على النزوح عن الوطن والهجرة منه، حيث الموت والمغامرة في طريق بحثهم عن حياة أفضل.

تبددت أحلامهم بالعيش بحياة كريمة كباقي شباب العالم وذهبت أدراج الرياح، فلم يعد وطنهم يسكن فيهم ويسكنون فيه.. ولا بصيص أمل لمستقبل يعيشونه بكرامة.

أحمد عامر، شاب عشريني، يعمل ليل نهار من أجل جمع ثمن التنسيق لدخول معبر رفح وتوفير تكاليف السفر لبلد ما ، عله يجد فرصة عمل أفضل توفر له راتبا شهريا يعيش منه، بدلا من حياة الذل والقهر التي يعيشها.

احمد خريج هندسة مدنية، لكنه لم يعمل يوما بشهادته التي سهر الليالي من أجل الحصول عليها، فما أن تخرج حتى وجد كل الأبواب قد أوصدت في وجهه والبطالة قد غزت قطاع غزة المحاصر.

علي عويضة، لم يكن بأفضل حال من أحمد، فهو خريج تكنولوجيا معلومات بتقدير جيد جدا، ويعمل على بسطة لبيع السجائر، يقول إنه يعمل جاهدا للسفر لأي بلد يضمن له العيش بكرامة وبناء مستقبله واحلامه التي بددتها الظروف السيئة في القطاع من فقر وحصار وبطالة، وذهبت بها أدراج الرياح.

ويحلم عويضة، بغد أفضل يضمن له ولكل الخريجين والشباب في غزة حياة كريمة يمكنه من خلالها بناء مستقبله المجهول وتكوين أسرة أسوة بباقي أقرانه في جميع أنحاء العالم.

أما علاء عبد الغفور، فيشير إلى أنه ابتاع ذهب زوجته من أجل إنجاز معاملات السفر للخارج له ولزوجته وأولاده الثلاثة، بحثا عن فرصة عمل ومسكن آمن بعيدا عن الفقر والبطالة والجوع الذي خلفه الحصار والغلاء.

عبد الغفور، دعا إلى النظر بعين الرحمة والرأفة للشباب والخريجين في قطاع غزة، فهم يعيشون أسوأ مراحل حياتهم رغم أنهم عماد هذا الوطن ومعول بناءه.

"وفا" تواصلت مع الشاب ابراهيم الطويل، وهو خريج كلية تقنية، وقد سافر إلى تركيا بحثا عن لقمة عيش كريمة، ناشد الشباب المهاجرين والذين يعتزمون الهجرة، أن يكونوا اصحاب خبرة في مجال ما، ليتمكنوا من العمل، ذلك أن المهاجرين كثر وأصحاب المصالح والأعمال يتحكمون بهم وبرواتبهم.

وذكر أن عدد كبير من المهاجرين الشباب يهربون من بطالة إلى أخرى، بالكاد توفر لهم قوت يومهم من مأكل ومشرب ومكان للنوم، داعيا الشباب للبقاء في بلدهم فهم بين أهلهم وأحبابهم أفضل بألف مرة من العيش في الغربة.

وبالرغم انه لا توجد احصاءات رسمية فلسطينية حول عدد المهاجرين من قطاع غزة، الا أن تقارير صحفية كشفت النقاب عن 35 ألفاً تركوا غزة في 2018 بينهم 150 طبيباً.

ويبلغ عدد العاطلين عن العمل في قطاع غزة بنهاية الربع الثاني من العام الجاري 212 ألفا، ووصلت نسبة البطالة، بحسب إحصاءات رسمية، عند 45 بالمئة.

وتفرض اسرائيل حصارا على قطاع غزة منذ أكثر من 14 عاماً، ما أدى الى تدهور في جميع مناحي الحياة وخاصة الاقتصادية.

وكان قد أعلن أمس أن 11 فلسطينيا كانوا في على متن زورق غرق في بحر إيجه مقابل مدينة بودروم التركية، إلى جانب عدد من المهاجرين من تركيا الى اليونان، وتم التأكد أن ثمانية منهم بخير وتم انقاذهم.

سفير دولة فلسطين لدى تركيا فايد مصطفى، أفاد مساء اليوم الأحد، بأن الجهات التركية عثرت على جثة المواطن نصر الله الفرا، متوفيا على أحد شواطئ تركيا، وهو أحد المواطنين الثلاثة المفقودين على إثر حادث المركب.

وقال مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد الديك، إن الجهود متواصلة من أجل العثور على المفقودين الآخرين.

أحدث أقدم