Adbox

 


وفا- في الغرفة رقم 7 في قسم العظام داخل مستشفى رفيديا الحكومي، ينتظر المصابون الثلاثة محمود فرعون، ومجاهد صلاح، ومهدي حجي، من قرية برقة شمال نابلس، الدخول إلى غرف العمليات لإزالة الرصاصات الحية من أجسادهم.

وأصيب المواطنون الثلاثة برصاص الاحتلال مساء السبت، خلال المواجهات على مدخل قرية برقة شمال نابلس.

ويقول حجي (17 عاما) الطالب في الثانوية العامة لـ"وفا"، إنه كان بعيدا عن قوات الاحتلال عندما أصيب بالرصاص الحي أعلى مفصل كف القدم، قبل الساعة السابعة مساء، في إشارة إلى اطلاق الرصاص بالجملة على جميع من كان بالمكان، خصوصا الحي.

وفي التوقيت ذاته، أصيب شركاؤه في الغرفة فرعون (49 عاما)، بالرصاص الحي في القدم أيضا، ومجاهد صلاح (18 عاما)، برصاصة باليد.

وكأن قوات الاحتلال تعمدت إطلاق الرصاص الحي لإصابة المواطنين، حيث تحوي ثلاث غرف متجاورة في مستشفى رفيديا مصابي الرصاص الحي، خلال مواجهات برقة أمس.

ويشير رئيس مجلس قروي برقة جهاد صلاح الى أن 10 مواطنين أصيبوا بالرصاص الحي في أنحاء متفرقة من أجسادهم، و58 بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، و195 بالاختناق بالغاز المسيل للدموع، وتسعة مواطنين نتيجة السقوط والحروق خلال المواجهات يوم أمس. وقال إن القرية تشهد مواجهات مستمرة منذ عشرة أيام أصيب من خلالها مئات المواطنين.

ودعت كل من حركة "فتح"، وهيئة مقاومة الجدار والاستيطان، ولجنة التنسيق الفصائلي، للنفير العام والتصدي لمحاولة المستوطنين اقتحام أراضي برقة، ولبى النداء عدد كبير من المواطنين من المحافظات المجاورة، وتوافد المئات من أبناء شعبنا، مساء السبت، إلى القرية، لمساندة الأهالي والتصدي لاعتداءات الاحتلال ومستوطنيه.

وقال مسؤول ملف الاستيطان في شمال الضفة الغربية غسان دغلس إن اعتداءات المستوطنين على قرية برقة، واستهداف المنازل الآمنة ومحاولات إعادة بناء مستوطنة "حومش" المخلاة لن تثني شعبنا عن استمرار المواجهة والتصدي للمشاريع الاستيطانية في تلك المنطقة.

وشدّد عضو لجنة التنسيق الفصائلي في نابلس محمد دويكات على ضرورة صياغة برنامج عمل وطني ونضالي مستدام في الميدان للتصدي لقطعان المستوطنين المدعومين من حكومة الاحتلال ولكافة المشاريع الاستيطانية في محافظات الضفة.

ودعا دويكات للتواجد الدائم في الأراضي التي ينوي الاحتلال تحويلها إلى معسكر في برقة شمال نابلس وقرى أخرى، محذرا من خطورة دعوات المستوطنين المنظمة للاعتداء على تلك القرى واستهداف المواطنين وممتلكاتهم.

 وبحسب سكان القرية، فإن المستوطنين يخططون للعودة إلى "حومش"، البؤرة الاستيطانية المخلاة عام 2005 والاستقرار فيها، على حساب أراضيهم الخاصة.

وكانت مستوطنة "حومش" قد أقيمت عام 1978 على مساحة 700 دونم من أراضي المواطنين في قرية برقة، وتم الاستيلاء على هذه المساحة "لأغراض عسكرية".

وأخلت سلطات الاحتلال مستوطنة "حومش" عام 2005 بالتزامن مع الانسحاب من قطاع غزة، لكنها أبقت على موقع المستوطنة كمنطقة عسكرية مغلقة، ومنعت أهالي برقة من استعادة، أو استصلاح، أو زراعة أراضيهم الموجودة ضمن حدود المستوطنة.

ومن أجل شرعنة وجودهم وعودتهم، لجأ المستوطنون عام 2009 إلى إنشاء مدرسة دينية فوق أنقاض "حومش"، وبذلك لم تعد المستوطنة "المخلاة" مخلاة، اذ تقطنها منذ ذلك الوقت أسر متدينة ومتطرفة من المستوطنين، تقوم بمضايقة والاعتداء على المواطنين في كل فرصة تجدها.

أحدث أقدم