Adbox

 


الحياة الجديدة - كتبت الناشطة الإسرائيلية ضد الاحتلال يهوديت هارئيل مقال رأي باللغة العربية، هذا نصه:

منذ مطلع العام الجاري وحتى منتصف آذار (مارس) 2022 (أقل من 3 أشهر) قُتل 17 فلسطينيا، وتم تسجيل مقتل 3 آخرين السبت الماضي.

فقد أصيب 1757 فلسطينيا بجروح مطلع العام، وأُضيف تسعة آخرون منذ بداية الأسبوع الجاري، إنني أنفجر من هذه الأرقام، لا يستطيع القلب احتواء الألم، لقد عشت كل هذه السنوات منذ انتفاضة الأقصى مع الشعور بخيانة "اليسار الصهيوني" للشركاء الفلسطينيين، الذين انطلقنا معهم في الكفاح من أجل السلام في أواخر الثمانينيات خلال الانتفاضة الأولى.

بدأت الخيانة الكبرى مباشرة بعد توقيع اتفاقيات أوسلو، خلال سنوات "حكومة السلام" التابعة لحزب العمل /ميرتس - برئاسة المرحوم رابين- التي أطلقت مُصادرة واسعة النطاق للأراضي الفلسطينية لتمهيد الطرق الالتفافية للمستوطنات القائمة ولإنشاء مستوطنات جديدة، ما أدى إلى تدفق أعداد كبيرة من المستوطنين إلى الضفة المحتلة – زاد من 80 ألف مستوطن عام 1992 إلى 220 ألف مستوطن عام 2000.

أُنشئت مستوطنات جديدة وتم توسيع القديمة على ما أطلق عليه "أراضي الدولة"، بالإضافة إلى الأراضي الخاصة، ونُفذت مصادرات ضخمة أثناء تدمير آلاف الدونمات من بساتين الزيتون والحقول الزراعية، مجموعة من نشطاء السلام في حركة السلام الآن، ومجموعة "كتلة السلام" برئاسة أوري أفنيري، معظمنا كُنّا أعضاء في حزب "ميرتس "صرخنا بصوت عالٍ، وحذرنا وزراء الحزب من حدوث كارثة، من شأنها أن تحبط "اتفاقات أوسلو"، وتؤدي إلى اندلاع الانتفاضة الثانية.

ولكنهم لم يتطرَّقوا إلى كلامنا، وتجاهلوا تحذيراتنا، وعندما اندلعت الانتفاضة الثانية، سمح "رجال السلام"، "وزير العدل آنذاك" يوسي بيلين وزميله وزير الشرطة البروفسور والمؤرخ شلومه بن-عمي للشرطة بقتل 13 فلسطينيًا من المواطنين داخل إسرائيل في أحداث أكتوبر 2000، كما سمح أيضًا الجيش بارتكاب "اغتيالات مستهدفة"، أي إعدامات غير قانونية لقادة فلسطينيين.

في إحدى عمليات الاغتيال الأولى في 31 كانون الأول (ديسمبر) 2000، تمّ اغتيال صديقي العزيز ثابت أحمد ثابت، عقب إخراجه من منزله في مدينة طولكرم بـ39 رصاصة، وكان الشهيد المرحوم أهم شريك لنا في النضال من أجل السلام.

وخلال الانتفاضة الأولى تمهيدا "لأوسلو"، شغل ثابت منصب المدير العام لوزارة الصحة الفلسطينية حين اغتياله... لماذا تمّ اغتياله؟ هكذا..

خطأ.. هذا ما زعمه باراك بعد الواقعة.

بعد كل هذا، تحرك "حزب السلام" ميرتس وحركة "السلام الآن" بكامل قوتهم لدعم باراك كمرشَّح معسكر السلام في انتخابات عام 2001، ولم يحاولوا إيجاد بديل لباراك، الذي ادَّعى أنه "ليس لدينا شريك فلسطيني للسلام"، مما يدعم مقولة "لا شريك".

 

ووفقًا لجدعون ليفي، هكذا تم دفن "معسكر السلام" بعمق الأرض، وظلّ في غيبوبة مزمنة حتى يومنا هذا. ولأول مرة منذ سنوات، أستمد تشجيعا كبيرا من عودة ظهور العديد من الأشخاص الطيبين الذين ينخرطون في العديد من المجموعات والحركات لمحاربة الاحتلال، وعنف المستوطنين ضدّ الفلسطينيين، ويجتهدون بتصميم، وتفانٍ، ودون تلعثم.

نحن في صفوف "ننظر للاحتلال في عينيه" لا نخجل من قول الحقيقة: "كفى للإرهاب اليهودي", "الاحتلال يقتل"، "الاحتلال هو الإرهاب"، و"لا توجد ديمقراطية مع الاحتلال"، "لا احتلال بدون مقاومة." إلخ.

نأمل هذه المرة أن ننجح في توحيد القوى المناهضة للاحتلال، لإحداث التغيير المنشود، ولوضع حد للاحتلال الملعون.

أحدث أقدم