قال
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن تزامن حلول الذكرى الرابعة
والسبعين للنكبة مع استمرار وتصاعد الهبة الجماهيرية الباسلة التي بدأها شعبنا
عشية رمضان ويواصلها اليوم بكل ثقة وعزيمة وعنفوان يدلل على أن كل المخططات التي
راهنت عليها إسرائيل لتصفية القضية الفلسطينية وشطب فلسطين عن خارطة العالم ذهبت
أدراج الرياح، كما يوجه ضربة قاسمة لكل من تساوق مع هذه المخططات بما في ذلك أنظمة
التطبيع العربي التي ظنت واهمة ومن ورائها أسيادها في الولايات المتحدة الأمريكية
وقوى الغرب الاستعمارية أن الشعب الفلسطيني وقضيته قد تراجعا وضعفا.
ومثالا
لا حصرا، أضاف "فدا"، أن المقاومة الباسلة التي واجهتها قوات الاحتلال
الاسرائيلي المدججة بأعتى أنواع الأسلحة خلال اقتحامها يوم أمس الجمعة مخيم جنين
حيث قتل ضابط إسرائيلي، ومعها الجموع الحاشدة للجماهير الفلسطينية التي أمت في
اليوم ذاته القدس وشاركت في تشييع جثمان الشهيدة شيرين أبو عاقلة وجابت شوارع
المدينة تحت راية العلم الفلسطيني ووسط الهتافات الوطنية رغم كل المعيقات وأشكال
العدوان والبطش الوحشي الاسرائيلي، كانا بمثابة قيامة وانبعاث جديدين للوطنية
والكفاح الفلسطينيين رغم مرور 74 عاما على نكبة فلسطين و 55 عاما على عدوان الرابع
من حزيران ورغم جميع جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي ارتكبتها وترتكبها
العصابات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني وأرضه ومقدراته وتراثه وتاريخه ومقدساته.
وتابع
"فدا" في بيانه بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة: لقد بدت القدس
يوم أمس وكأنها محررة وتشهد للتو أولى المحاولات الاسرائيلية لاحتلالها وكانت
الغلبة في هذا اليوم لجموع الجماهير الفلسطينية من شباب وشيوخ ورجال ونساء ومسلمين
ومسيحيين ومن كل القوى وسقطت ادعاءات المستوطن بنيت حول مزاعم السيطرة والسيادة
الاسرائيلية على القدس التي أكدت عروبتها وفلسطينيتها وجدارتها بالحياة في كنف
دولة فلسطين المستقلة وعاصمة لها.
إننا
إذ نحيي في "فدا" هذه الهبة الجماهيرية الباسلة على امتداد فلسطين
التاريخية ونتوجه بمناسبة الذكرى الرابعة والسبعين للنكبة بالتحية لأبناء شعبنا في
القدس العاصمة وفي الضفة البطلة وفي غزة العزة وفي الداخل الأعز على القلب، كما
نحيي الأهل في مخيمات اللجوء والشتات التي تمثل محطات صمود بانتظار العودة
الأكيدة، فإننا نؤكد على أن استمرار هذه الهبة الجماهيرية الباسلة وتوسيعها
والمراكمة عليها والاستفادة من حالة الوحدة والنهوض الوطني التي حققتها والتضامن
الشعبي والرسمي الدوليين اللذين قوبلت بهما، يتطلب المباشرة فورا بقطع كل أشكال
العلاقة مع كيان الاحتلال وفي مقدمة ذلك وقف ما يسمى "التنسيق الأمني"،
وضرورة عقد اجتماع عاجل للأمناء العامين لجميع الفصائل لوضع استراتيجية سياسية
وكفاحية فلسطينية جديدة ترتقي إلى مستوى تضحيات شعبنا العظيمة وتكفل مواجهة
العدوان الاسرائيلي المنفلت من أي عقال، كما يتطلب إنهاء الانقسام البغيض واستعادة
الوحدة الوطنية الفلسطينية درعنا الواقي وضمانتا للانتصار.
وختم
"فدا" بيانه بالتأكيد على أن الشهداء والجرحى والأسرى سيبقون رموز عز
وفخار من تضحياتهم نستمد العزيمة وعلى درب نضالهم نواصل المسير وأنه لا أمن ولا
سلام ولا استقرار دون الحرية والعودة والاستقلال الناجز لشعبنا وأن جرائم الاحتلال
لن تمر دون عقاب وسنبقى نعمل مع أبناء أمتنا العربية والاسلامية وكل الأحرار
والشرفاء في العالم وعبر كل أشكال التحركات السياسية والدبلوماسية والشعبية في كل
العواصم والمحافل والمنظمات الدولية من أجل حرية فلسطين الأكيدة، ولا يفوتنا أن
نشدد في هذه المناسبة على ضرورة قيام الأونروا بتقديم الخدمات المنوطة بها
لللاجئين الفلسطينيين كاملة ودون أي انتقاص أو تقاسم مع أحد، كما نؤكد على ضرورة
قيام الأمم المتحدة بتنفيذ كل القرارات المتعلقة بحقوق اللاجئين الفلسطينيين وفي
مقدمتها القرار 194 وضرورة توفير نظام حماية دولية لشعبنا في وجه الجرائم
الاسرائيلية.
إن عهد النكبات ولى إلى غير رجعة وشعبنا صامد متجذر في أرضه متمسك
بحقوقه والاحتلال إلى زوال.