Adbox

 

وفا- كانت حافلة نقل طلبة المضارب البدوية قد وصلت للتو من مدرسة المالح، إلى منطقة الميتة بالأغوار الشمالية، عندما انتهى الاحتلال الإسرائيلي من الاستيلاء على مركبة خاصة لأحد المواطنين فيها.

لكن أحد طلاب المنطقة قد التمس تأخر والده المعتاد عليه لإيصاله إلى مكان سكنه الذي يبعد عن الطريق العام قرابة كيلو متر واحد، فالاحتلال كان قد استولى في تلك اللحظة على مركبة والده، رفقة 8 مركبات أخرى في عدة مناطق بالأغوار الشمالية.

وشوهدت مجموعات من الطلاب راجلة نحو خيام ذويها في المناطق المستهدفة، عوضا عن نقلهم بواسطة المركبات والجرارات الزراعية.

يقول رئيس مجلس قروي المالح والمضارب البدوية مهدي دراغمة، إن الاحتلال استولى اليوم على 9 مركبات خاصة، و9 جرارات زراعية، وصهريجي نقل مياه، وثلاث عربات مجرورات، لمواطنين في مناطق العقبة، والبرج، والميتة، والفارسية بالأغوار الشمالية.

ويصف دراغمة لمراسل "وفا"، ما جرى في الأغوار هي جريمة ضد وسائل الحركة الأساسية للمواطنين في المنطق.، "إننا كشخص بترت قدماه لا يستطيع التنقل". قال أحد السكان.

فعلى اختلاف الفصول، لا يستطيع المواطنون الاستغناء عن واحدة من اثنتين على الأقل: "المركبات الخاصة المرتفعة، والجرارات الزراعية"".

ففي منطقة لا يوجد فيها طرق معبدة وصالحة للاستخدام، تكون الجرارات الزراعية والمركبات المرتفعة هي الوسيلة الوحيدة للتنقل وقضاء الحاجات.

يقول علي حسين زواهرة، وهو شاب استولى الاحتلال صباحا على جراره الزراعي وصهريج لنقل المياه: "الجرار هو قدمنا التي نتكئ عليها".

ثم مد يده نحو الجنوب المكان الذي يسكن فيه، وقال: "هذه طريق وعرة حتى أصل لمكان سكني، ولا يمكن لأي مركبة أن تقطع هذه الطريق الجبلية".

وفي المنطقة التي تحولت جبالها للون الأصفر، تنتشر عيون ماء ضعيفة جدا، يمكن تعبئة في اليوم الواحد صهريجي مياه كحد أقصى لري المواشي، لكن في حالة زواهرة الذي يمتلك أكثر من مئة رأس غنم، فإنه بحاجة يومية لأكثر من هذه الكمية من المياه لري ماشيته.

وعلى غير العادة، يعم هدوء قاتل المنطقة بعد أن فقدت أصوات محركات الجرارات الزراعية التي تنقل الصهاريج والأعلاف، بسبب أن استولى الاحتلال على معظم الجرارات فيها.

 

قال زواهرة، وهو شاب هدم الاحتلال ممتلكات له منذ عام 2003 حتى 2013 ثلاث مرات: "كنت أنقل المياه من العيون القريبة والبعيدة لري ماشيتي، من الآن وصاعدا سأتكلف بثمن نقلها من مناطق بعيدة كعين البيضاء وبردلة". مواطنون من عدة مناطق من الأغوار كرروا كلاما شبيها له.

وهذا يدل بشكل قطعي على الأهمية التي يأخذها الجرار الزراعي في حياة المواطنين، ويمكن رؤية عشرات الخيام المنتشرة في تجمعات صغيرة على سفوح الجبال المحاذية للطريق العام الواصل بين طوباس والأغوار الشمالية، وأربابها يعتمدون بشكل كلي على الجرارات الزراعية.

شتاء، تفقد معظم الطرق في الأغوار الشمالية أهليتها للاستخدام الطبيعي، وبفعل الأمطار المنهمرة من السماء يصبح السير في تلك الطرقات خطرا، فتصبح الحاجة للجرار الزراعي مضاعفة.

الأمر ذاته في الصيف. ففي مناطق ترتفع فيها درجات الحرارة بشكل كبير، لا يمكن التحرك دون وسيلة نقل، ولأن تضاريس المنطقة جبلية وعرة، الأمر الذي فرض على المواطنين اقتناء الجرارات الزراعية.

يقول شامخ دراغمة، أحد سكان الفارسية بالأغوار الشمالية: "لا يمكن قضاء حاجاتي دون جرار زراعي".  ودراغمة استولى الاحتلال له صباحا على جرار زراعي، وعربة يجرها، ومركبة خاصة.

تبين الاحصائيات الرسمية الصادرة عن محافظة طوباس والأغوار الشمالية، أن الاحتلال استولى منذ بداية عام 2019، حتى نهاية العام الماضي على 51 مركبة خاصة، و64 جرار زراعي، و14 شاحنة، و31 جرافة، و25 صهريج لنقل المياه.

أحدث أقدم