وفا-
بينما كان المزارع فوزات فايز ريان (42 عاما) من بلدة قراوة بني حسان (غرب سلفيت)
يحاول الوصول بأغنامه إلى منطقة واسعة من الأراضي الزراعية لرعي أغنامه، اعترضته
مجموعة من المستوطنين المعروفين بـ"فتية التلال" ومنعوه من الرعي.
يقول
ريان: "فور وصولنا إلى الأرض لرعي الأغنام يبدأون بإطلاق الرصاص صوبنا،
وبعضهم يرشقوننا بالحجارة، يهاجموننا ويهددوننا بالقتل إن عدنا للرعي".
إلى
منطقة الرأس في بلدة قراوة بني حسان، رافقت "وفا" الراعي ريان وعدد من
المزارعين أثناء رعيهم أغنامهم، وخلال دقائق قليلة من وصولنا المكان كانت طائرات
استطلاع تحوم في الأجواء، في إشارة لقرب هجوم المستوطنين.
قال
ريان الذي يملك قرابة 400 رأس من الماشية، يُعيل منها أسرته: هذه طائرات
المستوطنين، فور وصولنا إلى هذه التلة تلاحقنا، ومن ثم تبدأ مجموعات المستوطنين
باللحاق بنا وبأغنامنا، منذ مطلع هذا العام والمضايقات تزداد، يحاولون الاعتداء
علينا بالضرب والشتم وسرقة الأغنام وإطلاق النار.
وأضاف:
إذا سارت الأمور على هذا النحو لن نجد مكاناً نرعى بها الماشية في مناطق غرب
سلفيت، فانعدام الأمان، وخطر المستوطنين يلاحقنا في كل مكان، وأصبح الرعي في قرى
وبلدات قراوة بني حسان، ودير استيا، وبديا، والعديد من المناطق المجاورة خَطِرا
جدا بعد أن توسعت المستوطنات على حساب أراضي المواطنين.
وعن
معاناة الرعاة في المكان، قال ريان: نعجز عن وصف كل المضايقات التي تحصل لنا، حتى
الأغنام هنا تحارَب بالقتل أو السرقة، يمنع مالكو الأرض من الرعي في اراضيهم، في
حين يقوم المستوطنون بالرعي الجائر في الأرض وتدمير أشجار الزيتون.
بدورها،
الحاجة تمام رشيد ريان التي تعيش في هذه المنطقة منذ عام 1942 والدة الراعي فوزات
قالت لـ"وفا": قديما كان نمط حياتنا قائم على رعي الأغنام وفلاحة الأرض،
وكانت حياتنا هادئة ومستقرة، وكنا لا نخاف من شيء في البرية، حتى جاء المستوطنون.
وأضافت:
في كل مرة يخرج أبنائي وأحفادي لرعي الماشية يتملكني الخوف، لأنني أعلم أن
المستوطنين يقومون بمهاجمتهم، والاعتدء عليهم ورشهم بغاز الفلفل.
المزارع
همام حسن مرعي (53 عاما) وهو أحد أصحاب الأراضي في منطقة الرأس قال: في السابق،
كنا نزرع مساحات شاسعة من هذه الأراضي بالقمح والعدس، ونعتني بأشجار الزيتون، حتى
جاء المستوطنون واحتلوا أرضنا، وانتشروا في الجبال يعربدون ويقتلعون الأشجار
ويستولون على المعدات ويسرقون المواشي.
وتابع
مرعي: "حفات يائير، ياكير، رفافا، بركان، نتافيم" هذه مستوطنات أقيمت
على رؤوس الجبال تحيط بأراضي المواطنين غرب سلفيت، وتقوم جمعيات استيطانية كبيرة
بدعمهم بالأبقار والأغنام حتى يعيثوا فسادا وخرابا في الأراضي، وكل ذلك يتم طبعا
تحت حماية جيش الاحتلال.
وأضاف:
مؤخراً، أصبحنا نشاهد المستوطنين وهم يرعون المواشي بأعداد كبيرة، وهي سياسة أصبحت
تنتهجها دولة الاحتلال بهدف الاستيلاء على الأرض والتوسع الاستيطاني.
عضو
بلدية قراوة بني حسان إبراهيم مصباح ريان، أوضح في حديث لـ"وفا": أن
الاحتلال يمارس سياسات تعسفية بحق أهالي البلدة تتمثل بهدم المنازل وتسليم إخطارات
بالهدم أو وقف عمل البناء، أو الاستيلاء على الأراضي، والتي كان آخرها قرار
الاستيلاء ووضع اليد على ما يقارب من 8500 دونم تشمل أرضا زراعية لتوسعة
المستوطنات، مبينا أن قوات الاحتلال توفر الحماية للمستوطنين خلال اعتدائهم على
المواطنين سواء في موسم قطف الزيتون، أو خلال رعيهم أغنامهم وفلاحة أرضهم.
وأشار
ريان إلى أن هدف هذه الممارسات الهدف هو إضعاف صمود وعزيمة المواطن الفلسطيني،
ودفعه لترك أرضه ليستحوذ المستوطن عليها، مؤكدا أن جميع هذه الممارسات سواء كانت
من جنود الاحتلال أو المستوطنين لن تثنينا نحن أصحاب الأرض عن مواصلة صمودنا
وثباتنا على أرضنا.