Adbox

 

وفا- تحولت أحياء مخيم شعفاط وبلدة عناتا (5 كيلومترات شمال القدس) إلى ساحات تنكيل بالأهالي خلال اليومين الماضيين، بعد أن أغلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي مداخلها، فارضة بذلك حصارا مطبقا على المنطقة.

وانتشر المئات من جنود الاحتلال في أحياء: مخيم شعفاط، ورأس خميس، ورأس شحادة، وضاحية السلام، وبلدة عناتا، وأغلقوا المدخلين الوحيدين المؤديين إلى تلك المنطقة، وهما حاجز مخيم شعفاط و"بوابة" عناتا.

جنود الاحتلال احتجزوا قرابة 130 ألف مقدسي يقطنون في تلك الأحياء كرهائن بحجة البحث عن مطلوبين، وتحولت تلك الأحياء إلى ساحة حقيقية للحرب، حيث شرع جنود الاحتلال بتفتيش عشرات المنازل واستهداف المواطنين وإطلاق قنابل الغاز، وقنابل الصوت، والأعيرة "المطاطية" تجاه المواطنين ومنازلهم.

مصادر محلية أفادت باعتقال قرابة 20 مواطنا خلال يومين، فيما مُنع المصابون من الخروج لتلقي العلاج، كما مُنعت مركبات الإسعاف من الدخول لنقل المصابين، بحسب بيان صدر عن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.

وتواصل قوات الاحتلال، لليوم الثاني على التوالي، فرض إغلاق محكم على تلك المنطقة المحاصرة بجدار الفصل العنصري من ثلاث جهات: الشمال، والغرب والجنوب، والشوارع الاستيطانية من جهة الشرق.

وتحوّل مدخل مخيم شعفاط، جنوب عناتا، إلى ساحة للمواجهة بين آلاف المواطنين وقوات الاحتلال التي منعتهم من الخروج.

ويقول رستم محمد علي (37 عاما)، أحد سكان مخيم شعفاط، إن قوات الاحتلال تقتحم الأحياء بين الحين والآخر وتحتجز المواطنين وتنكل بهم وتداهم منازلهم، فيما تعطلت المؤسسات الحيوية من بينها المدارس التي أصدرت لجنة أولياء الأمور فيها قرارا بعدم إرسال الطلبة للدراسة حرصا على حياتهم.

ومخيم شعفاط هو المخيم الوحيد في الضفة الغربية الذي يقع ضمن حدود بلدية الاحتلال في القدس.

من جانبه، قال رئيس بلدية عناتا طه الرفاعي إن قوات الاحتلال تواصل فرض حصار وإغلاق على أحياء مختلفة في المنطقة، وتجبر أكثر من 130 ألف نسمة على التزام مساكنهم وعدم الخروج لأعمالهم، كما تمنع طلبة الجامعات والمدارس من التوجه إلى جامعاتهم ومدارسهم.

وأضاف: تواصل قوات الاحتلال تفتيش المنازل واحدا تلو الآخر في المخيم، وسط احتجاز المارة والتدقيق في بطاقاتهم الشخصية، وإغلاق جميع المصالح التجارية.

بدوره، قال الناطق باسم محافظة القدس معروف الرفاعي، وهو من سكان عناتا،  إن "المنطقة تتعرض لإغلاق جميع المنافذ والمخارج، كما تم منع المرضى من الوصول للعيادات والمراكز الصحية، من بينهم أكثر من 3000 مريض بأمراض مزمنة، كذلك منع أكثر من 1500 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة من التوجه لمراكز التأهيل، بينما منع طلبة المدارس والجامعات من الذهاب لمدارسهم وجامعاتهم".

وأضاف: تكدست النفايات في الشوارع، وأصبح المواطنون يعانون من شح المواد الغذائية الأساسية في المحال التجارية، ما خلف أوضاعا إنسانية صعبة".

ودعا الرفاعي المؤسسات الحقوقية والبعثات الدبلوماسية إلى ضرورة التدخل للضغط على الاحتلال من أجل رفع الحصار عن المنطقة.

ومخيم شعفاط، ويطلق عليه أحيانا مخيم عناتا، هو أحد المخيمات التي أنشئت بسبب حركة النزوح للاجئين الفلسطينيين على مساحة تقارب الـ 200 دونم في أراضٍ ما بين قريتي عناتا وشعفاط ضمن حدود القدس، وبدأت حركة النزوح إليه منذ عام 1965 إلى ما بعد حرب حزيران، وهو بحسب وكالة الغوث الدولية، المخيم الوحيد الذي يحمل قاطنوه الهوية المقدسية.

 وتقول "الأونروا" إن هذا المخيم قد أقيم بديلا عن مخيم المعسكر الذي كان في البلدة القديمة بالقدس، بجانب حائط البراق أو الجهة الغربية للمسجد الأقصى.

أحدث أقدم