وفا–
طوابير مركبات، وإجراءات تفتيش وفحص للبطاقات الشخصية وشبان مقيدون بجانب
مركباتهم، هكذا يبدو الحال على العديد من حواجز الاحتلال العسكرية التي تحاصر
مدينة نابلس من جهاتها الأربع.
إلى
الشرق من مدينة نابلس، ثمة معاناة يومية يعيشها قرابة 22 ألف مواطن يسكنون في
بلدتي بيت فوريك وبيت دجن، على حاجز بيت فوريك العسكري والذي يعتبر المخرج والمدخل
الرئيس للقريتين، بعد إغلاق سلسلة طرق في المنطقة لمصلحة مشاريع التوسع الاستيطاني.
وبينما
كان لا يستغرق السفر من كلا البلدين إلى مدينة نابلس في الوضع الطبيعي قرابة ربع
ساعة، قد يصل اليوم إلى ساعتين أو ثلاث وربما أكثر، في مشهد بات مألوفا للسائقين
والموظفين والطلبة والمرضى، إثر إجراءات العقاب الجماعي التي يمارسها الاحتلال على
المواطنين.
المواطنة
زكية مصلح (65 عاما) من بلدة بيت فوريك، إحدى الحالات المرضية التي تحتاج لغسيل
كلى ثلاث مرات أسبوعيا في مشافي مدينة نابلس، ضاعفت قيود الاحتلال وإغلاقاته
المتكررة للحاجز واحتجاز الأهالي لساعات في طوابير، من معاناتها.
ويقول
نجلها شداد مصلح في حديث لمراسلنا، إن والدته تتلقى العلاج في قسم غسيل الكلى
بمستشفى النجاح بمدينة نابلس منذ قرابة أربعة أعوام، إلا أن معاناتها ازدادت خلال
العامين الماضيين مع تصاعد اعتداءات الاحتلال على مدينة نابلس ومخيماتها وريفها.
ويضيف:
إن الاحتلال انتهج سياسة العقاب الجماعي بحق الأهالي ومنع وصولهم لمدينة نابلس أو
العودة لبلداتهم، تارة عبر إغلاق الحاجز لساعات طويلة أو عبر إطلاق القنابل
المسيلة للدموع على مركبات المواطنين الذين ينتظرون العودة لمنازلهم، وتارة عبر
اعتداءات المستوطنين.
وقبل
أشهر اضطر مصلح للانتظار على الحاجز، برفقة والدته بعد انتهائها من غسيل الكلى من
التاسعة مساء حتى الثانية فجرا للعودة إلى المنزل، مضيفا "كانت والدتي في
حالة صحية صعبة".
والمواطنة
مصلح واحدة من بين قرابة 40 مريضا من بلدتي بيت فوريك وبيت دجن يحتاجون لغسيل
الكلى أسبوعيا في مشافي مدينة نابلس مرتين أو ثلاث، إضافة لعشرات من مرضى السرطان
الذين يحتاجون لتلقي العلاج الكيماوي بمستشفيات المدينة، والذي ضاعف إغلاق الحاجز
من معاناتهم، وفق مدير مركز الصداقة الطبي في بيت فوريك د.محمود حنني.
ويضيف
حنني "يوميا لدينا حالات صحية طارئة تحتاج للنقل لمدينة نابلس لتلقي العلاج،
ومنذ بداية العام أجرينا ولادة ثلاث نساء بالمركز إثر إغلاق الحاجز".
ويوميا
يحول مركز الصداقة وهو المركز الوحيد بالبلدين الذي يضم عدة أقسام طبية تقدم
العلاج والإسعاف الأولي لأهالي المنطقة، من ثلاث إلى خمس حالات إلى مستشفيات
نابلس، نتيجة ارتفاع الحرارة وتتطلب مستشفيات أو إصابات عمل لعمال المحاجر
والمصانع في البلدة وغيرها، وفق ما يؤكد حنني.
ويشير
إلى أن إغلاق الحاجز أدى لمضاعفة الضغط على عمل المركز الطبي نتيجة انتظار المرضى
لساعات للوصول لمدينة نابلس والعودة منها، وكذلك إثر المواجهات الأسبوعية التي
تشهدها بيت دجن، والاقتحامات شبه اليومية لبيت فوريك.
ويذكر حنني كيف استعان المركز بكافة الكوادر الطبية في بلدتي بيت فوريك وبيت دجن لتقديم الإسعافات اللازمة لخمسين مصابا قبل عام ونصف، خلال مواجهات عنيفة شهدتها البلدة بعضها بالرصاص الحي، بعدما حال الحاجز وصول المصابين لمستشفيات نابلس.