Adbox

وفا - على مدار ساعات النهار منذ قرابة الأسبوعين، تتوالى الأخبار العاجلة تباعا من المناطق الريفية بالضفة الغربية، تفيد باعتداءات جديدة ضد المزارعين الفلسطينيين أثناء قطفهم لثمار الزيتون، تارة من جنود الاحتلال الإسرائيلي، وأخرى من مستعمريه، أو كلاهما معا.

من شمال الضفة الغربية مرورا بوسطها إلى جنوبها، لا يكاد يمر يوم دون أن يسجل اعتداء جديد ضد المزارعين، تتنوع بين طرد من حقول الزيتون إلى إطلاق الرصاص اتجاه المزارعين، أو سرقة الثمار ومعدات القطف، أو جمعيها معا، كما حدث مع المواطن صبري قريوتي، من قرية قريوت جنوب نابلس.

وبينما كان قريوتي يقطف ثمار الزيتون برفقة أشقائه وعائلاتهم غرب القرية في قطعة أرض لا تبعد أكثر من 200 متر عن منزله، تفاجأ باقتحام مستعمر برفقة 12 جنديا الحقل وإشهارهم السلاح نحو العائلة.

وأضاف، أن المستعمر "كورن" الذي يحفظ اسمه سكان القرية لما يمارسه من اعتداءات بحق المزارعين وأراضي القرية منذ عام 2010، اقتحم الحقل مرتديا الزي العسكري وانهال على العائلة بالشتائم، وسط تعالي ضحكات جنود الاحتلال الذين يرافقونه.

وأشار قريوتي إلى أن المستعمر "كورن" لم يكتفِ بشتم العائلة، بل حاول أن يقضي على حياة أحد أطفال العائلة (4 أعوام) بعدما ضرب آلة حادة "بلطة" تجاهه، وما إن هب محمود شقيق قريوتي لإنقاذه، حتى وضع "كورن" المسدس على رأسه وهدده بالإعدام.

وتابع: المستعمر أقدم على تمزيق أكياس الزيتون بـ"شفرة"، وإلقاء الثمار على الأرض بين الأشواك لقهرنا، وأجبرنا على المغادرة تحت تهديد السلاح، كل ذلك أمام نظر جنود الاحتلال الذين كانوا يرافقونه، فلم نعد نميز بين الجيش والمستعمر، فكورن اليوم كان يرتدي زي الجيش، وما يجري تبادل أدوار فقط.

ويخشى قريوتي من ضياع هذا الموسم عليه، في حال استمرت اعتداءات المستعمرين، إذ إن هذه الأرض البالغة مساحتها 17 دونما، كانت تُنتج ما بين 35-40 تنكة زيت سنويا، وتعمد أن يبدأ بالقطف متأخرا ليحقق مردودا إضافيا من الزيت.

ولا تختلف حال قريوتي عن غيره من المزارعين، فتحول المشهد في الموسم الذي ينتظره الأهالي بفارغ الصبر، إلى ساحة حرب ومواجهة، وترقب لهجمات مباغتة من المستعمرين في المستعمرات التي تحاصر الريف الفلسطيني.

ووفق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض التابع لمنظمة التحرير الفلسطينية، فقد بلغ عدد الاعتداءات خلال موسم قطف الزيتون عام 2022 نحو 354 عملية اعتداء، تسببت بتدمير نحو 10,291 شجرة زيتون.

وتركزت هذه الاعتداءات في محافظة نابلس التي تعرضت لأكثر من 100 اعتداء، تلتها محافظة بيت لحم بأكثر من 50 اعتداءً، ثم محافظة الخليل بأكثر من 45.

وسجل يوم أمس أكثر من 10 اعتداءات في قرى جنوب وشرق وشمال غرب نابلس، شملت قرى برقة وسبسطية وبورين ومادما وقريوت وجالود ودوما، فيما أدت اعتداءات المستعمرين إلى إصابة خمسة مواطنين في قرية ياسوف شمال غرب سلفيت.

وقال رئيس مجلس قروي ياسوف صالح صالح، إن اعتداءات المستعمرين ارتفعت مع بدء عدوان الاحتلال على قطاع غزة، فقبل الحرب كانت تتعرض القرية لاعتداء أسبوعيا، لكن تشهد هذه الأيام اعتداءات يومية.

وأوضح، أن سبعة مستعمرين هاجموا عائلة يوم أمس أثناء قطفها لثمار الزيتون في المنطقة المحاذية لمستعمرة "تفوح" شرق القرية، بالعصي والحجارة، فيما هب الأهالي لنجدتهم، ما أدى إلى إصابة عدد منهم، وتحطيم مركبة.

وأضاف صالح، أن عشرات المستعمرين هاجموا منازل المواطنين والمزارعين المتواجدين عند مدخل القرية، برفقة جيش الاحتلال، ما أدى إلى إصابة مواطنين بالرصاص الحي، والعشرات بالاختناق بالغاز السام.

وتبلغ مساحة أراضي قرية ياسوف 6500 دونم، تقع 5 آلاف منها في المناطق المصنفة "ج"، والبقية في المناطق المصنفة "ب"، ويجثم على أراضيها أربع مستعمرات، يمارس المستعمرون فيها جرائم شبه يومية بحق القرية، آخرها اقتلاع 70 شجرة معمرة قبل يومين.

ووفق المكتب الوطني للدفاع عن الأرض، فإن مساحة الأراضي التي تغطيها حقول أشجار الزيتون في الضفة وقطاع غزة، تقدر بنحو 575167 دونما منها نحو 552534 دونما في الضفة، ونحو 22633 دونما في قطاع غزة، وتزيد عدد الأشجار فيها على 11 مليون شجرة زيتون.

أما كميات زيت الزيتون المنتج في هذه الحقول، فتبلغ في السنوات الجيدة أكثر من 35 ألف طن زيت، وينخفض هذا الرقم إلى أقل من سبعة آلاف طن في السنوات قليلة الإنتاج، وبشكل عام، يقدر المعدل السنوي العام لإنتاج الزيت على مدار السنوات الثلاثين الماضية بحوالي 15 ألف طن.

أحدث أقدم