قال
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن أيام الهدنة التي دخلت حيز
التنفيذ الجمعة سمحت بالتعرف على الدمار الهائل الذي لحق بقطاع غزة جراء العدوان
الاسرائيلي، من جهة، وعلى الأوضاع المأساوية التي يعيش تحت وطأتها أسرانا في سجون
الاحتلال الاسرائيلي كما بينت شهادات النساء والأطفال الذين جرى تحريرهم وفقا
لاتفاق الهدنة، من جهة ثانية.
وإذا
ما أضفنا آلاف الشهداء الذين ارتقوا والآلاف الذين أصيبوا من أبناء قطاع غزة ومعهم
نحو 238 استشهدوا و3160 جرى اعتقالهم في القدس والضفة الغربية منذ 7 تشرين الأول
الماضي، فإنه يمكننا التأكد من حقيقة الحرب التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي: أولا
– إنها حرب مفتوحة على كل أبناء شعبنا وجميع الأراضي الفلسطينية المحتلة لا فقط
على أبناء القطاع وعلى الأخوة في حركة حماس، وثانيا – إنها تصوب على الوجود
الفلسطيني ومقومات هذا الوجود لا فقط على مقومات ومقدرات المقاومة الباسلة،
وثالثا- إنها تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وتنفيذ المخطط الاسرائيلي
القديم-الجديد للتهجير.
وأضاف
"فدا": إن ما يجري هو حرب إبادة جماعية وتطهير عرقي ويجب التعامل معها
ومواجهتها على هذا الأساس، وإن "الهدن الانسانية-التكتيكية" التي يروج
لها الكيان وسيدته أمريكا وبعض دول الغرب التابعة، يجب أن لا تنطلي على أحد (..)
إنها هدن لشراء المزيد من الوقت للمعتدي لإكمال عدوانه، والمطلوب بشكل عاجل وفوري،
هو الوقف التام لهذه الحرب والسماح بدخول كل أشكال المساعدات إلى قطاع غزة بعد فتح
كل المعابر المؤدية إليه والرفع الكامل للحصار الظالم المفروض عليه.
وتابع
"فدا": أما الحديث الأمريكي والغربي " عن ضرورة الابتعاد عن قتل
المدنيين" و" وجود أعداد كبيرة من الضحايا في صفوف المدنيين" و
"التنديد باعتداءات المستوطنين وضرورة لجمها"، وحديثهم " عن ضرورة
حل الدولتين"، ما هو إلا ذر للرماد في العيون وللهروب من الاستحقاق المطلوب
والعاجل بوقف هذه الحرب الاسرائيلية الهمجية.
وختم "فدا": إننا، وأمام ذلك، مطالبين كفلسطينيين رص الصفوف والتكاتف والتعاضد وتكثيف الجهود من أجل مواجهة هذا العدوان الاسرائيلي المنفلت من عقاله، ولا زلنا ننتظر، من كل أركان القيادة الفلسطينية وجميع الفصائل، اتخاذ موقف موحد بهذا الصدد، كما لا زلنا ننتظر عقد لقاء على مستوى الأمناء العامين يشارك فيه الجميع، بما في ذلك الأخوة في حركتي حماس والجهاد الاسلامي، وقد تأخرت كثيرا الدعوة لهذا اللقاء، وها نحن نجدد الطلب بضرورة توجيهها وعقد هذا اللقاء فورا (..) الدماء الفلسطينية لا تقدر بثمن ويجب الانتصار لها وبذل الغالي والنفيس من أجل وقف إراقتها وحماية شعبنا وانتزاع حقوقنا!