Adbox

جريدة القدس – حديث القدس/ عند منتصف هذه الليلة يودع العالم عام ٢٠٢٣ ويستقبل عام ٢٠٢٤ الجديد على أمل ان يحمل معه احداثا وذكريات طيبة بعد معاناة لم يسبق لها مثيل في عام صعب يمكن القول انه من اكثر الاعوام دموية واحداثا تراجيدية على مستوى العالم.

ودع العالم العام ٢٠٢٢ تاركا خلفه مآسي وآلام جائحة كورونا التي فتكت بالملايين بوفياتها ولقاحاتها وازماتها الصحية التي اضرت بالعالم واقتصاده وكعادة البشر في كل عام جديد فانهم يرصفون مداميكا من الامنيات علها تجلب الخير والسعادة ، لكن العام ٢٠٢٣ أصر على اطلالة حزينة مليئة بالاحداث التراجيدية بدءا من زلزالي تركيا وسوريا في شباط حيث تسببا بمصرع حوالي ٥٠ الفا واصابة ٢٤ الفا اخرين مرورا بالاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع التي خلفت اكثر من ١٢ الف قتيل في نيسان وصولا الى زلزال اقليم الحوز في المغرب خلال شهر ايلول تاركا وراءه اكثر من ثلاثة الاف قتيل والاف المشردين ولم يلتقط العالم انفاسه حتى ضربت عاصفة دانيال ليبيا ودمرت مدينة درنة واغرقتها وتسببت بمصرع المئات وفقدان الالاف واختتم العام بأكثر وأصعب الحوادث والمآسي الخاصة بالشعب الفلسطيني من خلال عدوان اسرائيلي وحرب ابادة متواصلة حتى هذه اللحظة حاصدة ارواح حوالي ٢٢ الفا من مواطني قطاع غزة واصابة حوالي ٥٦ الفا وفقدان سبعة الاف لا زالوا تحت الانقاض بالتزامن مع عدوان ممنهج على الضفة ومدنها ومخيماتها والقدس حصاده اكثر من اربعمائة شهيد والاف الجرحى وما يقرب من خمسة الاف معتقل منذ السابع من اكتوبر .

امام حصيلة الحرب على الشعب الفلسطيني التي دمرت منازله وحياته ومقوماته في قطاع غزة تتقزم الاحداث الاخرى وتتصدر الحرب على غزة مشهد عام ٢٠٢٣ من الباب الى المحراب ومعها يمكن القول ان العام الذي يلملم اوراقه استعدادا للوداع هذه الليلة حصل بامتياز على لقب العام ( الاكثر دموية) ..

ونحن نتمنى ان يأتي العام الجديد حاملا معه الأخبار السعيدة فاننا ندعو كل سكان المعمورة ان يكون احتفالهم هذه الليلة بوداع عام مضى واستقبال عام جديد تحت شعار الدعوة الى سلام وأمن واطمئنان وحرية شعبنا الذي يبقى الشعب الوحيد في العالم الذي لم ينل حريته ويبقى فرحه محدودا لان أهل فلسطين هم أيقونة الصبر والتحدي فلا يوجد منزل أو أسرة إلا وبها شهيد ارتقى فداء لوطنه، ليتعلم ابناء شعبنا على مر العصور حب الوطن والدفاع عنه من خلال العائلات التي غرست في ابنائها الانتماء للعادات والتقاليد الفلسطينية واحترامها والاستعداد للتضحية بالغالي والنفيس في أي وقت..

شعب يتمتع براحة الضمير ويتسلح بالكبرياء رغم قساوة السنين ومرارة الماضي يستحق دولة يبني فيها احلامه وتطلعاته اسوة بكل شعوب العالم ، دولة مستقلة ، عاصمتها القدس زهرة المدائن وان يتخلص من نير اخطر وأطول احتلال في العالم .

يطل غدا العام ٢٠٢٤ وكل الملفات الفلسطينية ساخنة وملتهبة وقابلة للاشتعال من السجناء الى الاستيطان الى الاعتداءات على القدس والمسجد الاقصى والاقتحامات والاغتيالات في الضفة الغربية والعدوان على قطاع غزة وعليه فان مصير العام الجديد لن يختلف عن العام المنصرم وكل الاعوام السابقة التي جثم فيها احتلال غاصب على صدر شعب اعزل ومنعه من تحقيق امنياته .

الاعوام في تاريخ فلسطين تبقى ارقاما متدحرجة وتتغير ويبقى العنصر الثابت قضيتنا الوطنية التي لا يمكن ان تتغير وتعتبر جوهر ولب الصراع في تاريخنا المعاصر.

أحدث أقدم