Adbox

تعرضت المحافظات الجنوبية لدولة فلسطين، لعدوان اسرائيلي يستهدف اقتلاع المواطنين الفلسطينيين من وطنهم، من خلال استهداف المواطنين وتدمير كافة مستلزمات الحياة، ونال الاطفال نصيبا كبيرا من الماساة، وفيما يلي تقرير يغطي الظروف التي يعيشها الاطفال

الشهداء والجرحى

حسب  الجهاز المركز ي الفسطيني للاحصاء نتج عن العدوان   24319  شهيدا و64758 جريحا   و2000000 نازحا  و8875 حالة اعتقال  و355000 وحدة سكنية متضررة.

 واورد الهلال الاحمر الفلسطيني عن مصادرة عدة  الحصيلة التالية:326   شهيدا من الطواقم الطبية،  40  شهيدا من طواقم الانقاذ في الدفاع المدني، 150 مؤسسة صحية تم استهدافها، 30  مستشفى و 53 مركز صحي خرجوا عن الخدمة،  121 مركبة اسعاف تم استهدافها، 59  مركبة اسعاف خرجت عن الخدمة، 97 معتقل من الكوادر الطبية،  117  شهيدا من الصحفيين والاعلاميين،  295  منشأة تعليمية تم استهادفها،  94  منشئة تعليمية خرجت عن الخدمة،  130 مسجد تدمر بشكل كلي،  240 مسجد تدمر بشكل جزئي،  3  كنيسة تم استهدافها،  7000 مفقودين تحت الانفاض، من بينهم 5000 طفل وامراة ، 9  صحفيين تم اعتقالهم،  200 المواقع الاثرية تم استهدافها.

وأعلنت منظمة "أنقذوا الأطفال" الإنسانية أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قتل 1% من الأطفال في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يعني مقتل 10 آلاف طفل. وأضافت أن الأطفال الذين نجوا من العنف في غزة يعانون أهوالا لا توصف، بما في ذلك الإصابات التي تغير حياتهم، إضافة للحروق، والأمراض، وعدم كفاية الرعاية الطبية، وفقدان والديهم وأحبائهم الآخرين.

 

  حول الدمار والنزوح

قالت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن قطاع غزة يتحول إلى "مكان غير صالح للعيش"، بعد أكثر من 3 أشهر من الحرب الإسرائيلية على القطاع. جاء ذلك في حوار أجراه موقع "أخبار الأمم المتحدة" مع عدنان أبو حسنة، المتحدث باسم "أونروا". وفي الحوار قال أبو حسنة إن "غزة هي المكان الأسوأ على الأرض، ويتم تحويل القطاع لمكان غير صالح للعيش". وأوضح أن هناك "1.9 مليون نازح في مختلف مناطق قطاع غزة، منهم حوالي 1.4 مليون يتواجدون في 155 مدرسة ومركز إيواء تابعين للأونروا". وأضاف أبو حسنة أن هناك "500 ألف نازح آخرين مسجلين لدى الأونروا تستطيع الوكالة الوصول إليهم لتقديم المساعدات". وقال الناطق باسم "أونروا": "يتم الآن دفع معظم سكان قطاع غزة إلى مدينة رفح بالقرب من الحدود المصرية، ووصل عدد سكان مدينة رفح الآن إلى 1.4 مليون نازح، وهو رقم مرشح للارتفاع خلال الساعات القادمة إلى 1.5 مليون، وليس لدى الأونروا القدرة لمواجهة الانهيار الحاصل". وتابع: "يتم الدفع بالنازحين إلى هذه المنطقة التي تصل إلى حافة الانفجار، خاصة أن الأوضاع بائسة على كافة المستويات الحياتية والاجتماعية والاقتصادية وأيضا على مستوى تقديم المساعدات". وقال أبو حسنة إن أونروا تعتبر "الجسم الأكبر في تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة، ورغم ذلك فإن ما تقدمه الوكالة يعتبر بسيطا بالنسبة لحجم المساعدات التي من المفترض أن تصل".

غرقت عشرات مراكز الإيواء التي تؤوي عشرات آلاف المواطنين في المناطق الشمالية والجنوبية من قطاع غزة، بعد أن دخلت مياه الأمطار المختلطة مع مياه الصرف الصحي إلى الغرف الصفية، والخيام، ومنازل المواطنين. في شمال القطاع، غرقت عدة مراكز تؤوي آلاف النازحين، إضافة إلى منازل وخيام المواطنين، في جباليا وبيت حانون، وبيت لاهيا، بفعل الأمطار الغزيرة التي هطلت طيلة الساعات الماضية وفجر اليوم. مراكز الإيواء في مدينة غزة غرقت، حيث دخلت مياه الأمطار إلى مدارس وكالة الأونروا، في حي الرمال، ومنطقة مربع الجامعات، ومنطقة عسقولة، وأحياء الزيتون والشجاعية والدرج والتفاح.  وفي وسط  وجنوب القطاع، دخلت مياه الأمطار إلى مراكز الإيواء التي تضم عددا من مدارس الأونروا والحكومية، إضافة إلى غرق مراكز الإيواء في مدينتي خان يونس ورفح، كما أن غالبية الخيام بمدينة رفح غرقت وتطايرت نتيجة الرياح الشديدة، مشيرا إلى أن كافة الخيام تؤوي أطفالا.

أعلنت شركتا الاتصالات الفلسطينية "بالتل" و"أوريدو فلسطين"، مساء 12/1 ، الانقطاع الكامل لخدمات الاتصالات والانترنت مع قطاع غزة بسبب العدوان الإسرائيلي المتواصل. وقالت "بالتل" في منشور لها: "نأسف للإعلان عن انقطاع كامل لكافة خدمات (الخلوي، الثابت، الإنترنت) مع قطاع غزة، بسبب العدوان المستمر". بدورها، قالت "أوريدو" في منشور مماثل: "مع استمرار العدوان على قطاع غزة الحبيب فقد تكرر قبل قليل تضرر الخطوط الرئيسية المغذية لشركات الاتصالات والإنترنت مما أدى لتوقف كامل خدماتنا جنوب ووسط قطاع غزة". من جهته، أوضح وكيل وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، نائب رئيس مجلس إدارة هيئة تنظيم قطاع الاتصالات إيهاب صبيح بأن الاتصالات (الخلوي، الثابت، الإنترنت) انقطعت مجددًا عن قطاع غزة، بشكل كامل في الوسط والجنوب، ومازالت خدمة شركة "أوريدو" تعمل في الشمال. وأشار في بيان إلى أن شركة الاتصالات الفلسطينية "بالتل" المزودة للخدمة في هذه المناطق، لم تتمكن من الوصول للمقسم منذ عشرة أيام بسبب عدم وجود مسارات آمنة وصعوبة التنقل نتيجة للتدمير الهائل في الطرقات، بالإضافة لشح قطع الغيار. ولفت إلى أن قطاع الاتصالات يعاني من الاستهداف المستمر خلال عدوان الاحتلال على قطاع غزة، حيث وصل حجم الدمار ما يزيد عن 80%، بالإضافة لتعرض الطواقم الفنية للاستهداف المباشر خلال قيامها بعملها بالرغم من وجود تنسيق مسبق عن طريق المؤسسات الدولية. وهذه هي المرة السابعة على الأقل، التي تنقطع فيها الاتصالات بالكامل مع قطاع غزة، منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، علما أن تضرر الخطوط والشبكات وأبراج الإرسال جراء الدمار الهائل الذي خلّفه العدوان في البنية التحتية، ونقص الوقود بسبب الحصار، أدى إلى انقطاعات متكررة وضغط على الشبكة وضعف الإرسال في أنحاء متفرقة من القطاع. ويرافق انقطاع الاتصالات والإنترنت تصعيد في المجازر التي ترتكبها قوات الاحتلال ضد شعبنا في قطاع غزة، بالإضافة إلى تعطيل جهود إنقاذ المواطنين وإسعافهم، حيث ارتفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 23700 شهيد، بالإضافة إلى أكثر من 60000 جريح، والآلاف من المفقودين، في حصيلة غير نهائية. وفي السياق، أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، انقطاع الاتصال بشكل كامل عن طواقمها العاملة في قطاع غزة بسبب قطع الاحتلال الإسرائيلي خدمات الاتصالات والانترنت. وقالت الجمعية في بيان، "إن قطع الاتصالات يزيد من حجم التحديات التي تواجه طواقم الهلال الأحمر في تقديم خدماتها الإسعافية والوصول للجرحى والمصابين بالسرعة اللازمة".

قالت منظمة "آكشن إيد" الدولية، إن الأوضاع الإنسانية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وصلت إلى نقطة الانهيار، حيث يتجمع فيها ما يزيد على مليون شخص في منطقة مكتظة للغاية، مع قدوم المزيد منهم كل يوم، بمساحة تقدر بنحو 32 كيلومترا مربعا. وأوضحت المنظمة في بيان، صدر 13/1، أن مئات الآلاف من الأشخاص ينامون في العراء، دون ملابس كافية ومأوى ضد البرد والمطر، بسبب اكتظاظ مراكز الإيواء، وتجاوز قدرتها الاستيعابية. وأشارت إلى أنه يتقاسم الخيمة ما يزيد على 20 شخصا، وكل يوم يمثل كفاحا للمواطنين، للعثور على الغذاء والماء، حيث يواجه جميع سكان قطاع غزة الآن مستويات من الجوع، مع خطر المجاعة الذي يزداد يوما بعد يوم. وتطرّق عبد الحكيم عوض، وهو عضو في مجموعة شبابية لمؤسسة شريكة لـ"آكشن إيد"/ فلسطين، إلى الظروف الإنسانية الكارثية التي يواجهها الناس في رفح، قائلا: "نحن نعيش في وضع لا يمكن أن نصفه بالإنساني، فلا توجد صحة ولا طعام، ولا مقومات الحياة الأساسية، ولا خيم كافية يمكنها استيعاب جميع الأشخاص الذين جاءوا من المنطقة الوسطى في قطاع غزة، فهم ينامون في العراء، ويجب أن يكون لديك 3000 شيقل (ما يعادل 635 جنيهًا إسترلينيًا) لكي تتمكن من شراء خيمة. وأضاف: إذا أردت شراء أي شيء، كطعام في الصباح، أو بعد الظهر، أو الليل، فيجب أن تكون وجبة واحدة، قد تحصل عليها في منتصف النهار، وتبلغ تكلفة هذه الوجبة 50 شيقلا على الأقل (10.58 )جنيه إسترليني.  أما عن الوضع الصحي، أشار إلى أن من يصاب، فعليه أن يبقى في منزله، لأنه لا يوجد مكان لاستقباله على الإطلاق، فلا يوجد كهرباء، والطاقة الشمسية أو الخلايا الشمسية تستخدم للشحن في الأيام العادية، ويجب الانتظار ثلاثة أيام حتى تحصل على الشحن، وهناك طوابير للمياه العذبة، وأخرى للمياه المالحة، وللطعام، وللشرب، وكل شيء له طابور". وأوضحت "اليونيسف" عن وجود ما يقارب 3200 حالة جديدة من حالات الإسهال بالمتوسط كل يوم بين الأطفال دون سن الخامسة، وفي أسبوع واحد من شهر كانون الأول، في حين وصلت حالات الاسهال المسجلة عادة قبل السابع من تشرين الأول ما يقارب 2000 حالة في هذه الفئة العمرية كل شهر، والحفاظ على مستويات النظافة يكاد يكون مستحيلا، بسبب نقص المياه الصالحة للشرب والصرف الصحي، حيث يضطر مئات الأشخاص إلى استخدام مرحاض، أو حمام واحد للاستحمام. وحسب "آكشن ايد"، فالصورة مماثلة في أماكن أخرى جنوب ووسط قطاع غزة، حيث تم تكثيف الغارات الجوية في الأيام الأخيرة، وقد نزح أكثر من 85% من السكان –حوالي 1.9 مليون شخص– من منازلهم عدة مرات، ويواجهون صراعا يوميا لتلبية احتياجاتهم الأساسية. المواطنة ليلى نزحت من منزلها، وتقيم الآن في خيمة مع أطفالها وعائلتها الممتدة في مخيم يقع جنوب غزة، والذي تقول إنه موطن لـ100,000 شخص. قالت: "نحن نعيش في الخيام، فلا يوجد أي من مقومات الحياة التي نعيشها، نتضور جوعا ونواجه معاناة في إيجاد الماء والطعام، لقد غمرتنا المياه خلال الليالي التي أمطرت علينا، فأطفالنا ليس لديهم أي وسيلة لتدفئتهم. لا توجد أغطية، لا شيء، ووالدتنا مريضة بالربو، وهي أيضًا مصابة بحادث سير أثناء الحرب، وأختي أيضًا على وشك الولادة، وليست لدينا بطانيات أو أشياء لتدفئتها أو لتدفئة أطفالنا بها". وحالة إنسانية أخرى للمواطنة أميرة، التي نزحت من منزلها في الشمال، وتعيش حاليًا في خيمة مع أطفالها الأربعة، أصغرهم يبلغ من العمر عامًا ونصف العام في خان يونس، بينما لا يزال زوجها في الشمال. وتتحدث قائلة: "الحمد لله وجدنا ما يسمى بـ"المأوى"، لكن بصراحة بالنسبة لي ولأطفالي وعائلتي، فهو ليس مأوى. هنا أعاني من البرد، لأنني وأطفالي لا نجد ما يكفي من الأغطية. نعاني كثيرًا عندما نريد الذهاب إلى الحمام. نقف في الطابور لفترة طويلة والحمامات بعيدة. لقد عانينا من التهاب المعدة والأمعاء أكثر من مرة. أطفالي كلهم أصيبوا بالمرض على التوالي وتعافوا مرة أخرى... ليس لدي مأوى، ولا أملك دخلا أو مالا أصرفه أو أشتري به أي شيء". ونوهت المنظمة الدولية في تقريرها، إلى أن كمية المساعدات التي تدخل غزة لا تزال غير كافية على الإطلاق، لتغطية هذا المستوى الهائل من الاحتياجات، حيث يدخل حاليًا ما يقارب 200 شاحنة تحمل المواد الغذائية، والأدوية، وغيرها من الإمدادات يوميًا في المتوسط. وعلى الرغم من التحديات الهائلة، تدعم المنظمة وشركاؤها المحليون، مثل: جمعية الوفاق لرعاية المرأة والطفل، من خلال توفير المساعدات الغذائية، ومستلزمات النظافة، و"مستلزمات الشتاء" التي تحتوي على الملابس الدافئة، والبطانيات، والفرش، فضلا عن تزويد عدد من بمساعدات نقدية، لتمكينهم من شراء المواد الأساسية. وتعمل المنظمة بالشراكة مع جمعية "وفاق" أيضا على بناء 60 من الوحدات الصحية للنساء والفتيات في رفح، ما يمنحهن مساحة خاصة، للحفاظ على نظافتهن بكرامة. من جهتها، تتحدث مسؤولة التواصل والمناصرة في "آكشن إيد"/ فلسطين رهام جعفري: "إن الظروف التي يواجهها الناس في رفح لا تصدق، حيث تنهار البنية التحتية، تحت ضغط تلبية احتياجات السكان، بما يقرب من أربعة أضعاف طاقتها المعتادة، وتتدفق المساعدات بوتيرة بطيئة مؤلمة لقد سمعنا قصصًا بائسة عن 20 فردًا من أفراد الأسرة، الذين اضطروا للتكدس في خيمة واحدة، واضطر الناس إلى الوقوف في طوابير لساعات لاستخدام المرحاض، والآباء لا يتناولون حصتهم من الوجبة تلو الأخرى حتى يتمكنوا على الأقل من إعطاء أطفالهم شيئا ليأكلوه. ومن المرجح أن الوضع سيزداد سوءا ومع نزوح المزيد من الأشخاص من المنطقة الوسطى، ومناطق أخرى في جنوب غزة، مع تكثيف الغارات الجوية. وأكدت أن وقف إطلاق النار الفوري والدائم هو وحده الذي سيوقف ارتفاع عدد القتلى، ويسمح بدخول ما يكفي من المساعدات المنقذة للحياة إلى غزة، وتقديم بعض الراحة لأولئك الذين يصارعون من أجل البقاء في رفح، وأماكن أخرى من قطاع غزة".

شهدت حالات رفض وصول البعثات الإنسانية والقيود العسيرة المفروضة على الوصول من جانب السلطات الإسرائيلية ارتفاعًا منذ بداية هذه السنة، حيث لم ينجح سوى 21 في المائة (5 من أصل 24 شحنة) من شحنات المساعدات التي كانت مقرّرة لإيصال المواد الغذائية والأدوية والمياه وغيرها من الإمدادات المنقذة للحياة في الوصول إلى وجهاتها في شمال غزة. ويشلّ هذا الرفض قدرة المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني على تقديم الاستجابة على نحو مجدٍ ومنتظم وعلى نطاق واسع للاحتياجات الإنسانية المستشرية.

في 12 كانون الثاني/يناير، صرّح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، مارتن غريفيث، بأن «المساعي التي نبذلها في سبيل إرسال القوافل الإنسانية إلى الشمال واجهت حالات التأخير والرفض وفرض ظروف يستحيل تجاوزها. إن غياب احترام نظام الإبلاغ عن عمليات المساعدات الإنسانية يعرّض كل حركة يتحركها العاملون في مجال تقديم المعونات للخطر، وهذا هو حال الأعداد غير الكافية على الإطلاق من المركبات المصفّحة ومعدّات الاتصالات المحدودة التي سُمح لنا بإدخالها... لقد بات تقديم المساعدات الإنسانية في شتّى أرجاء غزة مهمة شبه مستحيلة.»

على وجه الإجمال، يمثّل معدل حالات رفض وصول البعثات المرسلة إلى شمال وادي غزة والتي سُجّلت حتى يوم 12 كانون الثاني/يناير 2024 زيادة كبيرة عند مقارنتها مع الحالات التي شهدها شهر كانون الأول/ديسمبر 2023، حينما جرى تنسيق وتنفيذ أكثر من 70 في المائة (13 من أصل 18) من بعثات الأمم المتحدة التي كان من المقرّر أن تتوجه إلى الشمال، الذي تشير التقديرات إلى أن الاحتياجات فيه تعد الأعلى والأشد من غيره. ويؤدي كل يوم لا يتم توفير المساعدات فيه إلى سقوط الضحايا والتسبب بالمعاناة لمئات الآلاف من الأشخاص الذين ما زالوا في شمال غزة. وتعد إمكانية الوصول إلى الشمال شبه مستحيلة، كما باتت القدرة على الوصول إلى منطقتي دير البلح وخانيونس تتضاءل يومًا بعد يوم.


الظروف الصحية

هناك 6 سيارات اسعاف  فقط في الخدمة  حاليا بقطاع غزة.

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تزاول 15 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة عملها جزئيًا، منها تسعة في الجنوب وستة في الشمال. وفي دير البلح وخانيونس، تتعرّض ثلاثة مستشفيات – وهي مستشفيات الأقصى وناصر وغزة الأوروبي – لخطر إغلاقها بسبب إصدار أوامر الإخلاء في المناطق التي تجاورها واستمرار سير الأعمال القتالية على مقربة منها. وما زالت المستشفيات العاملة في الشمال تقدم خدمات رعاية الأمومة والإسعاف والطوارئ. ومع ذلك، تواجه هذه المستشفيات تحديات من قبيل نقص الكوادر الطبية، بمن فيهم الجراحون المتخصصون وجراحو الأعصاب والطواقم العاملة في وحدات العناية المركزة، فضلًا عن نقص الإمدادات الطبية. وهذه المستشفيات في حاجة ماسة إلى الوقود والمواد الغذائية ومياه الشرب. وتؤدي المستشفيات التسعة العاملة في الجنوب عملها جزئيًا وتعمل بثلاثة أضعاف طاقتها الاستيعابية، في الوقت الذي تواجه فيه نقصًا حادًا في اللوازم الأساسية وإمدادات الوقود. ووفقًا لوزارة الصحة في غزة، تصل معدلات الإشغال إلى 206 بالمائة في أقسام المرضى المقيمين و250 بالمائة في وحدات العناية المركزة.

تُشكّل الفيضانات وتلوث المياه تهديدات صحية خطيرة. فبالنظر إلى أن المئات من المُهجّرين يتقاسمون مرحاضًا واحدًا، غدا التعجيل في الوصول إلى المناطق المذكورة أمرًا ضروريًا لا بد منه. ففضلات البشر وما يختلط بها من فيضان المياه ومياه الصرف الصحي لا تزيد من المخاطر الصحية فحسب، بل تلحق ضررًا دائمًا بصيانة البنية التحتية العامة وتسفر عن مخاطر بيئية.

منذ 1 كانون الثاني/يناير، لم تصل سوى بعثة واحد من أصل عشر بعثات كان من المقرّر إرسالها لدعم الأنشطة الصحية وعمليات الطوارئ المنقذة للحياة (بما تشمله من تقديم الأدوية) إلى شمال غزة، ولم يتيسر تنفيذ هذه البعثة على أكمل وجه. ونتيجة لذلك، لم تزل المستشفيات العاملة في شمال غزة دون إمكانية للحصول على ما يكفيها من الإمدادات والمعدات الطبية المنقذة للحياة.

في 12 كانون الثاني/يناير، أعلنت منظمة الصحة العالمية أن المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنسانية تمكنت بعد ما يزيد عن أسبوعين من الوصول إلى مستشفى الشفاء في شمال غزة. وقدّمت هذه المنظمات 9,300 لتر من الوقود والإمدادات الطبية التي تغطي احتياجات 1,000 مصاب و100 مريض يحتاجون إلى غسيل الكلى. وقد أعاد مستشفى الشفاء إطلاق بعض من خدماته الطبية، بما تشمله من 60 عاملًا طبيًا، وقسم طبي وجراحي يضم 40 سريرًا، وقسم للطوارئ، وأربعة غرف للعمليات الجراحية، وخدمات الطوارئ الأساسية المتعلقة بالتوليد وأمراض النساء، ووحدة تعمل على نطاق محدود لغسيل الكلى، وحدًا أدنى من الخدمات المختبرية وخدمات التصوير الإشعاعي الأساسية.

اكثر من 900 الف طفل في مراكز الايواء يعانون خطر الجفاف والمجاعة وامراض الجهاز الهضمي والتنفسي والامراض الجلدية وفقر الدم، واكثر من 50 الف سيدة حامل في مراكز الايواء بلا ماء وبلا طعام وبلا رعاية صحية ونحو 180 سيدة تضع مولودها يومياً في ظروف غير آمنة وغير إنسانية.

قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر 10/1 إن المرافق الطبية والعاملين في مجال الرعاية الصحية يواجهون انعدام الأمن بلا هوادة في خضم حرب إسرائيل على قطاع غزة التي دخلت شهرها الرابع .وأكد الصليب الأحمر في بيان وزع على الصحفيين، أن أي جزء من المنظومة الطبية لم يسلم من الحرب الإسرائيلية بما في ذلك قتل العاملين في المجال الطبي واعتقالهم. وصرح مدير البعثة الفرعية للجنة الدولية في غزة وليام شومبورغ بأن "نقص المعدات والإمدادات الأساسية، وتبعات الأعمال العدائية المستمرة دفعت في إيقاف معظم المستشفيات عن العمل بشكل كامل في غزة". وشدد شومبورغ على أنه يجب احترام مرافق الرعاية الصحية ومركباتها والعاملين فيها وحمايتهم بموجب القانون الدولي الإنساني، ولا يجوز استخدامهم إلا لتوفير العلاج المنقذ للحياة لمن يحتاجون إليه. ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر جميع الأطراف إلى احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني. وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة فإن 326 من الطواقم الطبية و45 من عناصر الدفاع المدني قتلوا في هجمات إسرائيلية على القطاع منذ السابع من أكتوبر الماضي. فيما أفاد مكتب تنسيق الشئون الإنسانية التابعة للأمم المتحدة (أوتشا) أن 13 مستشفى من أصل 36 مستشفى في غزة تعمل بشكل جزئي حاليا، بواقع تسعة في وسط وجنوب القطاع وأربعة في الشمال. وذكر المكتب الأممي أن المستشفيات في مدينة غزة وشمالها تواجه تحديات مثل نقص الطاقم الطبي، بما في ذلك الجراحين المتخصصين وجراحي الأعصاب وطاقم العناية المركزة، فضلاً عن نقص الإمدادات الطبية مثل التخدير والمضادات الحيوية وأدوية تخفيف الآلام والمثبتات الخارجية. وأوضح أن المستشفيات التسعة التي تنشط جزئياً في وسط وجنوب قطاع غزة تعمل بثلاثة أضعاف طاقتها، في حين تواجه نقصاً حاداً في الإمدادات الأساسية والوقود.


ظروف التغذية

حتى 12 كانون الثاني/يناير، أُنجز ما يقل عن نصف البعثات المنسقة التي كانت مقرّرة في شتّى أرجاء غزة (3 من أصل 7 بعثات) وكانت تسعى إلى تقديم المساعدات الغذائية، بما فيها تلك البعثات المشتركة مع قطاعات أخرى. ورفضت السلطات الإسرائيلية وصول بعثتين، وكان لا بد من إلغاء بعثتين أخريين بسبب انعدام إمكانية الوصول عبر المسارات التي حددتها السلطات الإسرائيلية. ولم يُرفض وصول سوى 8 في المائة من البعثات (بعثتين) أو جرى تعليق وصولها لدواعٍ أمنية بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2023. وبسبب تزايد القيود المفروضة على الوصول، ولا سيما في منطقتي الشمال والوسط، تمكن برنامج الأغذية العالمي من تقديم المساعدات الغذائية، بما فيها الطرود الغذائية والقمح والدقيق والخبز، لنحو 900,000 شخص في 91 موقعًا، وهو ما شكّل جزءا صغيرا من احتياجات المواد الغذائية في كانون الأول/ديسمبر.

في 12 كانون الثاني/يناير، دخلت 178 شاحنة محمّلة بالمواد الغذائية والأدوية وغيرها من الإمدادات قطاع غزة عبر معبري رفح وكرم أبو سالم. وصرّح وكيل الأمين العام للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، غريفيث، اليوم بأنه «بينما نرى شيئًا من الزيادة البسيطة في عدد الشاحنات التي تدخل عبر معبري رفح وكرم أبو سالم، فإن الإمدادات الإنسانية وحدها لن تتمكن من أن تقيم أود ما يربو على مليوني إنسان. وليس في وسعنا أن نحلّ محل القطاع التجاري في غزة. فيجب السماح بدخول السلع التجارية على نطاق واسع. إن قائمة متنامية من الأصناف المرفوضة تعني أننا عاجزون عن إدخال الإمدادات اللازمة لإعادة تأهيل البنية التحتية التي تلبي الاحتياجات المعيشية الضرورية إلى غزة. كما أن نظام الإخلاء الطبي المعتمد لنقل المرضى إلى مصر غير كافٍ إلى حدٍّ يُرثى له في خضمّ الاحتياجات الهائلة.»

قال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، إن 2.2 مليون شخص في قطاع غزة يعانون الجوع، كنتيجة مباشرة لسياسة إسرائيل المعلنة التي تحرمهم من الغذاء. وقال المركز الحقوقي، في تقرير نشره  9/1، إن "جميع سكان قطاع غزة جائعون، أي 2.2 مليون إنسان، وإنه تمر عليهم أيام وليالٍ دون أن يتناولوا أي طعام تقريباً، بل أصبح من العادي إسقاط الوجبات من الحساب، وإن البحث اليائس عن طعام لا يتوقف للحظة، لكنه في معظم الأحيان لا يُسفر عن نتيجة، فيبقى السكان جائعين، بمن فيهم الرضّع والأطفال والنساء الحوامل أو المُرضعات وكبار السن." وأضاف المركز، أن سكان غزة يعتمدون الآن بشكل كامل على الإمدادات من الخارج، حيث لم يعد بإمكانهم إنتاج أي طعام تقريبا بأنفسهم، لافتا إلى أن سلطات الاحتلال لا تسمح إلا بدخول جزء صغير من كمية المساعدات التي كانت تدخل قبل الحرب، مع فرض قيود على أنواع البضائع، بدلا من السماح بدخول ما يكفي من الغذاء إلى المنطقة، وشدد على أن السماح بدخول الغذاء إلى غزة التزام بموجب القانون الإنساني الدولي، ورفض الامتثال لهذا الواجب يشكل جريمة حرب. وأشار تقرير "بتسيلم" إلى أنه عشية العدوان كان قطاع غزة غارقاً في كارثة إنسانية عميقة سببها الأساسي الحصار الذي تفرضه إسرائيل منذ 17 عاماً. لافتا إلى أن نحو 80% من سكان القطاع كانوا يعتمدون على الإغاثة الإنسانية، ونحو 44% كانوا يعانون انعدام الأمن الغذائي، و16% كانوا معرضين لفقدان الأمن الغذائي. وقال مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان، إنه تبعاً للنهج المتعارف عليه في العالم لدى تحليل حالات الجوع، فإن هناك خمس درجات من انعدام الأمن الغذائي - أخطرها المجاعة، وإنه وفقاً لهذا النهج، فإنه ابتداءً من الدرجة 3 يستدعي الأمر تدخلاً عاجلاً من أجل حماية السكان. وتشير نتائج التقرير إلى أن أربعاً من كل خمس عائلات في شمال القطاع، ونصف أسر المهجّين في جنوب القطاع لم يتناولوا أي طعام على مدار أيام بأكملها، وأن كثيرين تنازلوا عن الطعام لأجل أولادهم. 93% من سكان القطاع - نحو 2,08 مليون إنسان - عانوا انعدام الأمن الغذائي بشكل حاد، بدرجة 3 أو أعلى، وأكثر من 15% منهم - 378 ألف إنسان - قد وصلوا إلى درجة 5. ويجزم التقرير أيضاً بأنه حتى تاريخ 7.2.24 سوف يصل جميع سكان قطاع غزة إلى الدرجة 3 أو أسوأ من ذلك. كما يتوقع أن يصل واحد على الأقل من كل أربعة - أي أكثر من نصف مليون إنسان - إلى الدرجة 5، وهؤلاء سيعانون نقصا غذائيا حادا، والجوع والإنهاك. ويفيد التقرير بأنه إذا استمرت الظروف الحالية فسيصبح إعلان حالة المجاعة في قطاع غزة كله خطراً محققاً.


واقع الطاقة

منذ 11 تشرين الأول/أكتوبر 2023، ما زال قطاع غزة يشهد انقطاع الكهرباء عنه بعدما قطعت السلطات الإسرائيلية إمدادات الكهرباء ونفاد احتياطيات الوقود من محطة توليد الكهرباء الوحيدة في القطاع. ولا يزال انقطاع الاتصالات ونفاد الوقود يعوقان بشدة المساعي التي يبذلها العاملون في مجال تقديم المعونات لتقييم النطاق الكامل للاحتياجات في غزة وتقديم الاستجابة الوافية للأزمة الإنسانية المستفحلة فيهاا. أنظروا لوحة متابعة إمدادات الكهرباء في قطاع غزة للاطّلاع على المزيد من المعلومات.

منذ 1 كانون الثاني/يناير، لا تزال السلطات الإسرائيلية تفرض القيود على البعثات الإنسانية الست التي تعمل على إعادة إمداد محطات المياه والصرف الصحي بالوقود في الشمال من أجل تقديم المساعدات المنقذة للحياة في مجالات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية. وهذا يشير إلى تحوّل من الفترة الواقعة بين شهري تشرين الأول/أكتوبر وكانون الأول/ديسمبر 2023، حيث فُرضت القيود على ما لا تتجاوز نسبته 33 في المائة من البعثات (بعثتين). ولم تتمكن المنظمات الشريكة في مجال العمل الإنساني من تقييم إمدادات الوقود أو إعادة توريدها في منطقة جباليا منذ أن تلقت تقارير أولية تفيد بفيضان المياه ومياه الصرف الصحي في مخيم جباليا في 5 كانون الثاني/يناير.

أحدث أقدم