القدس العربي - الرسالة
التي جاءت من الولايات المتحدة طوال الأسبوع هي أن رئيس الوزراء الإسرائيلي
بنيامين نتنياهو لا يريد الاستماع لها وسيواصل حملته ضد آخر المدن في جنوب غزة،
رفح.
وبات
الهجوم على رفح محلا لتفسيرات وتكهنات المعلقين في الإعلام الأمريكي، هل هي وسيلة
نتنياهو للضغط على حركة حماس كي تتخلى عن شروطها لتسليم ما لديها من رهائن، أم أن
إسرائيل تريد السيطرة فعلا على كامل القطاع؟ والحقيقة هي أن إسرائيل ماضية في
حملتها العسكرية وتدمير كل ما في القطاع وجعله غير قابل للحياة، وملاحقة السكان من
زاوية إلى أخرى حتى يصلوا إلا لا مفر. وخلال هذا يخوض نتنياهو وداعموه في الغرب
حربهم على الفلسطينيين وتجريدهم من إنسانيتهم، ففي تصريحات لنتنياهو لشبكة «إي بي
سي نيوز» واصل خطابه الفوقي الرافض عندما برر معارضته لفكرة الدولة الفلسطينية «هل
تريد دولة فلسطينية تعلم أبناءها الكراهية؟ الجواب لا». كل هذا وسط اللقطات التي
تنتشر يوميا عن الجنود الذين يستبيحون بيوتا خلت من سكانها ودمروها، وصور عن جنود
يستمتعون بتناول إفطار غزي وسط الدمار الذي أحدثوه.
نفس السرد
هي نفس الرواية التي تتكرر منذ خمسة أشهر على بدء الحرب المدمرة والانتقامية ضد غزة، تسريبات وأقوال منسوبة لمسؤولين بارزين «طلبوا عدم الكشف عن هويتهم لأنه غير مصرح لهم بمناقشة الأمور الحساسة» أو حتى «لا تؤثر تصريحاتهم على مسار المحادثات». الحقيقة الواضحة هي إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تريد فقط إدارة النزاع في عام انتخابي يواجه فيه الرئيس عزوف الناخبين عنه بسبب مواقفه من غزة وبسبب كبر سنه الذي أصبح قضية يستخدمها الجمهوريون ضده وبسبب زلاته وأخطائه، وخلطه بين الأمور التي أصبحت مثارا للسخرية من أقوى رئيس في العالم.
توتر وغليان
لكن
الإعلام يواصل تأكيده على وجود خلافات بين الإدارة ونتيناهو، خذ مثلا تقرير «وول
ستريت جورنال» (16/2/2024) والتي علقت على ما جرى في المكالمة الأخيرة بين الرئيس
الأمريكي ونتنياهو وهي التاسعة عشرة منذ بداية الحرب حيث قالت «علاقة بايدن-
نتنياهو وصلت لنقطة الغليان مع اقتراب غزو رفح». وقالت إن الإدارة الأمريكية تعترف
بأن تأثيرها يتلاشى على حليفتها المقربة من الشرق الأوسط، لكن بايدن يحاول أن يضع
خطا بشأن اجتياح رفح، حيث يطالب كما طالب في المرات السابقة بخطة يمكن تنفيذها
وتمنع من وقوع الضحايا، مع أن الضحايا يقتلون يوميا في رفح وغيرها. في وقت صمتت
فيه الولايات المتحدة على جرائم الحرب الأخيرة في مجمع ناصر الذي تعاملت معه
الصحافة الغربية وكأنه هدف عسكري وتابعت تفاصيله من حصار ومن ثم اقتحامه والبحث
فيه، مع أنه مستشفى يعج بالمرضى والجرحى والمشردين.
وقالت
«وول ستريت جورنال» إن الرئيس في مكالمته يوم الخميس «كرر رأيه بأن العملية
العسكرية لن تمضي بدون خطة موثوقة قابلة للتنفيذ من أجل التأكد من سلامة ودعم
المدنيين في رفح». إلا أن نتنياهو تعهد بالمضي في الحملة والقيام بعملية «قوية»
بعد إجلاء المواطنين، لكنه لم يقل إلى أين. وأشارت الصحيفة إلى أن إدارة بايدن
أوصلت رسالة مفادها أنها لا تدعم عملية عسكرية شاملة وتفضل «عملية مستهدفة» وهو
نفس الكلام الصادر من بايدن ومساعديه وخاصة وزير خارجيته أنتوني بلينكن الذي زار
المنطقة خمس مرات وكرر نفس الكلام. وواصلت الصحيفة القول «طالبت الإدارة الجيش
الإسرائيلي تقديم خطة موثوقة تضم محتويات عسكرية وإنسانية، لو قرر عدم الإستماع
لنصحية واشنطن وغزة المدينة، حسب قول المسؤولين الأمريكيين». وواصلت الصحيفة أن
المواجهة المتزايدة بين الحكومتين بشأن رفح يؤكد تراجع نفوذ إدارة بايدن على نتنياهو.
وأضافت أن المسؤولين الأمريكيين ناقشوا خلال الأسابيع الماضية طرقا لممارسة الضغط
على نتنياهو، لكن بايدن لم يظهر استعدادا لممارسة الأداة الأقوى في ترسانته:
مبيعات الأسلحة لإسرائيل، فقد رفض الرئيس أي حديث عن تخفيض في مبيعات الأسلحة
لإسرائيل، وبدلا من ذلك اعتمد على تصريحاته المتنمرة العامة للتعبير عن سخطه.
كوصفه العملية الإسرائيلية بأنها تجاوزت الحد، وهي تصريحات لم تترك أي أثر على
نتنياهو ودفعه للبحث عن استراتيجية خروج من غزة وتبني خطط الإدارة الأمريكية
بالعمل على إقامة دولة فلسطينية، ويقول بريان كاتوليس من معهد الشرق الأوسط في
واشنطن «لقد توسعت في الأسابيع الماضية، الفجوة ما بين إدارة بايدن وحكومة نتنياهو
في موضوعات رئيسية في ظل استمرار الحرب ما بين إسرائيل وحماس».
إسرائيل تتحدى
ولاحظت
صحيفة «فايننشال تايمز» أن بايدن لم يتحدث عن تداعيات العملية في رفح، ولم يشجبها
بأشد العبارات كما فعلت أستراليا وكندا ونيوزلندا التي أصدر قادتها بيانا مشتركا
هذا الأسبوع حذروا قائلين إن العملية ستكون «كارثة» إلا أن الرئيس بايدن أكد ان
العملية في رفح لن تمضي طالما لم يتم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار مؤقت
والإفراج عن رهائن لدى حماس. ورأت الصحيفة أن رفح تبدو الآن مثل نقطة تحول مهمة في
العلاقات بين إدارة بايدن والحكومة الإسرائيلية والنزاع في الشرق الأوسط. وعلقت أن
المسؤولين الأمريكيين بمن فيهم بايدن وقفوا مع إسرائيل عندما بدأت الحرب ضد حماس،
لكن حماسهم تراجع سريعا بسبب نهج نتنياهو والأزمة الإنسانية المتفاقمة. فقد وصل
عدد القتلى حسب وزارة الصحة في غزة إلى 28.500 شخص و 68.000 جريح، ودمرت نسبة 80
في المئة من بنايات غزة، فيما حذرت وكالات الأمم المتحدة بأن ثلث سكان غزة يواجهون
خطر المجاعة. وقالت الصحيفة إن مواصلة إسرائيل حملتها «القوية» حسب نتنياهو ضد رفح
فإنها قد توسع من التوتر بين بايدن ونتنياهو ولردة فعل من الديمقراطيين في
الكونغرس، في وقت يحاول فيه بايدن تعزيز دعم الحزب قبل الإنتخابات الرئاسية في شهر
تشرين الثاني/نوفمبر.
وتساءلت
الصحيفة عن أثر مواصلة نتنياهو تحديه لبايدن على التأثير الأمريكي في المنطقة التي
ظلت تهيمن عليها ولعقود والصورة المشوهة لأمريكا بين العرب والمسلمين. وحسب والي
ناصر، استاذ العلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الفكرة هي أن الولايات المتحدة
غير قادرة على ممارسة الضغط الكافي على إسرائيل لتحقيق ما تريد وأن إسرائيل ترفض
ما تطلبه منها أقوى قوة في العالم، وهو ما يجعل «الولايات المتحدة تبدو ضعيفة أمام
العالم وخاصة في الشرق الأوسط وتبدو ضعيفة في الداخل» الأمريكي.
ورغم
الخطوات التي اتخذتها إدارة بايدن من تصنيف ثلاثة مستوطنين على قوائمها الإرهابية
وإعلان وزارة الخارجية عن تحقيقات في إمكانية انتهاك إسرائيل للقانون الدولي في
غزة إلا أن إدارة بايدن لم تستخدم الأدوات الأقوى لديها وهي التفكير في تعليق
الدعم العسكري، بل وتواصل الدفع لتمرير الكونغرس رزمة مساعدات عسكرية بقيمة 14
مليار دولار لإسرائيل. ورغم ما يقوله المسؤولون الأمريكيون السابقون والحاليون عن
بايدن بأنه صريح ومباشر في حديثه مع نتنياهو وأنه قطع مكالمة أثناء احتفالات عيد
الميلاد مع نتنياهو وما أوردته شبكة أن بي سي نيوز ومجلة بوليتيكو من أن بايدن وصف
رئيس الوزراء الإسرائيلي بـ «الأحمق» و «ابن الحرام السيء» إلا ان بايدن واصل
الحديث مع نتنياهو حيث تحدثا مرتين يوم الأحد والخميس. وبعيدا عما يقال عن خبرة
بايدن في التعامل مع نتنياهو إلا أن سخونة الحملات الانتخابية تعني أن الإدارة
أمام خيارات صعبة وتحتاج إلى وقف الحرب كي تمضي في خططها لحل النزاع، وتقديم خطتها
التي تظل إعادة إنتاج للكلام المعاد المكرر حول دولة فلسطينية وحكومة تكنوقراط
بمشاركة حماس أو بدونها وما يتم النقاش حوله بين الولايات المتحدة والدول العربية.
وكل هذا يتم ضمن تسريبات نشرتها صحيفة «واشنطن بوست» (14/2/2024) التي قدمت ملامح
خطة عربية-أمريكية لليوم التالي بعد غزة، حيث اعترفت الصحيفة أن نتنياهو سيرفض كل
ملامح الخطة، إلى جانب المقابلة التي أجرتها «نيويورك تايمز» (14/2/2024) مع محمد
دحلان، القيادي السابق في حركة فتح ومستشار الرئيس الإماراتي وقالت إنه تحدث عن
مناقشات عربية للوضع فيما بعد الحرب، وهي حكومة مستقلة ودعم عربي وطريق إلى دولة
فلسطينية.
ليس صحيحا
وفي
النهاية فكل الحديث عن خلافات أمريكية-إسرائيلية وغضب بايدن من نتنياهو هي مجرد
تقولات إعلامية، ويردد نفس الكلام منذ بداية الحرب كما أشار تقرير في مجلة «ذي
نيشين» (13/2/2024) وأشار كاتب المقال إلى ما نشرته صحيفة «واشنطن بوست»: «وصل
الرئيس جو بايدن وفريقه إلى حافة القطيعة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين
نتنياهو وأكثر من أي وقت مضى منذ بداية الحرب في غزة، ولم يعودوا ينظرون إليه
كحليف مثمر يمكنهم التأثير عليه من خلال الأحاديث الخاصة، حسب أشخاص على معرفة
بالنقاشات الداخلية». وعلق الكاتب أن استخدام الصحيفة لتعبير «القطيعة» و»أكثر من
أي وقت مضى» منذ بداية الحرب في غزة و»تزايدا في الإحباط» يعطي القارئ العادي
انطباعا أن تحولا كبيرا في موقف الإدارة سيحدث قريبا. ولكن القارئ العادي الذي
يتابع تغطية غزة، يمكنه اكتشاف ما أصبح متوقعا في التقارير التي تتحدث عن مظاهر الغضب
التي ظهرت في مرحلة ما بعد 7 تشرين الأول/أكتوبر «خلف الأضواء، بايدن غاضب جدا على
نتنياهو». ومشكلة هذه التقارير أنها لا علاقة لها بالمطلق في طريقة إدارة بايدن
للحرب. وقدم الكاتب جردة من التصريحات المماثلة حيث قال إن كل التقارير تخبرنا أن
الإحباط في تصاعد وأن المخاطر زادت وأن التوترات أصبحت أكثر توترا وأن الخرق اتسع
على الراقع بين بايدن ونتنياهو. وبالنظر إلى هذه التقارير فإنها تعطي صورة عن رئيس
نفد صبره وان التوتر وصل إلى درجة الاشتعال. و»من ينظر إلى ما يجري على واقع
العلاقة الأمريكية-الإسرائيلية يرى أن الإعلام هو وحده الذي صدق فكرة الإحباط
والتوتر» ففي العالم الحقيقي، واصل بايدن والمشروعون معه عمليات تسليح إسرائيل.
متواطئة
والحقيقة هي أن أمريكا تواصل لعبة «ازدواجية الكلام» وهي متواطئة في الحرب كما ورد في مقال نشرته «فايننشال تايمز» (13/2/2024) لمدير البرنامج الأمريكي في مجموعة الأزمات الدولية، مايكل وحيد حنا، وساهم فيه أيضا روبرت بليشر، مدير برنامج مستقبل الصراع قالا فيه إن الهجوم على رفح من شأنه أن يزيد من حجم الخطر. والولايات المتحدة هي القوة الوحيدة القادرة على وقف ذلك. وللقيام بذلك، سيتعين عليها ممارسة درجة من الضغط كانت مترددة في ممارستها حتى الآن. وقالا إنه من الصعب المبالغة في تقدير تكاليف هجوم إسرائيل على رفح التي تعتبر مركزا لواحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في هذا القرن، ومن شأن توسيع العملية العسكرية في هذه المنطقة أن يؤدي إلى تفاقم الكارثة بشكل كبير. ولا توجد وسيلة لإجلاء هذا العدد الكبير من الناس. وفي الجنوب، ترفض مصر تهجير الفلسطينيين إلى أراضيها، خوفا من العبء وخوفا من المخاطرة بأمنها. ولعل الأهم من ذلك أنها لا تريد تمهيد الطريق أمام «نكبة ثانية». وإلى الشمال، استولت إسرائيل على خان يونس، تاركة شريطا ساحليا مفتوحا قد يسمح بالمرور شمالا. وأولئك الذين لديهم القدرة والوسائل اللازمة للإخلاء مرة أخرى سيجدون أن بقية القطاع غير صالح للسكن. الجميع في رفح محرومون أصلا من شيء أساسي. ومن شأن الإخلاء أن يترك السكان محرومين من كل شيء تقريبا. وقالا إن «الضغوط الأمريكية على إسرائيل يجب أن تتجاوز الكلمات الصارمة والمحادثات الغاضبة المسربة. إن الولايات المتحدة اليوم متواطئة في تدمير مجتمع غزة، وفي إفقار جزء كبير من القطاع. ولكن حتى في هذه المرحلة المتأخرة، هناك خيارات يجب اتخاذها وتجنب المزيد من الكوارث». ومن الواضح إن إسرائيل ليست في وارد الاستماع لـ»تحذيرات» الأمريكيين، فهي تعتقد أنها حصلت على الضوء الأخضر لتدمير حماس وقتل قادتها الذين لم تعثر عليهم. وحسب مسؤول أمني سابق حقق مع يحيى السنوار الذي تقول إسرائيل إنه العقل المدبر لهجمات تشرين الأول/أكتوبر، فلن تنتهي الحرب قبل مقتل السنوار، وفضل قتله على اعتقاله، وذلك في تصريحات لصحيفة «التايمز»(15/2/2024).
وإزاء التورط الأمريكي في الحرب على غزة والتردد في الأخذ على يد نتنياهو، فهناك إمكانية لأن يقود التواطؤ الأمريكي في الحرب لنهاية ترتيبات ما بعد الحرب العالمية الثانية ونهاية النظام الدولي القائم على احترام القوانين والقواعد، كما ناقشت الأمينة العامة لمنظمة أمنستي انترناشونال أغنيس كلامار بمقال نشرته دورية «فورين أفيرز» (16/2/2024) وقالت كالامار إن الولايات المتحدة والدول الغربية دعمت إسرائيل وزودتها بالمساعدات العسكرية ورفضت دعوات وقف إطلاق النار في مجلس الأمن وعلقت الدعم عن وكالة الأونروا في الأمم المتحدة والتي تقدم الدعم للاجئين الفلسطينيين وعارضت دعوى جنوب أفريقيا في محكمة العدل الدولية، حتى مع تواصل الذبح. مضيفة أن التواطؤ الدبلوماسي اليوم في كارثة حقوق الإنسان والأزمة الإنسانية في غزة هو تتويج لسنوات من تآكل حكم القانون ونظام حقوق الإنسان العالمي. فقد بدأ الانهيار بشكل جدي بعد هجمات 9/11 عندما مضت الولايات المتحدة في «حربها على الإرهاب» وهي حملة أدت لتطبيع فكرة أن كل شيء مباح في ملاحقة «الإرهابيين». واستعارت إسرائيل المبادئ والإستراتيجية والأساليب من تلك الحرب كي تنفذ حربها في غزة، وعملت هذا بدعم من الولايات المتحدة. ويبدو أن كل الدروس الأخلاقية الخطيرة من الهولوكوست في الحرب العالمية الثانية نسيت تماما، ومعها ذهب المبدأ الجوهري القديم «لن يحدث مرة أخرى» ومفهومه العام وحقيقة أنه يحمينا جميعا أو لا يحمي أحدا. وكان الانهيار واضحا في تدمير غزة ورد الغرب عليه وهو يؤشر إلى نهاية النظام القائم على القواعد ويعلم بداية مرحلة جديدة. وأضافت أن مبدأ التساوي في الحقوق العالمية لم يطبق على الفلسطينيين واستعارت ما قاله الناقد الفلسطيني- الأمريكي إدوارد سعيد من أن الفلسطينيين هم «ضحايا الضحايا ولاجئو اللاجئين». ففي الوقت الذي شجبت فيه الدول الغربية هجمات حماس إلا أنها لم تفعل الشيء نفسه عندما بدا واضحا أن القصف الإسرائيلي قتل آلاف المدنيين. وكان على كل الدول وخاصة ذات التأثير منها على إسرائيل شجب الأفعال غير القانونية الإسرائيلية والمطالبة بوقف فوري للنار مقابل تحرير الرهائن وبالمحاسبة على جرائم الحرب وغير ذلك من الانتهاكات التي ارتكبها الطرفان. ولم يحدث هذا بل دافعت إدارة بايدن عن تكتيكات إسرائيل وقلدت مثل الببغاء مزاعم إسرائيلية غير مثبتة وثبت كذبها لاحقا، كتلك التي اتهمت حماس بارتكاب مذابح. ورغم رفع أمريكا صوتها بضرورة حماية المدنيين إلا أنها رفضت دعم الخطوات الرئيسية الكفيلة بحمايتهم. واستخدمت الفيتو في مجلس الأمن الدولي لمنع قرار يدعو لتوقف إنساني للحرب في غزة. وكان بإمكان الولايات المتحدة، كقوة عظمى، ممارسة التأثير على إسرائيل وتغيير الواقع على الأرض في غزة. وأكثر من هذا كان بامكان الولايات المتحدة منع حليف قريب له من مواصلة ارتكاب المذابح، لكنها اختارت عدم فعل هذا.