جريدة
الأيام - يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، لليوم الـ 143 على التوالي، مع
اشتداد الحصار، وزيادة المعاناة والجوع والمرض، خاصة في شمال القطاع.
"الأيام"
رصدت مشاهد من العدوان والمعاناة، منها مشهد يرصد مساعدة خبراء التداوي بالأعشاب
للمواطنين في ظل شح الأدوية، وأزمة المستشفيات، إضافة لمشهد ثان يسلط الضوء على ما
وثقه مركز حقوقي كشف كيف تحولت ممرات النزوح لمصائد للاعتقال والقتل، ومشهد ثالث
يوثق تعمد الاحتلال تدمير معدات بلدية غزة، ما يجعلها عاجزة عن أداء مهامها، إضافة
لمشهد أخير بعنوان: 30 ألف شهيد 72% منهم من النساء والأطفال.
نقص
الأدوية يجبر سكان غزة على التداوي بالأعشاب
خلف
العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وما رافقه من حصار مشدد، نقص كبير في
الأدوية والعقاقير الطبية، ما تسبب بتفاقم الحالات المرضية، وزيادة معاناة
المواطنين، الأمر الذي دفع عددا من خبراء التداوي بالأعشاب الطبية، والطب البديل،
للتوجه لمساعدة المواطنين بطرق مختلفة.
ومن
بين هؤلاء كان الدكتور ناصر حسنين، خبير الأعشاب والطب البديل، الذي سارع بإنشاء
مجموعة على موقع التواصل الاجتماعي "واتساب"، ضمت خبراء في التداوي
بالأعشاب من عدة دول عربية، منها مصر، واليمن، والعراق، إضافة لوجود أطباء من عدة
تخصصات داخل المجموعة.
وأكد
حسنين لـ"الأيام"، أن هذه المجموعة الخاصة بالاستشارات الطبية للطب
البديل، تم تعميمها على أهالي رفح والنازحين، ومن يحتاج لاستشارة العلاج بالأعشاب
لمختلف الأمراض، خاصة الموسمية المنتشرة حالياً، واذا كان المرض يحتاج إلى متابعة
لدى طبيب، يتم توجيه المريض للمكان والاخصائي المناسب، حيث يتم التعاون مع أطباء
أكفاء.
وأكد
أن هدف إنشاء المجموعة هو التخفيف عن كاهل المرضى والناس، في ظل الحرب وحالة
الطوارئ التي يعيشها المواطنون، ومحاولة تقديم استشارات تفيدهم.
وأكد
أن المريض يقدم مشكلته، ويشرح ما يعاني منه، ويتلقى المشورة والوصفات من قبل
الخبراء في المجموعة، وفي غضون وقت قصير استطاع فريق العمل التعامل مع مئات طلبات
الاستشارة، وقدم الخبراء نصائح متنوعة، شملت الأماكن التي يجدون بها الأعشاب،
والتركيبات السهلة، وفي حالة صعوبة التركيبة، أو عدم القدرة على ايجاد المواد، يتم
توفيرها لمن يستطيع الوصول لنا بسعر التكلفة.
وأكد
أن العلاج بالأعشاب فعال في معظم الحالات، وهو حل أمثل في مثل هذه الظروف، وهو أحد
الحلول البديلة لمساعدة الناس، ممن باتوا لا يستطيعون توفير الأدوية، أو يواجهون
مشاكل في الوصول للمستشفيات المكتظة.
ممرات
النزوح مصائد للاعتقال والقتل
منذ
بدء الحرب البرية على قطاع غزة، يواصل الاحتلال الترويج بإقامة ممرات نزوح إنسانية
آمنة للمواطنين الفارين من مناطق التوغل والقتال، غير أن هذه الممرات، التي تقام
عليها حواجز للجيش الإسرائيلي، تحولت مع مرور الوقت لمصائد للقتل والاعتقال.
المرصد
"الأورومتوسطي" لحقوق الإنسان، استطاع توثيق كيف حولت إسرائيل ممر
النزوح القسري جنوبي مدينة غزة، إلى مصيدة لقتل الجوعى والنازحين.
ووثق
المرصد قتل قوات الاحتلال مدنيين عند حاجز وادي غزة، بعد إجبارهم على النزوح من
مدينة غزة إلى منطقة المواصي جنوبي القطاع، إلى جانب استهداف المدنيين المتجمعين
بانتظار شاحنات المساعدات بالقرب من الحاجز.
ووفق
المرصد فقد قتلت قوات الاحتلال وأصابت 30 فلسطينياً على الأقل مساء الأحد الماضي،
خلال تجمعهم في انتظار شاحنات المساعدات قرب دوار النابلسي على شارع الرشيد جنوب
غربي مدينة غزة.
كما
أكد المرصد أنه وثق شهادات مروعة عن إطلاق الدبابات الإسرائيلية قذائف مدفعية
وأعيرة نارية تجاه أكثر من 300 مدني، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، يوم
الخميس الماضي، خلال محاولتهم النزوح من مدينة غزة إلى جنوب وادي غزة.
وأكد
المرصد أن قوات الاحتلال استهدفت هؤلاء النازحين على نحو مباشر، على الرغم من أنهم
كانوا يحملون الرايات البيضاء، ويتبعون تعليمات الجيش الإسرائيلي، ويسيرون في
الشوارع التي حددها لهم.
الاحتلال
يدمر معدات بلدية غزة
دمرت
آلة الحرب الإسرائيلية معظم المعدات، والآليات التابعة لبلدية غزة، ما جعلها عاجزة
عن أداء مهامها المختلفة، الأمر الذي بات يشكل تهديداً جدياً للبيئة، وينذر
بانتشار الامراض، خاصة مع تكدس النفايات الصلبة في المدينة، وتحول الشوارع إلى برك
للصرف الصحي.
وأكدت
بلدية غزة، أن الاحتلال استهدف كراج البلدية مجدداً، ودمر ما تبقى من الآليات التي
تعمل في مجال تقديم الخدمات للمواطنين، بعدما كان قد استهدف المكان عدة مرات في
السابق، في محاولة لوقف عمل البلدية، ضمن حرب الإبادة الجماعية التي يرتكبها بحق
المدنيين منذ السابع من تشرين الأول، من العام الماضي.
وأفادت
البلدية أن الاحتلال استهدف السيارات "المرمزة" والتي قامت البلدية
بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في غزة في وقت سابق، وقبل بدء العدوان
بتعريف هذه الآليات، وترميزها للعمل في أوقات الطوارئ، وكذلك تعريف هوية سائقيها،
وطبيعة الخدمات التي تقدمها لحمايتها، ورغم ذلك تم استهدافها وتدميرها مؤخراً.
وأوضحت
أن عدد الآليات التي تم تدميرها كلياً في الاستهداف الأخير فقط، بلغ 6 آليات وهي؛
3 جرافات تعمل في مجال إصلاح الطرق، وجمع النفايات، وحفار يعمل في مجال إصلاح خطوط
المياه والصرف الصحي، ومضخة مياه، وشفاطة تعملان في مجال الصرف الصحي، وسيارة
تابعة للأعمال الإدارية، بالإضافة إلى أضرار متعددة لحقت بالكراج ومرافقه.
وأكدت
البلدية أنها تعاني عجزاً كبيراً، ولم يعد لديها آليات قادرة على العمل، لتقديم
أبسط الخدمات للمواطنين، وأن استهداف الاحتلال للكراج بشكل متكرر تسبب في تدمير
نحو 95 آلية من مختلف الأحجام، بالإضافة إلى ورشة الصيانة، ما تسبب بعجز شبه كامل
في الآليات، انعكس بشكل كبير على الخدمات.
30
ألف شهيد وتنكيل واسع بالمواطنين
قال
المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، إن الاحتلال قتل منذ بدء العدوان 30,000
مدني غالبيتهم من الأطفال والنساء، والذين يشكلون 72% من مجموع الشهداء، عدا وجود
أكثر من 8000 مفقود تحت الركام.
وتحدث
المكتب عن تعرض المواطنين للتعذيب والمعاملة اللاإنسانية من قبل الاحتلال، الذي
اعتقل 2,600 أسير من داخل القطاع منذ بدء العدوان، وهناك إفادات تؤكد ممارسة
الاحتلال التعذيب بحق هؤلاء الأسرى المعتقلين، ومعاملتهم معاملة قاسية، ولاإنسانية
ومهينة.
ووفق
المكتب الإعلامي فإن الاحتلال أجبر 2 مليون فلسطيني على النزوح القسري والإجباري
من منازلهم ومناطق سكناهم.
وأكد
أن الاحتلال عمد لاستخدام المواطنين دروعا بشرية، حيث اتخذ من مئات المواطنين
رهائن خلال العدوان، وخاصة في أحياء الزيتون، والشيخ رضوان، والنصر، ومخيم
المغازي، ومنطقة غرب غزة.
كما
أكد أن الاحتلال نفذ مئات آلاف عمليات القصف ضد المدنيين، وضد الأهداف المدنية
وذلك بشكل واضح، خاصة ضد المستشفيات، والمدارس، والمساجد، والكنائس، والجمعيات
المدنية المختلفة، بينما عمد الاحتلال للاعتداء آلاف المرات على كرامة الناس
والنساء والأطفال، وجرّدهم من ملابسهم، وأجبرهم على التعري، ونقلهم بصورة حاطة
بالكرامة إلى مناطق حدودية، ومارس ضدهم الإهانة، خاصة التجويع المستمر منذ بدء
الحرب، خاصة في محافظة شمال غزة ومحافظة غزة، وذلك من خلال فرض حصار مشدد على جميع
سكان قطاع غزة، وحرمانهم بشكل متواصل من المواد التي لا غنى عنها لبقائهم، ومنع
إدخال المساعدات الغذائية والتموينية، وإطلاق النار على حافلات حاولت إيصال
الغذاء، وقتل عشرات المواطنين كانوا في طريقهم للحصول على الغذاء والمساعدات.
وأكد المكتب الإعلامي أن الاحتلال توسع في استخدام الأسلحة المحظورة دوليا، حيث ألقى 70,000 طن من المتفجرات على البيوت الآمنة المدنية في قطاع غزة، ومسح مربعات سكنية بالكامل، من خلال قصفها بالصواريخ والأسلحة غير المشروعة، بينها ما يعرف بالقنابل الغبية، هذا عدا استخدامه للفسفور الأبيض، والأسلحة الحرارية، والقذائف العنقودية، والمسمارية ضد الفلسطينيين.