يا
جماهير شعبنا العظيم.. يا حماة الأرض وبناة الدولة المستقلة
يحيي
حزبنا، الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا"، اليوم الذكرى الـ 34
لانطلاقته كجزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية ومنظمة التحرير الفلسطينية
الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا الفلسطيني، ويأتي ذلك في ظل ظروف غاية في التعقيد
والمخاطر أهمها حرب الابادة والتطهير العرقي التي يشنها كيان الاحتلال على أبناء
شعبنا عموما وفي قطاع غزة خصوصا. وإذ نتوجه بالمناسبة بالتحية والتقدير والاجلال
والاكبار للصمود الأسطوري والمقاومة الباسلة التي يسطرها شعبنا؛ فإننا ننحني
بالإجلال والاكبار لتضحيات السادة الشهداء ومعاناة الجرحى البواسل وعذابات الأسرى
الأبطال، ونؤكد أن هذا الصمود وتلك التضحيات والمعاناة والعذابات تستدعي من عموم
مكونات وفصائل الحركة الوطنية الفلسطينية التحلي بالمسؤولية وروح الوحدة الوطنية
والعمل المشترك من أجل وقف جرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية التي يقترفها كيان
الاحتلال وفي مقدمتها حرب الابادة التي يشنها على قطاع غزة منذ ما يزيد على خمسة
شهور.
يا
أبناء شعبنا.. يا بنات شعبنا
مع
كل المعاناة والآلام التي يواجهها شعبنا وجرائم الحرب الاسرائيلية التي أدت في
قطاع غزة لوحده إلى استشهاد عشرات الآلاف وإصابة مئات الآلاف والتدمير شبه الشامل
الذي لحق بالمنازل وكل أسباب الحياة في القطاع، لم يكف الاحتلال عن تهديداته
باستمرار حرب الابادة هذه وقد قرن أقواله بالأفعال، إن في قطاع غزة أو في الضفة
الغربية والقدس، وهو يهدد بمزيد من التصعيد والعدوان في شهر رمضان المبارك وبناء
المزيد من المستوطنات وتسليح المزيد من المستوطنين، كما أن مخططه للتهجير لا يزال
قائما. وإذ نؤكد أن كل هذه العدوانية والغطرسة الاسرائيلية لن تخيف شعبنا ولن
تثنيه عن مواصلة نضاله والتمسك بحقوقه الوطنية، وإذ نقدر عاليا الانتفاضة العارمة
التي عمت عواصم العالم أجمع نصرة لنضال شعبنا وضد العدوانية الاسرائيلية، بما في
ذلك التطور الملحوظ في مواقف عديد الدول بما فيها بعض الدول الغربية ، فإننا نؤكد
على جملة من الخطوات يجب العمل عليها لمواجهة حرب الابادة هذه وخدمة مشروعنا
الوطني وضمان وصوله إلى مبتغاه في الحرية والعودة والاستقلال الناجز:
أولا-
استعادة الوحدة الوطنية من خلال انضمام كل الفصائل، بما فيها حركتا حماس والجهاد،
لمنظمة التحرير الفلسطينية بوصفها الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا وقائدة نضاله،
ونرى أن ما تحقق في لقاء موسكو خطوة مهمة بهذا الاتجاه والمطلوب البناء عليها من
خلال عقد اجتماع عاجل للأمناء العامين للفصائل تكون المهمة الأولى له وضع
الاجراءات العملية لهذا التوجه وإعادة تفعيل وتطوير مؤسسات المنظمة ووضع
استراتيجية سياسية وكفاحية فلسطينية جديدة وفق مبدأ الشراكة في اتخاذ القرار وعلى
أساس مصالح وأهداف شعبنا ومتطلبات مرحلة التحرر الوطنية التي تحتدم المعركة فيها
في مواجهة الاحتلال ومخططاته وتهديداته.
ثانيا-
يجب توحيد وتوجيه كل الجهود لخدمة الهدف الراهن لشعبنا في هذه المرحلة والمتمثل
بالوقف الفوري لحرب الابادة الجماعية التي يشنها كيان الاحتلال على قطاع غزة
وتمكين وصول كافة أشكال المساعدات إليه ورفع الحصار الظالم عنه والانسحاب الكامل
لقوات الاحتلال منه، فالأراضي الفلسطينية وحدة جغرافية واحدة، ولا قرار بشأنها إلا
للشعب الفلسطيني ولقيادته، ولا دولة بدون القدس عاصمة لها، ولا دولة دون قطاع غزة،
وحق شعبنا في مقاومة الاحتلال لا تنازل عنه وسيستمر الكفاح الوطني الفلسطيني
ويتصاعد بكل الأشكال التي يراها مناسبة.
ثالثا-
الاستيطان والتهجير خطران قائمان ويهددان الكيانية الفلسطينية ويجب مواجهتهما بكل
قوة، وآن الأوان للمجتمع الدولي البرهنة على أقواله حول حق شعبنا في الحرية وتقرير
المصير بالأفعال، ويجب توحيد الجهود الفلسطينية من أجل العمل على تنفيذ كل قرارات
الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، والعمل لضمان نيل دولة فلسطين
العضوية الكاملة في الأمم المتحدة واعتراف الدول التي لم تعترف فيها، وضمان اعتماد
مجلس الأمن الدولي نظاما خاصا للحماية الدولية لشعبنا.
رابعا-
المسجد الأقصى وكنيسة القيامة ملك لشعبنا وامتداد لموروثه الحضاري سيدافع عنهما
ولن يسمح بالاعتداء عليهما والقدس عاصمة دولتنا المستقلة القادمة لا محالة والوصل
إليها وللحرم القدسي الشريف في رمضان أو غيره حق كفلته كل الاعراف والقوانين
والشهداء رموز عز وفخار والأسرى أبطال حرية وعدالة لن نسمح بالنيل منهم أو بحقوقهم
أو بعوائلهم وما يتعرض له معتقلونا في سجون الاحتلال جرائم حرب ودليل افلاس لدولة
الكيان لن نسكت عليها وسنواصل الوقوف الى جانبهم حتى يتحرروا من الاسر ولا أمن ولا
سلام دون تحررهم كافة.
خامسا-
هناك تضامن شعبي ودولي منقطع النظير ووصول كيان الاحتلال لمحكمة العدل الدولية
أكبر صفعة له نقدر جهود الصديقة جنوب أفريقيا عليه ونحييها على موقفها الشجاع
ونحيي المواقف الشجاعة لعديد الدول خصوصا نيكاراغوا والبرازيل وكولومبيا وروسيا
والصين، هذه الدول وأمثالها التي يجب أن نعمل معها لا مع أمريكا الشريكة في
العدوان، وعلى الدول العربية استخدام مقدراتها وممارسة ضغوطها على واشنطن للكف عن
عدائها لشعبنا وعلى الدول العربية المطبعة إنهاء اتفاقيات التطبيع ومغادرة هذا
المسار المذل.
يا
جماهير شعبنا العظيم..
إن
ما يجري من عدوان وجرائم حرب هو أسلوب قديم-جديد اتبعه الكيان منذ قيامه المشؤوم
ضمن سياسة القبضة الحديدية والبطش وتدفيع الثمن التي ينتهجها بهدف كي الوعي
الفلسطيني وثني شعبنا عن مقاومته، لكن المقاومة ستستمر بفضل صمود شعبنا في القدس
وغزة والضفة وفي اراضي عام ٤٨ وفي كل مخيمات شعبنا وجميع مراكز اللجوء والشتات،
وسيبقى شعبنا بكل تياراته السياسية، ومسلميه ومسيحيه، ونسائه ورجاله، وكل قطاعاته
وفي مقدمتهم العمال والفلاحون، موحدا في هذه المعركة المشرفة.. وإننا حتما
لمنتصرون.
الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني
"فدا"
صدر في دولة فلسطين بتاريخ 3/3/2024