Adbox

جريدة الايام - "جثامين متحللة وأشلاء متناثرة وبقايا دماء مختلطة بالرمل والتراب" تلك هي المشاهد الأكثر قسوة في منطقة "الشاكوش" الواقعة إلى الشمال الغربي لمدينة رفح، جنوب قطاع غزة، عقب انسحاب آليات الاحتلال العسكرية منها.

وقال شهود عيان في أحاديث منفصلة لـ"الأيام" إن مشاهد الموت والخراب بدت واضحة في تلك المنطقة، ووصفها البعض بأنها صعبة وقاسية بل من أصعب المشاهد التي ظهرت منذ بدء العدوان.

وأشار "أبو أحمد" إلى أنه شاهد بقايا أشلاء متحللة لرجل بدا أنه أحد النازحين الذي فشل في إنقاذ نفسه، حيث شوهدت بجواره فرشة وغطاء ما يدل على أنه حملهما محاولاً الهرب من خطر الموت الذي لاحقه.

وبيّن "أبو أحمد" الذي عاد بعد انسحاب الآليات بأقل من ثلاث ساعات صباح أمس، أنه شاهد خمسة جثامين أحدها لطفل، ملقاة بين الكثبان الرملية، لافتاً إلى أن المعطيات تشير إلى أن عدة أيام مضت على استشهادهم.

وأبلغت مصادر طبية عن العثور على 14 جثماناً عقب انسحاب قوات الاحتلال من منطقة "الشاكوش".

على الصعيد ذاته، تحدث شهود عيان عن احتمال قيام الدبابات والجرافات بدهس مواطنين، حيث شوهدت عدة جثامين مقطعة وتبدو عليها علامات لجنازير الدبابات.

ونشر فيديو لفتاة تصرخ وهي تنعى والدها الذي كان مفقوداً منذ عدة أيام، عبر وسائل التواصل الاجتماعي ومحطات التلفزة، أمس.

وقال مواطنون إن الفتاة صرخت بشدة فور مشاهدتها بقايا جثمان والدها الذي تقطعت أشلاؤه، مشيرين إلى أن الفيديو أظهر أن أحد أبنائه يقبّل قدمه وهي الجزء الأكثر وضوحاً من بين أشلاء جسده الممزقة.

وشوهدت عدة جثامين ملقاة بين الدفيئات الزراعية شمال غربي رفح، ما يشير إلى أن هؤلاء قضوا أثناء ممارسة عملهم كمزارعين.

من جهته، قال المواطن تيسير صالح، في الأربعينيات من عمره، لـ"الأيام" إنه توجه إلى منطقة "الشاكوش" في رفح لمتابعة بعض أقربائه الذين لم يغادروا في المنطقة رغم وجود الآليات، مشيراً إلى أنه وجد بعضهم أحياء لكن مصابين، وأن ثلاثة منهم كانوا في عداد المفقودين قبل أن يتم العثور على جثامينهم بين الأراضي الزراعية.

وأوضح صالح أن جرافات الاحتلال تعمدت قتل وإبادة كل مظاهر الحياة في المنطقة، حيث دمرت الخيام والدفيئات والأراضي الزراعية وآبار المياه.

في السياق، تفقد مواطنون آخرون منازلهم وأراضيهم الزراعية لاسيما القريبة من شاطئ البحر، حيث أبلغوا عن أضرار كبيرة لحقت بممتلكاتهم فيها، ونقل عن بعضهم أن جرافات الاحتلال أخفت معالم المنطقة من خلال التجريف، ودمرت منازل كانت مقامة وسط الأراضي الزراعية.

أحدث أقدم