قال
المكتب السياسي لـ الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إن قطع كل أشكال
العلاقات مع كيان الاحتلال وسحب الاعتراف به والتحلل من أية اتفاقات معه ليس خيارا
بل قرارا نص عليه المجلسان الوطني والمركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المطلوب تنفيذه
واتخاذ كل ما يلزم من قرارات واجراءات أخرى تخدم المصالح العليا لشعبنا وحمايته
وحماية حقوقه وانفاذها ومواجهة صلف واستعلاء حكومة أقصى التطرف في (إسرائيل) بعد
أن حسمت أمرها واختارت تكريس الاحتلال وتنفيذ سياسة الضم والتهويد والاستيطان بدل
الذهاب للسلام وتنفيذ حل الدولتين، اتفاق الحد الأدنى المقبول فلسطينيا والمدعوم
دوليا. تم التأكيد على ذلك خلال اجتماع للمكتب بحث آخر التطورات على الصعيدين
الميداني والسياسي تحديدا التداعيات المدمرة لحرب الابادة المستمرة على قطاع غزة
ورفض (إسرائيل) وقفها وأشكال العدوان والتصعيد الاسرائيلي على الضفة الغربية
والقدس المحتلتين وجملة القرارات التي اتخذتها حكومة ائتلاف الارهاب الاسرائيلي ضد
السلطة الوطنية وصلاحياتها وضد المقدرات الفلسطينية من قرصنة للأموال ومصادرة
للأراضي وبناء المستوطنات ومن خلال قرار الكنيست الذي يعد حربا إسرائيلية مبرمة
على الكيانية الفلسطينية عندما صوت برفض إقامة دولة فلسطينية.
وأضاف
المكتب السياسي "فدا" خلال النقاش الذي ركز باستفاضة على المهام الوطنية
للحزب: لقد انتهت أوسلو، ليس فقط زمنيا بنهاية الفترة الانتقالية عام 1999 بل
عمليا، وإن (إسرائيل) هي من انهتها بجملة من الاجراءات والقرارت، سواء بالاستيطان
وشرعنته أو بمصادرة الأراضي ومصادرة أموال المقاصة الفلسطينية أو بجرائم القتل
اليومي التي لا تتوقف عن ارتكابها في الضفة والقدس أو بحرب الابادة التي تواصلها
على قطاع غزة، لكن اقرار ما سمي (قانون القومية) كان حلقة مهمة في هذا المخطط
الاسرائيلي لتدمير أية فرصة للسلام وجاء قرار الكنيست برفض اقامة دولة فلسطينية
ليشيع هذا السلام واية امكانية لإرسائه عبر حل الدولتين.
وتابع
المكتب السياسي: خلال كل ذلك، تحديدا خلال 30 عاما من حقبة أوسلو، لم تكف الولايات
المتحدة الأمريكية عن ممالأة (إسرائيل) ودعمها والانحياز السافر لها وكانت سببا
معها في إنهاء هذا الاتفاق الانتقالي وافشاله، ومنذ حرب الابادة الاسرائيلية وحتى
تاريخه استمرت واشنطن بلعب ذات الدور بل ذهبت إلى أكثر من ذلك وباتت شريكة لـ
(إسرائيل) في هذه الحرب وفي قتل وجرح وتجويع آلاف المدنيين الفلسطينيين من أبناء
قطاع غزة وتحويل القطاع إلى منطقة غير
قابلة للحياة، والأخطر عدوانية في هذا الموقف الأمريكي هو التعطيل المستمر لوقف
هذه الحرب عبر جملة من قرارات الفيتو في مجلس الأمن، وضد رفع مستوى تمثيل دولة
فلسطين في الأمم المتحدة.
وشدد
المكتب السياسي لـ "فدا": هذا يؤكد ما قلناه مرارا وتكرارا وحذرنا منه
ونعيد قوله مجددا ونعيد التحذير منه وهو ضرورة عدم المراهنة فلسطينيا على أي دور
فاعل ونزيه ومتوازن يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة الأمريكية في المستقبل، يجب
الكف عن هذه السياسة الفاشلة والذهاب بدلا من ذلك لتوثيق العلاقات والتحركات مع
الدول التي برهنت على صداقتها ودعمها لنا خاصة روسيا والصين، ولا ننسى هنا العمق
العربي والاسلامي لقضيتنا وضرورة توفير الدعم العربي والاسلامي لشعبنا، ماليا
وسياسيا، والالتزام بعدم التطبيع مع كيان الاحتلال وإنهاء أية اتفاقيات تطبيعية
وقطع أية علاقات معه، واستخدام كل المقدرات العربية والاسلامية، خاصة ثروة النفط
والغاز، كورقة ضغط لاتخاذ مواقف ضد (إسرائيل) والسياسات الاسرائيلية ولالزامها
بالانصياع للحقوق الفلسطينية.
كما
شدد المكتب السياسي على ضرورة التحرك لحشد كل الدعم اللازم لتنفيذ جملة المهام
الفلسطينية التالية: أولا- الوقف الفوري والتام لحرب الابادة على قطاع غزة،
ثانيا- إقرار نظام خاص للحماية الدولية
للشعب الفلسطيني، ثالثا- عقد مؤتمر دولي للسلام برئاسة وإشراف الأمم المتحدة يكون
هدفه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة بالقضية الفلسطينية، رابعا- عزل
ومعاقبة (إسرائيل) وتعليق عضويتها في الأمم المتحدة وبالمقابل السعي لنيل عضوية
كاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة ولنيل المزيد من الاعترافات الدولية بها،
وخامسا – المراكمة على التأييد الرسمي الدولي المتنامي لقضيتنا والدعم الشعبي
الدولي منقطع النظير لها وعلى قرارات الأمم المتحدة ومحكمة العدل الدولية خاصة
قرارها الاستشاري الأخير من أجل حث المجتمع الدولي على تحمل مسؤولياته والانتقال
من مربع الأقوال والالتزامات إلى الأفعال عبر دعم الشعب الفلسطيني من تجسيد حقه في
إقامة دولته المستقلة وكاملة السيادة بعاصمتها القدس الشرقية على جميع الأراضي
الفلسطينية المحتلة عام 67 بعد انسحاب (إسرائيل) الكامل منها وتنفيذ القرار 194
الخاص باللاجئين الفلسطينيين وعدوتهم وحقوقهم الأخرى.
وخصص
المكتب السياسي لـ الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" مساحة واسعة من
نقاشاته للوضع الفلسطيني الداخلي والعلاقة بين فصائل العمل الوطني والاسلامي
انطلاقا من أن الأساس في تحقيق كل ما سلف من مهام ومن أجل كسب معركة التحرر الوطني
الفلسطيني هو الموقف الفلسطيني القوي والوحدة الوطنية الفلسطينية، وتوجه المكتب في
هذا الاطار إلى كل الأخوة والرفاق المشاركين في لقاءات الحوار الوطني الفلسطيني
التي انطلقت اليوم في بكين برعاية واستضافة كريمتين من القيادة الصينية الصديقة من
أجل التوصل إلى اتفاق ينهي الانقسام البغيض ويستعيد الوحدة الوطنية الفلسطينية
ضمانتنا الأكيدة للانتصار.
وشدد
المكتب السياسي لـ "فدا" على ضرورة أن يكون الجميع على مستوى التحديات
ومستوى المسؤولية الوطنية من أجل تنفيذ هذا الاستحقاق الوطني وتعزيز صمود شعبنا
على أرضه ورفد كفاحه وكل أشكال مقاومته بما في ذلك تعزيز مكانة منظمة التحرير
الفلسطينية ممثلنا الشرعي والوحيد وتعزيز دورها وضمان انضواء كل الفصائل إليها
وعبر التحلي بأعلى درجات الحكمة للحفاظ على هذا المنجز التاريخي المتمثل بالمنظمة
وحمايتها وتحصينها بجملة من الاجراءات على رأسها إعادة الاعتبار لدورها ووضع
استرتيجية سياسية وكفاحية فلسطينية جديدة يكون أساسها قرارات المجلسين الوطني
والمركزي وتشكيل حكومة توافق وطني بمشاركة من يرغب من الفصائل لتتولى توحيد
المؤسسات الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة تأكيدا على وحدة الجغرافيا
والكيانية الفلسطينية وأنه لا دولة فلسطينية دون القدس الشرقية عاصمة لها، ولا
دولة بمعزل عن قطاع غزة، ولا دولة في قطاع غزة بمعزل عن الضفة الغربية والقدس، وأن
مستقبل قطاع غزة وكل الأراضي الفلسطينية شأن فلسطيني داخلي لا يمكن السماح لأحد
بالتدخل فيه إلا على أساس دعم ما يقرره الفلسطينيون أنفسهم، وبأن الكل الفلسطيني
موحد على استحقاق عاجل هو ضرورة الوقف الفوري والتام لحرب الابادة على قطاع غزة
وانسحاب (اسرائيل) الكامل من أنحاء القطاع كافة وعودة معبر رفح، على الجانب
الفلسطيني منه، إلى المسؤولية الفلسطينية الكاملة.