كان على الدوام قائدا وطنيا لبنانيا، وحدويا عروبيا، واستحق عن جدارة صفة المناضل الذي لم يكن يوما إلا عابرا للطوائف والمذاهب، ورافضا للتجزئة والتفرقة بكل أشكالها
ينعي الاتحاد
الديمقراطي الفلسطيني "فدا" إلى الشعبين الفلسطيني واللبناني وكل شعوب
أمتنا العربية والإسلامية وجميع حركات التحرر وكافة الأحرار والشرفاء في العالم
القائد الوطني اللبناني والقومي العربي والمرجعي الإسلامي سماحة الشيخ حسن نصر
الله الأمين العام لحزب الله والذي قضى شهيدا على طريق القدس هو وكوكبة من رفاقه
المقاومين خلال الاعتداء الصهيوني المجرم والجبان الذي استهدف الضاحية الجنوبية
لبيروت في عشرة صواريخ كل منها محمل بألف رطل من المتفجرات غير آبه لحياة المدنيين
الآمنين، ضاربا عرض الحائط كل الأعراف والمواثيق والقوانين الدولية، في شاهد آخر
على طبيعة هذا الكيان الاجرامية والعنصرية والتوسعية.
وكما قدم نصر
الله ابنه هادي شهيدا على طريق القدس ها هو يمضي، غير آبه ولا خوّاف، شهيدا على ذات
الطريق دفاعا عن لبنان وعزته واستقلاله وكرامة اللبنانيين ونصرة لغزة وفلسطين
وحريتها القادمة لا محالة.
لقد كان نصر
الله على مدار حياته النضالية وحتى لحظة ارتقى شهيدا، قائدا وطنيا لبنانيا، وفي
ذات الوقت رجلا وحدويا عروبيا، واستحق عن جدارة صفة المناضل الذي لم يكن يوما إلا
عابرا للطوائف والمذاهب، ورافضا للتجزئة والتفرقة بكل أشكالها، لم يؤمن إلا
بفلسطين كما هي مستحقة وخالصة لكل الفلسطينيين من نهرها إلى بحرها، وفي وقت عايش
لحظة الأنفة والانتصار يوم تحرير الجنوب اللبناني وقاد هذا التحرير عام 2000 فإنه
لم يركن أو يستكين وواصل النضال من أجل تحرير مزارع شبعا اللبنانية وخاض بجسارة
وإقدام معركة تموز عام 2006 ومرغ مع رفاقه في حزب الله ومجاهدي المقاومة الاسلامية
أنوف قادة وجنود جيش الاحتلال الاسرائيلي ودمر دبابات الميركافا خاصتهم في مقتلة
يشهد لها القاصي والداني.
وإذ نعزي في
"فدا" الأخوة والمجاهدين في قيادة حزب الله اللبناني وفي المقاومة
الاسلامية اللبنانية فإننا نعزي أنفسنا باستشهاد القائد والمناضل الوطني اللبناني
والقومي العربي والمرجعي الاسلامي أمين عام حزب الله حسن نصر الله؛ فقد أحب فلسطين
كما لو أنها لبنان وطنه، وقاتل من أجل حريتها كما لو أنه يقاتل من أجل حرية باقي
الأراضي اللبنانية المحتلة؛ فكان لبناني الجنسية، فلسطيني الهوى، وجمع في شخصه
الكريم هوية الفلسطيني واللبناني في آن معا وبلا أي منازع.
وإذا كان
فقدان سماحة الشيخ حسن نصر الله خسارة فادحة لا تدانيها خسارة فإن ما يعزينا ثقتنا
الأكيدة بقدرة الأخوة والمجاهدين في حزب الله على تجاوز هذه المحنة الكبيرة
والمصاب الجلل، والمضي بثبات وجسارة وايمان وقوة على ذات الدرب الذي قضى أبو هادي
شهيدا عليه، وإن كل من يراهن على ضعف الحزب أو مقاومته واهم ومتوهم؛ فدماء الشهداء
لا تزيد المناضلين إلا نضالا والمقاتلين إلا إقداما، وما يحسبها نتنياهو وعصابته
المجرمة لحظة نشوة وانتصار سيتفاجأ بأنها وهم سراب!
عاش الشعبان الفلسطيني واللبناني.. عاشت وحدة نضالهما الوطني والقومي المشترك.. الرحمة والسكينة والسلام لروح الأمين العام لحزب الله الشهيد حسن نصر الله وكل الشهداء.. وإننا حتما لمنتصرون.