Adbox

الدمار في مجمع الشفاء الطبي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي٫ إبريل 2024 - منظمة الصحة العالمية

عربي بوست - في جريمة مكتملة الأركان وعلى مرأى ومسمع من العالم٬ دمر جيش الاحتلال الإسرائيلي كامل المنظومة الصحية في شمال قطاع غزة، بعد اعتقاله مدير مستشفى "كمال عدوان" الطبيب حسام أبو صفية وأفراداً من طاقمه الذين قتل بعضهم حرقاً بحسب شهود عيان وتقارير صحفية وبيان للدفاع المدني في القطاع٬ في إطار عملية عسكرية أخرجت آخر مرفق صحي رئيسي في المنطقة عن الخدمة.

ونعت منظمة الصحة العالمية الجمعة 27 ديسمبر 2024 مستشفى كمال عدوان٬ وقالت إن المستشفى الواقع في بيت لاهيا شمال القطاع خرج عن الخدمة بالكامل، بعد ساعات من تأكيد الجيش بدء عملية عسكرية زعم أنها "تستهدف عناصر من حماس". واتهمت وزارة الصحة الفلسطينية الجيش باقتحام المستشفى وإحراق أقسامه وقتل بعض طواقمه واعتقال آخرين واقتيادهم إلى جهة غير معلومة٬ بالإضافة إجبار مرضى ومصابين على النزوح جنوباً بعدما أجبروا أيضاً على خلع ملابسهم في البرد القارص.

ومنذ بداية الهجوم الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، واجه القطاع الصحي في غزة استهدافاً ممنهجاً وغير مسبوق أدى إلى تدمير المستشفيات وقتل الأطباء وتدمير البنية التحتية الصحية. وتعد هذه الأعمال خرقاً فاضحاً وواضحاً للقانون الدولي الإنساني الذي يحمي المنشآت الطبية والكوادر الصحية في أوقات النزاعات.

ومنذ اللحظات الأولى للحرب٬ بدا واضحاً الحرب على المنظومة الصحية جزء أصيل من استراتيجية الحرب التي تشنها "إسرائيل" على غزة، وأن المنشآت الطبية، من مشافٍ ومرافق رعاية أولية وقوى بشرية، أضحت هدفاً من أهدافها، دون الأخذ بأي اعتبار للقوانين الدولية والإنسانية. فبالإضافة إلى المستشفيات، تم تدمير عشرات مراكز للرعاية الصحية الأولية، مما أدى إلى تعطيل قدرة النظام الصحي على تقديم الخدمات الوقائية والعلاجية. كما تم استهداف مخازن الأدوية الرئيسية، مما تسبب في نقص حاد في الإمدادات الطبية، بما في ذلك أدوية الطوارئ والمضادات الحيوية٬ وتم قتل واعتقال مئات الأطباء والعاملين في الكوادر الصحية.

حرب "إسرائيل" على المستشفيات في غزة

قتلت "إسرائيل" أكثر من 1000 طبيب وممرض فلسطيني في هجمات ممنهجة على الكوادر الصحية على قطاع غزة ما بين أكتوبر 2023 وأكتوبر 2024. وبحسب  مكتب الإعلام الحكومي في غزة فإن "أكثر من 310 آخرين من الكوادر الطبية اعتقلوا وعذبوا وأعدموا في السجون والمعتقلات.

وخلال الحرب٬ منع جيش الاحتلال أيضاً دخول الإمدادات الطبية والوفود الصحية ومئات الجراحين إلى غزة٬ حيث يتهم مكتب الإعلام جيش الاحتلال باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج، ضمن خطة لتقويض المنظومة الصحية في غزة.

وبحسب بيانات للهلال الأحمر الفلسطيني في قطاع غزة٬ فإن المنظومة الصحية الفلسطينية تعيش فترة صعبة منذ بداية العدوان الإسرائيلي وتعرضها للاستهداف المباشر، حتى خرجت أكثر من 34 مستشفى (من أصل 36) عن الخدمة نتيجة تدميرها وقصفها وإحراقها من قبل جيش الاحتلال خلال 450 يوم من الحرب٬ بالإضافة إلى تدمير 80 مركزاً صحياً، واستهدف أكثر من 134 سيارة إسعاف في أكثر من 480 هجوم إسرائيلي.

يقول الهلال الأحمر الفلسطيني إن هناك 3 مستشفيات فقط كانت عاملة في شمال غزة لكنها خرجت عن الخدمة مؤخراً٬ كان آخرها مستشفى "كمال عدوان"٬ إلى جانب مستشفيين في دير البلح والوسطى، وآخريين في خانيونس، حيث أن معظم المستشفيات المركزية الرئيسية التي كانت تقدم الخدمات الصحية المميزة والعمليات، تم تحييدها وتدميرها من قبل قوات الاحتلال بطريقة ممنهجة خلال الحرب٬ مثل مجمع مستشفى الشفاء٬ ومستشفى القدس٬ والمستشفى الإندونيسي٬ ومستشفى بيت حانون، وكلها تعرّضت لأضرار جسيمة جراء القصف، وأصبح غير قادر على تقديم كامل الخدمات الأساسية للجرحى والمرضى.

بعد يومين فقط من بداية الحرب٬ في 9 أكتوبر 2023، خرج مستشفى بيت حانون في شمال غزة عن الخدمة، تلاه أمر من الجيش الإسرائيلي بإخلاء المستشفيات من المرضى والعاملين، وإفراغ المرافق الصحية المختلفة في مدينة غزة وشمالها، الأمر الذي رفضه العاملون في القطاع الصحي الذين أصروا على الاستمرار في تقديم الخدمات الطبية والطارئة.

تم دفع السكان إلى التوجه إلى جنوب القطاع في محاولة لتهجيرهم، وتباعاً تم قصف المستشفى المعمداني مرات عديدة وارتكاب مجزرة هناك في 17 أكتوبر 2023. بالإضافة إلى تهديد محيط بعض مباني المستشفيات الأُخرى وتطويقها وقصفها وإحراقها وتخريبها مرات عديدة مثل مستشفى الشفاء، أكبر المشافي في القطاع، بالإضافة إلى مستشفى العودة والإندونيسي وكمال عدوان وغيرها، في محاولات مستمرة لتفريغ المستشفيات والمرافق الطبية وإجبار الناس على النزوح والمغادرة.

تحت وطأة الإجراءات الإسرائيلية، والإجراءات القمعية المتتابعة، واعتقال الطواقم، والقصف الممنهج، أُجبرت الطواقم العاملة في هذه المنشآت على النزوح، وجرى تقليص خدماتها بشكل كبير، ما شكل ضربة قاضية للمنظومة الطبية في مدينة غزة وشمالها، حيث تشكل هذه المستشفيات العمود الفقري للخدمات الطبية، وتخدم أكثر من ثلثي السكان لما تتمتع به من إمكانات فنية متخصصة لا يمكن توفيرها بسهولة في أماكن أُخرى في قطاع غزة، بسبب توفر الطواقم البشرية المتخصصة والتجهيزات والتقنيات الطبية المتقدمة.

وكان لأوامر القادة الإسرائيليين بمنع الماء والوقود والكهرباء والغذاء والإمدادات الطبية والإنترنت عن قطاع غزة أثرها الكارثي على المستشفيات والمراكز الصحية، الأمر الذي تسبب بتقويض عملها وجعلها في حالة انهيار وشلل تام، وبالحد من قدرتها على التعاطي مع الحالة الطارئة النامية والمتسارعة، وعلى الاستجابة لحاجات السكان الطبية والصحية الأساسية.

الطبية والصحية الأساسية.

ماذا يقول القانون الدولي حول استهداف المستشفيات والكوادر الصحية؟

تجرم العديد من الاتفاقيات الدولية استهداف الكوادر والمنشآت الطبية أثناء الحروب، ومن ضمنها المادة 12 من البروتوكول الإضافي الأول لاتفاقيات جنيف لعام 1977، التي تؤكد "ضرورة احترام وحماية الوحدات الطبية المتنقلة والثابتة في جميع الأوقات".

كما تنص المادة 18 من اتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 على أنه "لا يجوز مهاجمة المستشفيات المدنية المنظمة لرعاية الجرحى والمرضى، ويجب أن تحترم وتُحمى من جميع الأطراف المتحاربة".

فيما تعتبر المادة 8 من نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية أن "تعمد توجيه الهجمات ضد الوحدات الطبية أو الأفراد العاملين فيها جريمة حرب، خاصة إذا كانوا يؤدون واجباتهم وفقا للقانون الإنساني الدولي".

وتشكل الهجمات الإسرائيلية على المستشفيات والمراكز الصحية خرقاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني. وفقاً لتقرير أصدرته لجنة التحقيق المستقلة التابعة للأمم المتحدة، فإن الاستهداف الممنهج للبنية الصحية يمكن أن يُصنف كجريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية.

صور تظهر أقسام مجمع الشفاء وسط غزة قبل وبعد تدميره٫ أبريل 2024/ القناة 12

ما التأثيرات المباشرة لهذه الهجمات؟
نتيجة للهجمات، يعاني القطاع الصحي في قطاع غزة من انهيار شبه كامل٬ ويواجه تأثيرات كارثية مباشرة:
نقص الأدوية والمعدات: أدى استهداف مخازن الأدوية إلى نقص حاد في الأدوية الأساسية، بما في ذلك أدوية التخدير والجراحة.
العجز عن استيعاب الجرحى: مع تدمير المستشفيات، باتت المستشفيات المتبقية غير قادرة على استيعاب العدد المتزايد من الجرحى.
ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين الفلسطينيين: ارتفعت معدلات الوفيات بسبب عدم القدرة على توفير الرعاية الطبية العاجلة.
انتشار الأمراض المعدية: مع تدهور النظافة العامة وانهيار الخدمات الصحية، انتشرت الأمراض المعدية مثل الكوليرا وغيرها من الأمراض٬ فاقمها الحصار وانقطاع المياه.
فلسطينيون يبحثون عن ضحايا في موقع الغارات الإسرائيلية على المنازل في مخيم جباليا للاجئين/رويترز
إسرائيل تجتزئ وقائع من الحرب العالمية لتبرير جرائمها بغزة.. إليك رد القانون الدولي على هذه الادعاءات
"بريطانيا سبق أن قتلت 80 طفلاً في مستشفى بالخطأ في الحرب العالمية الثانية"، كان هذا رد بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي على الصحفيين الأجانب عندما ضغطوا عليه بسؤال حول وفيات المدنيين في غزة.
وأشار نتنياهو، في رده الذي جاء خلال مؤتمر صحفي يوم الإثنين، 30 أكتوبر/تشرين الأول، إلى غارة جوية شنّتها بريطانيا قبل نحو 80 عاماً وتسببت في مقتل عشرات الأطفال.
ويأتي ذلك ضمن حملة تبريرية لجأ فيها المسؤولون الإسرائيليون إلى التاريخ بحثاً عن الذرائع لتفسير المجازر بحق الشعب الفلسطيني مع دخول الحرب في غزة مرحلتها الثانية، حسبما ورد في تقرير لصحيفة Washington Post الأمريكية.

قتلنا للأطفال ليس جريمة حرب
وقال نتنياهو: "في 1944، قصف سلاح الجو الملكي البريطاني مقر البوليس السري الألماني (الغيستابو) في كوبنهاغن عاصمة الدنمارك. وكان الهدف شرعياً تماماً. لكن الطيارين البريطانيين أخطأوا الهدف وأصابوا إحدى مستشفيات الأطفال القريبة بدلاً من مقر الغيستابو. وأسفر ذلك عن احتراق 84 طفلاً حتى الموت على ما أظن. ليست هذه جريمة حرب. ولا أحد يلوم بريطانيا على فعلتها تلك. لقد كان هذا عملاً حربياً شرعياً له تداعياته المأساوية التي ترافق مثل هذه التحركات المشروعة".

وقد حامت القياسات التاريخية حول هذا الصراع منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، عندما شنّت حركة حماس هجوماً مفاجئاً على إسرائيل. لكن المسؤولين الإسرائيليين لم يكتفوا بذكر تاريخ الصراعات الإسرائيلية-الفلسطينية أو هجمات عام 2001 على الولايات المتحدة، التي أدّت لاندلاع "الحرب على الإرهاب"؛ بل صاروا يذكرون واحدة من أكثر الصراعات تدميراً في التاريخ بأسره على نحوٍ متزايد: الحرب العالمية الثانية.

قارنوا بين قصف غزة وضرب أمريكا لليابان بقنبلتين ذريتين
وفي المؤتمر الصحفي نفسه، دحض نتنياهو الحجج الداعية لوقف إطلاق النار بالإشارة إلى قصف ميناء بيرل هاربر عام 1941. وقد صدرت نقاط خطابية مماثلة عن الساسة الإسرائيليين بحسب ما نقلته صحيفة New York Times الأمريكية الأسبوع الجاري، مع حديث بعضهم عن "كيفية لجوء الولايات المتحدة وغيرها من قوى الحلفاء إلى التفجيرات المدمرة في ألمانيا واليابان خلال الحرب العالمية الثانية -بما في ذلك إسقاط قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناغازاكي-، في محاولةٍ لهزيمة تلك الدول".

وخلال اجتماع لمجلس الأمن بالأمم المتحدة في نيويورك يوم الإثنين، علّق السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان وفريقه مجموعة نجوم صفراء على صدورهم. ومثّلت تلك النجوم رمزاً واضحاً آخر من الحقبة نفسها التي شهدت إجبار ألمانيا النازية لليهود على ارتداء نجوم مماثلة داخل ألمانيا وبعض الدول، وذلك خلال الفترة التي سبقت الحرب العالمية الثانية ومحرقة الهولوكوست التي أسفرت عن مقتل 6 ملايين يهودي.

وحملت النجوم التي ارتداها إردان وفريقه رسالة تقول: "لن تتكرر أبداً".

ولا شك أن البحث عن تبريرات لصراعٍ معاصر بين صفحات التاريخ هو أمر خطير. إذ أخطأ نتنياهو التعبير عندما قال إن سلاح الجو البريطاني قصف مستشفى للأطفال عام 1944، لأن المثال الذي اختاره يُعد أكثر تعقيداً مما يوحي به خطابه، حسب تقرير  صحيفة Washington Post.
جثامين فلسطينيين استشهدوا في قصف مخيم جباليا/رويترز
وقد أدى تكرار ذكر الحرب العالمية الثانية ومحرقة الهولوكوست في سياق حرب غزة إلى إثارة الانتقادات. حيث كتب داني دايان، رئيس متحف ياد فاشيم في القدس، على الشبكات الاجتماعية يوم الثلاثاء 31 أكتوبر/تشرين الأول: "ترمز النجمة الصفراء إلى عجز الشعب اليهودي وكونه تحت رحمة الآخرين. لكننا نمتلك اليوم دولةً مستقلة وجيشاً قوياً".

ونظراً للأهمية المحورية لمحرقة الهولوكوست في التاريخ الإسرائيلي، ليس من المفاجئ أن يجري الحديث عن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول بنبرةٍ مشابهة. كما يشعر العديد من الإسرائيليين باستياء معقول لأن جزءاً كبيراً من المجتمع الدولي قد تجاوز عنف ذلك اليوم بسرعةٍ كبيرة. لكن هذا الأمر لا يجعلها مقارنةً مناسبةً بالضرورة وفقاً لمايكل بيرينباوم من الجامعة اليهودية الأمريكية، والذي تحدث إلى صحيفة Times of Israel الأسبوع الماضي.

وقال بيرينباوم إن "الوصف المناسب لما حدث هو المذبحة المدبرة. لقد شهدنا مذبحة لليهود من النساء والأطفال -وليس الرجال فحسب-، واغتصاباً للنساء، وتدميراً وحشياً للممتلكات، وانتهاكاً للمنازل، بينما كانت حكومتنا تنظر في الاتجاه الآخر"، (بالطبع مزاعم قتل الأطفال واغتصاب النساء ثبت أنها مزيفة).

غالبية قواعد القانون الإنساني الدولي لم تكن موجودة خلال الحرب العالمية الثانية
وعلى نحوٍ مماثل، سنجد أن سياق نقاش جرائم الحرب في هذا الصراع يُعد مختلفاً كلياً الآن عما كان عليه عام 1945. فغالبية قواعد القانون الإنساني الدولي المتعارف عليها اليوم، والتي تُوصف بقواعد الحرب، لم تظهر بشكلٍ رسمي سوى بعد الحرب العالمية الثانية؛ حيث ظهرت تلك القواعد كاستجابةٍ لما حدث في الحرب العالمية الثانية من فظائع.

ومن الممكن اعتبار بعض تصرفات التحالف خلال الحرب العالمية الثانية بمثابة جرائم حرب بموجب التعريفات الحالية. لكن ادعاءات جرائم الحرب تظل مجرد ادعاءات حتى تفصل فيها المحكمة. يُذكر أن المحكمة الجنائية الدولية هي الجهة المصممة للمحاكمة على هذا النوع من الجرائم عندما تتعثر بقية الجهود، لكنها لم تُفتتح حتى عام 2002. (وتجدر الإشارة إلى أن إسرائيل ليست عضواً في تلك المحكمة).

ولم تُتح تصريحات نتنياهو في يوم الإثنين مجالاً كبيراً للنقاش؛ حيث استخدم مثال كوبنهاغن ليُشير إلى أن الحرب قد تكون لها "تداعيات كارثية" في كثير من الأحيان، مع الاقتراح بأن حماس يمكنها وقف الوفيات المدنية أحادياً بالكامل لو غادر هؤلاء المدنيون شمال غزة. وأردف: "ليس من الضروري أن يموت أي مدني".

ضرب مخيم كامل لاستهداف شخص واحد يخالف مبدأ التناسبية في القانون
لكن هناك بعض العوامل المعقدة التي يجب وضعها في الاعتبار، ومنها "مبدأ التناسبية" الذي يحظر ارتكاب أي عمل عسكري من المتوقع أن يؤدي إلى خسائر عرضية "مفرطة" في حياة المدنيين، وذلك عند مقارنة الخسائر المدنية بالنتائج العسكرية المتوقعة، لهذا ينبغي تقييم كل حدث حسب ظروفه في هذه النوعية من القضايا.
إذ قالت السلطات الفلسطينية إن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا للاجئين شمالي غزة أسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين يوم الثلاثاء. ولم ينكر المسؤولون الإسرائيليون عدد الضحايا، لكنهم قالوا إن القصف كان يستهدف القائد الحمساوي إبراهيم البياري الذي قُتِل هناك، وهو ما نفته حماس.
بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي/رويترز
وعلّق المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، ريتشارد هيشت، على حجم الخسائر المدنية لشبكة CNN الأمريكية قائلاً: "هذه هي مأساة الحرب"، في تكرار للغة نفسها التي استخدمها نتنياهو للحديث عن وفاة أطفال المدرسة عام 1945.
وما لم يشر إليه تقرير الصحيفة الأمريكية أيضاَ عن تبرير نتنياهو لقصف المستشفيات بخطأ قصف بريطانيا لمستشفى أطفال بالخطأ، أن لندن لم تملك وقتها أجهزة رصد وتصويت دقيقة وموجهة بالأقمار الصناعية كالتالي تمتلكها إسرائيل اليوم، كما أن إسرائيل لم تقصف المستشفى المعمداني فقط بالخطأ كما تقول، بل مئات إن لم يكن آلاف الأهداف المدنية، من بينها مستشفيات ودور عبادة، بما فيها كنائس ومن الساذج تصور أن حركة حماس ذات المرجعية تخفي أسلحة أو مقاتلين في كنيسة.
أحدث أقدم