Adbox

ألقى الرفيق صالح رأفت الأمين العام للاتحاد الديمقراطي الفلسطيني "فدا" كلمة مفصلة أمام اجتماعات المجلس المركزي الفلسطيني في دورته الثانية والثلاثين تناولت المخاطر والتحديات الراهنة على ضوء استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة وتواصل العدوان الإسرائيلي على الضفة الغربية والقدس المحتلة وسياسة الغطرسة والعنجهية التي تتبعها إسرائيل في تحد صارخ لكل الأعراف والقوانين والاتفاقيات والقرارات الدولية.

وبعد أن استعرض النتائج الكارثية لهذه الحرب العدوانية على شعبنا ومخاطرها وأبعادها، توجه الرفيق صالح رأفت للمجتمعين قائلا " يجب أن يكون في مركز اهتمامنا أن (إسرائيل) غير معنية مطلقا بالسلام وتعمل على الأرض في تنفيذ مخططها لتهجير شعبنا والقضاء عليه وتصفية القضية الوطنية والوجود الفلسطيني والكيانية الفلسطينية برمتها"مضفا "لذلك  ينبغي أن نكون بمستوى تضحيات شعبنا والآمال التي يعقدها علينا، وفي ذات الوقت بمستوى هذه التحديات، لكن ذلك غير ممكن ونحن منقسمون ونستمر في الوقت ذاته باستخدام نفس الأطر ونفس السياسات".

وفي وقت أكد على ضرورة استحقاق انتخاب نائب لرئيس اللجنة التنفيذية وحماية منظمة التحرير الفلسطينية والمحافظة دورها ومكانتها التمثيلية وعلى الانجازات التي حققتها السلطة الوطنية، شدد رأفت على " أن ذلك غير كاف دون استعادة الوحدة الوطنية في إطار المنظمة، مع التأكيد على ضرورة انضمام الجميع إليها، حماس والجهاد وأية قوى أخرى، وتسهيل هذه العملية وتشجيعها".

كما شدد على ضرورة طرح البرنامج السياسي لمنظمة التحرير على طاولة البحث لجهة: هل يتناسب هذا البرنامج مع متطلبات وتحديات المرحلة والتحولات التي يشهدها العالم والإقليم، وهل مؤسسات المنظمة مناسبة وتقوم بالأدوار المنوطة بها؟.

وتوجه الرفيق الأمين العام لـ فدا لعضوات وأعضاء المجلس المركزي مشددا " هذا ما يجب أن نجيب عليه بروح من المسؤولية الوطنية والعمل المشترك وبعيدا عن الفئوية والتعصب والمصالح الضيقة" داعيا إلى عقد اجتماع للأمناء العامين لكل الفصائل، وإلى تشكيل وفد فلسطيني موحد لإجراء المفاوضات لوقف حرب الإبادة وإنهاء الاحتلال وتجسيد إقامة دولة فلسطين على أراضي عام 1967 بعاصمتها القدس الشرقية وتأمين حق العودة للاجئين وفقا للقرار 194، وإلى التحضير لإجراء الانتخابات العامة للرئاسة ولبرلمان دولة فلسطين في مدة أقصاها عام.

وأوضح " إننا في فدا نرى أن مقررات إعلان بكين تشكل أرضية للإنطلاق منها والبناء عليها، كما نشدد على الحاجة لاهتمام يتعدى أي اهتمام آخر بقضايا الناس وهمومهم، وإلى تشكيل حكومة توافق وطني، تعمل على مساعدة الناس وتعزيز صمودهم، وتقوم بواجباتها على امتداد الولاية السياسية والجغرافية والقانونية الفلسطينية – الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة – وتوحد المؤسسات المدنية والأمنية الفلسطينية، وتقود بعملية إعادة إعمار ما دمره الإحتلال في القطاع والضفة.

وشدد الرفيق صالح رأفت في كلمة فدا التي تبعها مداخله مهمة له أمام اجتماعات المجلس المركزي " على الحاجة لدمقرطة وتطوير وإعادة بناء وتفعيل مؤسسات المنظمة والسلطة وكل ما يمت لدولة فلسطين بصلة بما يشمل محاربة الفساد وهدر المال العام والواسطة والمحسوبية" لكنه شدد على أن " أي ترشيد للنفقات يجب أن لا يكون على حساب الفقراء والعمال والفئات المهمشة، ولا على حساب الشهداء والأسرى والجرحى وعوائلهم، وأن الاصلاح مطلوب، لكن حسب الأجندة الوطنية والمصالح العليا لشعبنا وقضيته وحقوقه، وأي مس بالمناهج الوطنية الفلسطينية وروايتنا كحركة تحرر وطني فلسطيني مرفوض".

 

نص كلمة الرفيق صالح رأفت الأمين العام لحزبنا فدا في اجتماع المجلس المركزي- الدورة الثانية والثلاثون

 

سيادة الأخ العزيز الرئيس محمود عباس (أبو مازن)       المحترم

الأخ العزيز روحي فتوح رئيس المجلس الوطني المحترم

الأخوة والأخوات، الرفاق والرفيقات، قادة وممثلي القوى وأعضاء وعضوات المجلس المركزي

الحضور الكريم كل باسمه ولقبه

تحية طيبة وبعد،،

   ينعقد اجتماعنا هذا – الدورة الثانية والثلاثون للمجلس المركزي الفلسطيني – في ظل استمرار حرب الإبادة الإسرائيلية على شعبنا بدعم كامل من الإدارة الأمريكية، بالأساس على قطاع غزة وبشكل عام على باقي الأراضي الفلسطينية المحتلة (الضفة الغربية والقدس). ضحايا هذه الحرب من شهداء وجرحى بمئات الآلاف والخسائر المادية بمئات الملايين وإعادة الإعمار تحتاج لعشرات المليارات. في المحصلة لقد تسببت هذه الحرب بكارثة إنسانية لم يشهد شعبنا مثيلا لها منذ نكبة عام 1948، هذا مؤلم وخطير جدا لكن الأكثر إيلاما والأخطر هو ما تعمل عليه (إسرائيل) من ضم واستيطان للأراضي ومصادرة لها وترحيل قسري للسكان، كما يجري في قطاع غزة ومخيمات الضفة الغربية ومناطق الأغوار، وفي متابعة لمجريات الأوضاع، تحديدا في رفح وإعادة احتلالها مجددا، والحصار الإسرائيلي المطبق على القطاع ومنع دخول أية مساعدات إليه، ونشر مئات الحواجز الإسرائيلية في الضفة، وتكثيف اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك، والتعذيب الوحشي لأسرانا في سجون الاحتلال، والذي فاق كل تصور، مضافا لكل ذلك الحرب الإسرائيلية على الأونروا ودورها وعلى الدولة الفلسطينية – أُذكِّر هنا بقراري الكنيست بالخصوص – يجعلنا أمام حقيقة خطيرة يجب أن تكون في مركز اهتمامنا هي أن (إسرائيل) غير معنية مطلقا بالسلام وتعمل على الأرض في تنفيذ مخططها لتهجير شعبنا والقضاء عليه وتصفية القضية الوطنية والوجود الفلسطيني والكيانية الفلسطينية برمتها.

 

سيادة الأخ الرئيس (أبو مازن).. الأخ روحي فتوح.. الأخوة والأخوات، الرفاق والرفيقات

 لا يمكننا والحالة التي وصفت، وهي بالضبط حرب شعواء ومستمرة تشنها إسرائيل على شعبنا للقضاء عليه وتصفية قضيته الوطنية وأي معلم من معالمه الرمزية والسيادية والسياسية، ونحن بهذه الحالة من الانقسام وهذا الوضع من الضعف. دعونا نعترف، شعبنا صمد وضحى، كما دائما، وهو من أفشل كل المخططات الإسرائيلية، لكن هذه المخططات لا تزال مستمرة وينبغي أن نكون بمستوى تضحيات شعبنا والآمال التي يعقدها علينا، وفي ذات الوقت بمستوى هذه التحديات، وهنا يبرز السؤال: هل يمكننا تحقيق ذلك ونحن منقسمون؟ هل يمكننا العمل على ذلك بذات السياسة وذات الأطر؟ برأينا المتواضع، الجواب لا، لذلك يبقى السؤال الكبير الذي علينا مناقشته: ما العمل الآن وليس غدا؟.

 انتخاب نائب لرئيس اللجنة التنفيذية ضروري، وربما تأخرنا في ذلك، والمحافظة على الإنجاز التاريخي الممثل بمنظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الشرعي الوحيد والذي تعمد بتضحيات شعبنا، قطعا نعم، ينطبق ذلك على السلطة والإنجازات التي حققتها، لكن ذلك، دون مبالغة أو تطير، غير كاف دون استعادة الوحدة الوطنية في إطار المنظمة، مع التأكيد هنا على ضرورة انضمام الجميع إليها، حماس والجهاد وأية قوى أخرى، يجب أن نسهل من هذه العملية ونشجعها، كما يجب أن نطرح على طاولة البحث البرنامج السياسي للمنظمة (هل يتناسب مع متطلبات وتحديات المرحلة والتحولات لتي يشهدها العالم والإقليم؟) و (هل مؤسساتها مناسبة وهل تقوم بالأدوار المنوطة بها؟)..والعمل على عقد اجتماع للأمناء العاميين لكل الفصائل الفلسطينية هذا ما يجب أن نجيب عليه اليوم بروح من المسؤولية الوطنية والعمل المشترك وبعيدا عن الفئوية والتعصب والمصالح الضيقة، وإننا في فدا – الاتحاد الديمقراطي الفلسطيني – نرى أن مقررات إعلان بكين تشكل أرضية للانطلاق منها والبناء عليها، كما نشدد على الحاجة لإيلاء مزيد من الاهتمام، اهتمام يتعدى أي اهتمام آخر، لقضايا الناس وهمومهم، ومن هنا نطالب بتشكيل حكومة توافق وطني، تعمل أولا على مساعدة الناس وتعزيز صمودهم، وثانيا على القيام بواجباتها على امتداد الولاية الجغرافية والقانونية الفلسطينية – الضفة الغربية والقدس الشرقية وقطاع غزة – وتوحيد المؤسسات المدنية والأمنية، وثالثا قيادة عملية أعادة إعمار ما دمره الاحتلال في القطاع والضفة.

وندعو إلى تشكيل وفد فلسطيني موحد لإجراء المفاوضات لوقف حرب الإبادة وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي؛ وندعو كذلك للتحضير لإجراء الانتخابات العامة للرئاسة وبرلمان دولة فلسطين في مدة أقصاها عام.

سيادة الأخ الرئيس.. الأخوة والأخوات، الرفاق والرفيقات

 دمقرطة وتطوير وإعادة بناء وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية وكل ما يمت لدولة فلسطين بصلة مطلوب، ويشمل ذلك محاربة الفساد وهدر المال العام والواسطة والمحسوبية، لكن أي ترشيد للنفقات يجب أن لا يكون على حساب الفقراء والعمال والفئات المهمشة، ولا على حساب الشهداء والأسرى والجرحى وعوائلهم. كما أن الاصلاح مطلوب، لكن حسب الأجندة الوطنية والمصالح العليا لشعبنا وقضيته وحقوقه، وأي مس بالمناهج الوطنية الفلسطينية وروايتنا كحركة تحرر وطني فلسطيني مرفوض.

هذه عناوين لا يمكن أن نقفز عنها في هذا الاجتماع الذي جئنا إليه في فدا انطلاقنا من دورنا الوطني وإدراكا للمسؤوليات التي يفرضها علينا هذا الدور وضرورة مواجهة التحديات والمخاطر المشار إليها، وقبل أن أختم ينبغي التشديد على أن وقف حرب الإبادة الإسرائيلية وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي لكل الأراضي الفلسطينية المحتلة ،وتجسيد دولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1976بعاصمتها القدس ،وتأمين حق العودة وفقآ لقرارات الشرعية الدولية لا يزال مهمة رسمية وشعبية فلسطينية يجب أن نعمل عليها، باستمرار ودون توقف، مع كل الأشقاء والأصدقاء ومؤسسات الأمم المتحدة.

   التحية كل التحية لأبناء شعبنا، في القدس عاصمة دولتنا العتيدة، في غزة العزة، في ضفة الإباء، في الداخل الأعز على القلب، وفي الخارج حيث مخيمات الصمود والعودة، والمجد والخلود للشهداء، والشفاء العاجل للجرحى، والحرية لأسرى الحرية، وإننا حتما لمنتصرون.

23/4/2025
أحدث أقدم