في الخامس عشر من أيار/مايو من كل عام، ومن تشيلي، نُعرب عن تضامننا وننضم إلى إحياء ذكرى ما يسميه الشعب الفلسطيني بـ"يوم النكبة"، وهي كلمة عربية تعني "الكارثة"، في إشارة إلى الحدث التاريخي المؤلم الذي وقع عام 1948، عندما تم تهجير نحو 700,000 فلسطيني، وهم غالبية السكان في ذلك الحين، قسرًا أو اضطروا إلى الفرار من منازلهم في ما يُعرف اليوم بدولة إسرائيل.
وقد أدى ذلك، بعد مرور 77 عامًا، إلى أن يعيش ما يقارب ستة ملايين فلسطيني في 58 مخيماً للاجئين في غزة والضفة الغربية ولبنان والأردن وسوريا، حيث يواجهون قيوداً على حقوقهم وصعوبات في الحصول على لخدمات الأساسية.
لم تكن النكبة مجرد فقدان لمنازل وأراض وممتلكات لمئات الآلاف من الفلسطينيين، بل كانت أيضاً إنكار دائم لحق العودة، وهو مطلب مركزي ومشروع للشعب الفلسطيني على مدى أكثر من سبعة عقود. ولذلك، حمل الفلسطينيون في هجرتهم مفاتيح بيوتهم معهم، وورّثوها لأبنائهم وأحفادهم جيلاً بعد جيل، على أمل العودة يوماً ما إلى منازلهم وأرضهم، وهو ما جعل تلك المفاتيح رمزاً للمقاومة.
إننا نأسف لأنه، وبعد كل هذه العقود، لا يزال الشعب الفلسطيني يواجه وضعاً مشابهاً أو حتى أسوأ مما حدث في عام 1948، حيث تمنع إسرائيل دخول الصحافة الدولية المستقلة إلى الأراضي الفلسطينية، مما يصعّب التحقق من عدد القتلى، رغم أن الأمم المتحدة وعدداً من المنظمات الدولية تؤكد صحة الأرقام التي تُعلنها يومياً وزارة الصحة في غزة. ووفقاً لآخر الإحصاءات، فقد تم قتل أكثر من 52,928 شخصاً، معظمهم من الأطفال والنساء، في غزة، فيما أصيب نحو 119,846 آخرين نتيجة القصف المستمر من قبل قوات الاحتلال.
ونأسف أكثر لمنع دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وهو ما لا يشكل فقط مظهراً من مظاهر القسوة غير الضرورية، بل يُعد عملاً لا إنسانيًا يهدف إلى إخضاع شعب كامل عبر الجوع والمرض، وهو ما لن يتحقق بطبيعة الحال.
وأخيراً، في ظل التهديدات التي تطلقها إسرائيل وبعض الحكومات الداعمة لهذا المسعى الجديد لاقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، نأمل أن تُسمع نداءات البابا الراحل فرنسيس (رحمه الله)، وكذلك نداءات البابا الحالي ليون الرابع عشر، وأن تتوقف هذه الإبادة الجماعية الجارية بحق الشعب الفلسطيني.
– ألفونسو دي أورريستي لونغتون
عضو مجلس الشيوخ - رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيلية-الفلسطينية في مجلس الشيوخ
سيرجيو جؤونا سالازار عضو مجلس الشيوخ –نائب رئيس مجموعة الصداقة البرلمانية التشيلية - الفلسطينية في مجلس الشيوخ