Adbox
وطن للأنباء- مي زيادة: الاسير الرياضي معتصم رداد، من سرطان السجن والسجان الى سرطان الامعاء، كشبكة العنكبوت سيطر المرض على كل جزء في جسده، حتى بات يُصنّف على ان حالته تعد من اخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال.
يقضي الاسير معتصم طالب رداد (35 عاما) من سكان صيدا قضاء طولكرم حكمًا بالسجن لمدة 20 عاما، انقضى منها 14 عاما فقط، يعاني وضعًا صحيًا صعبا جدا، كشفها شقيقه عاهد رداد خلال حديث خاص لـ"وطن".
وقال: "الوضع الصحي لمعتصم صعب جدا، يسوء يوما عن يوم ، فهو مصاب بنزيف مستمر بسبب الالتهابات الحادة في الأمعاء وسرطان الامعاء، كما أن جهاز المناعة لديه بات ضعيفا جداً لذلك تظهر في جسمه فايروسات جلدية تعالج بالأوكسجين السائل يومياً، كما يعاني من ارتفاع في ضغط الدم، ومن آلام شديدة في معظم أنحاء الجسم، كما يعاني من عدم انتظام في نبضات القلب وضعف عضلة القلب وضعف في النظر وربو مزمن، وضعف بالعينين، وصداع مستمر وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم؛ وآلام شديدة في العظام والتهابات في المفاصل وهشاشة عظام، وهبوط حاد بالوزن وضعف شديد، وفقر دم متواصل، وضغط مرتفع، حيث بدأت تظهر ملامح المرض عليه في عام 2008".
وأشار عاهد الى ان مايعانيه معتصم هو بفعل الادوية التي يتناولها، فهو يتناول  اكثر من 25 نوع ادوية، ويتم إعطاؤه إبرة كيماوي كل شهر بمقدار 400 ملغم، و 4 أنواع من الأدوية للقلب، و كل شهر تجرى له فحوصات للدم، فهو يعاني من فقر دم مستمر فنسبة دمه وصلت 8 ، ووزنه انخفض من 70 كيلو الى 55 كيلو.
واضاف أنه و قبل شهرين وبعد الفحوصات التي اجراها في مستشفى سجن الرملة الذي يقبع فيه، قال له الاطباء يجب ان يوقف ويستبدل بعض انواع الادوية لانها تسبب له هذه الامراض الكثيرة والتي اعجز عن تذكر بعضها لكثرتها، لكن ادارة السجون نفسها والاطباء مازالت تعطيه ذات الادوية بحجة ان لابديل عنها في المستشفى.
علمنا بمرضه بعد عامين !!

وأكد عاهد أن عائلته علمت بمرض معتصم بعد عامين من بداية الاصابة، بسبب نكران شقيقه واخفائه للمرض عنهم، فهو لم يكن يحب ان يتناول الاعلام قصته بأي شكل، وحتى لايحزن اهله ويقلقهم على حاله، "علمنا بالصدفة من نادي الاسير بعد عامين عندما استدعاني النادي واعطاني تقريرا كان قد كتبه معتصم وختمه القول أن التقرير ليس للنشر ولا يريد من اهله قراءته ومعرفة محتواه، مضيفًا، "كانت الوالدة تزوره وتلاحظ ان وجهه شاحب واصفر وتسأله مابه، وما كان منه الا الرد ان هذا لانه كان يمارس الرياضة وتعب، وفي مرات عديدة كان يتصل ويطلب من والدته ان لاتزوره هذه المرة ويضع الاعذار والحجج بأنه معاقب حتى لايراه احد مريض، وبقي الامر سري لمدة عامين، علمًا ان بداية المرض كانت في عام 2008 ".
وتحدث الشقيق رداد عما حصل لمعتصم خلال ذلك العام، "انخفضت نسبة دمه فجأة و وصلت الى 5 ، وتعب تعبًا شديدا وادخل الى مستشفى "سوروكا" ودخل في غيبوبة، تفاجأنا عندما علمنا بما حصل له، فمعتصم معروف بأنه شخص رياضي، وقال الاطباء فور دخول معتصم لغيبوبة ان باقي له ساعتين ويفارق الحياة، لكن وعلى الرغم من مرضه الشديد الا أن ادارة السجون أعادته الى سجن الرملة، وبدأت رحلة المعاناة وتجارب الدواء عليه حتى توقف نزيف الدم في الامعاء، فلم ينجحو، فأخبروه انهم سيجرون له عملية استئصال امعاء، تشاور معنا ووافقنا ووافق على اجرائها بعد أن استشرنا أطباء فلسطينين، فاستعد لاجراء العملية لكن ماكان منهم الا ان أخبروه في آخر لحظة ان غرفة العمليات مشغولة، وهو عرف حينها ان هذه حرب اعصاب ولن تجرى العملية له، حاولو مرة اخرى اجراء العملية لكن معتصم  رفض في المرة الثانية لأنهم تلاعبو به سابقًا".
وتابع: " بدورنا حاولنا ان نُدخل طبيبًا فلسطينيًا عن طريق المؤسسات الدولية الرسمية وغير الرسمية لكن كل المحاولات باءت بالفشل، وفي نهاية المطاف وافقت سلطات الاحتلال على ادخال طبيب خاص، فدخل الطبيب هاني عابدين وهذا حصل في عام 2013، لكنهم منعوه من ادخال اي من معداته للفحص، واكتفو بإجراء الفحص العيني، فخرج الطبيب بالقول ان وجود معتصم في الاسر هو حكم بالاعدام عليه، اضافة الى ادراج كل الامراض سابقة الذكر في تقريره الذي قدمه لنا، وقدمناه نحن بدورنا للمؤسسات الدولية والانسانية في سبيل الافراج عنه وان كلفهم ابعاده الى الاخراج، لكن ماكان من سلطات الاحتلال ان ترفض في كل جلسة محكمة رفضا تاما، حتى انه وفي اخر مرة رد القاضي انه لن يفرج عن معتصم حتى يبقى أيام محددة من حياته ويصل لحظة الموت وذلك ردا على طلب الافراج المبكر عن الأسير معتصم لأسباب صحية"، وفق شقيقه عاهد.
وعاد وأكد عاهد أن شقيقه معتصم يعد من اخطر الحالات المرضية في سجون الاحتلال، فهو يعاني 24 ساعة من ألم شديد، قضى حياته في السجون، واعتقل سابقا في تاريخ 15/2/2002، امضى 17 شهرا وخرج بعد دفعه غرامة مالية تقدر بـ 3 الاف شيقل، وهذه المرة اعتقل بتاريخ 12/01/2006، وحكم عليه بالسجن الفعلي عشرين عاماً بتهمة الانتماء والعضوية في سرايا القدس.
وعن سجن مستشفى الرملة، يتحدث عاهد: "هو عبارة عن عزل محكم لا احد يستطيع ان يسرّب منه اي معلومة او شيء، الا عن طريق المحامي، يدخلون مرضى ويخرجون مرضى، هو كباقي السجون الفرق الوحيد ان به عيادة صغيرة فيها اطباء متدربين، يجرون التجارب على الاسرى".

وأكد عاهد أن معتصم كان شخصا رياضيا بالدرجة الاولى لايتناول الدخان، كان يدرس التربية الرياضية، اعتقل قبل انهاء دراسته الجامعية في خضوري بطولكرم، وكان يلعب في فريق كرة قدم، وكان عندما يشارك في سباق الضاحية يأخذ  المركز الرابع على الضفة الغربية.
أحدث أقدم