Adbox

جريدة القدس - حديث القدس/ التصعيد الإسرائيلي بإطلاق الرصاص الحي على المشاركين في المسيرات السلمية الأسبوعية في أرجاء مختلفة من الضفة والقطاع، والتي تأتي احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية ضد كل ما هو فلسطيني من بشر وحجر وشجر، هذا التصعيد يرمي من بين ما يرمي إلى محاولة تيئيس الفلسطينيين وإجبارهم على الرحيل عن أرض آبائهم وأجداهم إما بالقوة الغاشمة أو بإجراءات التضييق التي نشاهدها يوميا على الحواجز، وهدم المنازل ومصادرة الأراضي وفرض الضرائب الباهظة وإقامة الجدران العازلة وغيرها من الانتهاكات التي يندى لها جبين الإنسانية، خاصة ما يتعلق منها بإطلاق النار على الأطفال واعتقالهم والزج بهم في غياهب السجون التي هي أشبه بالأكياس الحجرية والتي لا تصلح للعيش الآدمي.
ومع أن معظم دول العالم، خاصة الدول التي تدعي الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تحرك ساكنا أمام هذه الانتهاكات التي تتعارض مع القوانين والقرارات والأعراف الدولية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وقراراتها، إلا أن شعبنا مصمم على البقاء فوق أرضه مهما تصاعدت هذه الانتهاكات التي لن تزيده إلا إصرارا على الصمود والثبات ومواجهة هذا التصعيد بصدور عارية إلا من الإيمان بحتمية تحقيق أهدافه في الحرية والاستقلال الناجزين وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
فأول أمس، على سبيل المثال لا الحصر، أصيب بالرصاص الإسرائيلي عشرات الفتية والأطفال والشبان لمجرد أنهم قاموا بمسيرات سلمية احتجاجا على الانتهاكات الإسرائيلية، وهي المسيرات الأسبوعية التي تعم أرجاء الوطن.
فهذا التصعيد الذي يستهدف الأطفال والفتية والشبان بصورة خاصة، ولا يستثني النساء والشيوخ وكبار السن، يمارسه الاحتلال الإسرائيلي أمام مرأى ومسمع العالم قاطبة، دون أن يحرك هذا العام ساكنا تجاه إسرائيل باستثناء قيام بعض الدول بإصدار بيانات الشجب والاستنكار والمطالبة بوقف سياسات وممارسات الاحتلال الذي هو آخر وأطول احتلال في العالم.
إن المطلوب من الأمم المتحدة التي أقيمت على أساس الحفاظ على الأمن والسلم العالميين وضع حد للممارسات والانتهاكات الإسرائيلية التي تتعارض مع أهداف وميثاق المنظمة الدولية، وعدم مواصلة التعامل مع الاحتلال الإسرائيلي على أنه فوق القانون.
فمواصلة غض النظر عن الاحتلال وممارساته والتعامل معه بمكيالين سيعيد العالم إلى شريعة الغاب خاصة في ظل الدعم الأمريكي للاحتلال على حساب شعبنا وقضيته ضاربة بعرض الحائط بالقرارات والقوانين والأعراف الدولية.
إن عدم أخذ الأمم المتحدة لدورها في الحفاظ على قراراتها وقوانينها وميثاقها من خلال إلزام الاحتلال الإسرائيلي بهذه القرارات يهدد السلم والأمن العالميين وتحديدا في هذه المرحلة في ظل حكم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته والتي تصعد من التوترات في العالم بدلا من تخفيض مستوى هذه التوترات خاصة ما يتعلق بالقضية الفلسطينية ودعمها للاحتلال الإسرائيلي وسياساته وانتهاكاته التي ترقى لمستوى جرائم الحرب التي يُحاكم عليها في محكمة الجنايات الدولية.
لقد بات العالم أقرب من أي وقت مضى إلى إشعال الحروب التي ستدمر الكل ولن يخرج منها أي منتصر، بل الكل سيخسر وخاصة شعوب العالم التي اكتوت بنار الحربين العالميتين الأولى والثانية.
وبالعودة إلى التصعيد الإسرائيلي، فإن شعبنا لن تردعه عن مواصلة النضال من أجل نيل كامل حقوقه الوطنية الثابتة مثل هذا التصعيد والانتهاكات، وسيبقى ثابتا وصامدا فوق أرض وطنه حتى تحقيق الانتصار وهزيمة الاحتلال وإرغامه على الاعتراف بحقوقه الوطنية.

أحدث أقدم