Adbox
القدس - بات من الواضح تماما أن إسرائيل تقترب من شن حرب عدوانية جديدة على قطاع غزة ولبنان وربما على سوريا أيضاً تحت ستار الحفاظ على أمن دولة الاحتلال، في حين أن الحقيقة على عكس ذلك تماما. فالهدف من هذه الحرب العدوانية التي تعد لها حكومة اليمين الإسرائيلي المتطرف والعنصري بقيادة نتنياهو هو الحفاظ على هذه الحكومة في ضوء تهم الفساد والرشوة التي تلاحق رئيس الحكومة وبعض وزرائه.

فشن حرب عدوانية وربما حروب هي السبيل الوحيد لتأخير عمر هذه الحكومة الأكثر يمينية وتطرفا وعنصرية، خاصة وان مدير مكتب نتنياهو السابق وقع على اتفاق لأن يكون "شاهد ملك" على قضايا الفساد التي تلاحق نتنياهو والتي تتكشف حقيقتها يوما بعد يوم.

وفي هذا السياق ذكرت القناة العبرية الثانية أمس الأول أن نتنياهو يضغط لتعديل قانون يتيح له إعلان الحرب أو تنفيذ عملية عسكرية دون الرجوع للحكومة، وذلك في محاولة لصرف الأنظار عن التحقيقات معه بتهم الفساد.

فهذا الأمر يؤكد بأن نتنياهو وبعض أقطاب حكومته المؤيدين له يسعون لإنقاذه من هذه التهم ومد أمد حكومته من خلال القيام بحرب عدوانية جديدة أو تنفيذ عملية عسكرية عدوانية أيضا تحت حجج ومزاعم مختلفة.

كما أن تصريحات المسؤول عن القبة الحديدية في المقابلة التي أجرتها معه صحيفة "جيروساليم بوست" والتي قال فيها إن كل يوم يمر يقربنا اكثر من العملية العسكرية المقبلة مع حزب الله وحماس، تؤكد هي الأخرى الاستعدادات القائمة على قدم وساق في إسرائيل لشن عدوان جديد على قطاع غزة ولبنان وحتى على سوريا.

وأمس فقط قالت الإذاعة العبرية إن كتيبة "شاحر" التابعة لقيادة الجبهة الداخلية أنهت تدريبات لإنقاذ جنود محتجزين تحت الأنقاض من تحت النار في عمق قطاع غزة في الحرب المتوقع اندلاعها في المستقبل، وان هذه التدريبات جاءت تحت عنوان "أسبوع الحرب".

وف نفس الإطار ذكرت صحيفة "إسرائيل اليوم" في عددها الصادر امس أن إسرائيل تهدد بالعمل على إخراج القوات الإيرانية من سوريا، لأن وجودها هناك يهدد أمن إسرائيل حسب رئيس "الموساد" يوسي كوهين.

وإذا ما أخذنا بعين الاعتبار حديث الاحتلال الإسرائيلي عن أنفاق اسفل المنازل في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة وفي مخيم الشاطىء غربي غزة، فإن الصورة تصبح واضحة وضوح الشمس أن اسرائيل تعمل على خلق المبررات الواهية من أجل شن حرب جديدة قد تكون على عدة جبهات في آن واحد أو على جبهة قطاع غزة أولاً ولاحقا على الجبهتين اللبنانية والسورية. إن نتنياهو الذي يحاول يائساً من خلال هذه الحرب العدوانية الحفاظ على منصبه الذي يزداد تزعزعا يوم بعد آخر، لا يدرك أن هذه الحرب العدوانية ربما، بل من المؤكد، ستجر المنطقة لحرب مدمرة لا تعرف عواقبها ليس فقط على غزة أو لبنان أو حتى سوريا، بل على إسرائيل نفسها وربما على العالم بأسره، خاصة وأن المنطقة على فوهة بركان قد ينفجر في أية لحظة في ضوء الممارسات والانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضد عدد من دول الجوار.

فأي حرب تشنها إسرائيل لا يمكن لدولة الاحتلال تحديد مدتها الزمنية، ونتائجها التي تنذر بأوخم العواقب والتي ستقضي على أية آمال بتحقيق السلام في المنطقة، إن وجدت مثل هذه الآمال التي أفشلتها إسرائيل وأوصدت جميع الأبواب لتحقيقها.


فدولة الاحتلال القائمة على الحروب لضمان تفوقها وهيمنتها، قد تُقدم على حرب جديدة، ولكن هذه المرة لإنقاذ رئيس الحكومة من تهم الفساد ولا علاقة لها بأمن إسرائيل، بل على العكس من ذلك فالدول المحيطة هي التي بحاجة للأمن بسبب الاعتداءات الإسرائيلية.
أحدث أقدم